ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
تعلن السلفية منهجها: "القرآن والسنَّة بفهم سلف الأمة". وفي هذا الشعار إشكالات كثيرة وتناقضات داخلية، إضافة إلى التناقض مع ادعاءاتهم الأخرى. فهذا الشعار بداية بدعة لا دليل عليها؛ وهم من يقولون أنهم يحاربون البدع ويتمسكون بالدليل! فأين دليله في القرآن أو في السنة؟ ثم إن هذا الشعار يعني أن للقرآن وللسنَّة أفهاما كثيرة، وهم اختاروا فهم سلف الأمة تحديدا؛ وهذا يعني ألا فائدةَ من القرآن والسنة وحدهما، والذي يقرأ القرآن ويحاول تتبع السنة سيقع في الخطأ لا محالة، وسيفهم أفهاما تورده الهلاك، ما دام لم يهتدِ إلى فهم سلف الأمة!
كثيرا ما يثار السؤال عن الفرقة الناجية التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلـم في الحديث الشريف: {عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ} (سنن ابن ماجه, كتاب الفتن) فيتساءل البعض قائلين: إذا سلمنا أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الفرقة الناجية في هذا العصر، فما هي الفرقة الناجية التي كانت قبلها والتي استلمت منها الجماعةُ الرايةَ؟
عمل الخلافة الراشدة هو عمل النبوة؛ وهو الذي اختصره القرآن الكريم في قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } (البقرة 152) فالعمل هو تلاوة آيات الله؛ أي الاهتمام بالقرآن الكريم وبتفسيره وبتوضيح الدلائل والآيات التي تدل على وجود الله وتبيّن صفاته وأسمائه الحسنى. وهو التزكية التي هي التطهير والتنمية للمؤمنين؛ أي تنقية فكر المؤمنين وسلوكهم وإرشادهم إلى ما ينفعهم، وكذلك توجيههم إلى ما ينمي قدراتهم ومواردهم. وهو تعليم الكتاب والحكمة؛ أي تبيان أحكام الله وشريعته والحكمة من وراء هذه الأحكام والشرائع، وكذلك هو تعليم الناس ما لم يكونوا يعلمون؛ أي قيادة وإدارة تعليم الناس ما ينفعهم ويصلح أحوالهم وشئونهم في كل ما يتعلق بمناحي الحياة.
عندما ثارت الفتنةُ ضدَّ الخليفة عثمانَ رضي الله عنه، وبدا واضحًا أنَّ هؤلاء المجرمين يتربصون به ويسعون لقتله، عرض عليه معاويةُ رضي الله عنه أن يرسلَ جيشًا من الشام كي يحميه ويحمي المدينة، فرفض حضرته ذلك، وقال إنه لا يريد أن يُضيّق على أهلِ المدينةِ بمساكنةِ جيشٍ لهم يقاسمهم أقواتهم؛ حتى وإنْ كان هذا الجيشُ سيحميهِ ويحمي الخلافةَ! وعندما نزلَ المجرمونَ بالمدينة، وحاصروا الخليفةَ، وآذوه حتى منعوا عنه الماء، هبّ الصحابة لكي يدافعوا عن خليفتهم؛ وهم الشجعان الذين عركتهم الشدائدُ، وأثبتوا بسيرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلـم أنهم قادرون على التعامل مع وضعٍ كهذا، رفض حضرته أن يقوموا لمقاتلة هؤلاء حرصًا عليهم؛ موضحا لهم مرارًا أنَّ هؤلاء المجرمين يريدونه هو وحسب، ولا يريد أن تُسفك دماؤهم دونه.
من مزايا الإسلام العظيم أنه لم يقدّم شريعة وأحكامًا نظرية، بل قدّم من خلال سنَّة النبي صلى الله عليه وسلـم، وسنَّة خلفائه الراشدين، وصحابته الطيبين الطاهرين تطبيقات عملية لهذه الشريعة في ظروف شتى، تصلح للاسترشاد بها وأَخْذ العبر والدروس باستمرار. وكان هذا مهمًا من أجل صَقْل أخلاقهم، ومن أجل إظهار تربيتهم التي تربوها على يد النبي صلى الله عليه وسلـم. ففي زمن الابتلاء كانوا يدركون تماما أن الله تعالى لم يودِّعهم ولم يتركْهم، وكانوا يعلمون أنَّ المطلوب منهم هو الثبات والاستقامة على ما عاهدوا اللهَ عليه، وعلى الله تعالى النتائج. ولكنهم كانوا واثقين أيضا بأنَّ العاقبة لهم، وأنَّ الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون، وسعت الدنيا كلها للحيلولة دون ذلك.