loader
 

اختتام الجلسة السنوية الـ56 في المملكة المتحدة بخطاب ملهم لحضرة ميرزا ​​مسرور أحمد

 

 

انضم أكثر من 176800 مبايع جديد إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية

اختتم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، المؤتمر السنوي السادس والخمسين (الجلسة السنوية) للجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة في 07/08/2022 بخطاب ملهم للإيمان.

حضر أكثر من 26600 شخص الجلسة التي أقيمت في حديقة المهدي في ألتون، هامبشاير.

وفي هذا العام بسبب استمرار القيود المتعلقة بـوباء كورونا، كان الحضور في المقام الأول من المملكة المتحدة مع عدد محدود من الضيوف من الدول الأخرى. وتم بث الحدث بأكمله على الهواء مباشرة على إم تي إيه الدولية وعبر الإنترنت.

وكان من أبرز أحداث الجلسة التي استمرت ثلاثة أيام، البيعة العالمية، والتي جرت بعد ظهر يوم الأحد. حيث عاد حدث البيعة بعد انقطاع دام ثلاث سنوات فكانت آخر مرة في عام 2019 قبل الوباء، وقد بايع المشاركون مرة أخرى حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد باعتباره الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام).

وشكل المشاركون سلسلة بشرية تؤدي إلى الخليفة وهم يرددون كلمات البيعة في انسجام تام.

قبل الحفل، أعلن حضرته أن أكثر من 176800 شخص قد انضموا إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية خلال العام الماضي من 109 دول حول العالم.

وخلال الخطاب الختامي، واصل حضرته تسليط الضوء على الحقوق التي يمنحها الإسلام للبشرية والتي لا مثيل لها في أي عقيدة أو أيديولوجية أخرى. كان ذلك الخطاب الثالث في سلسلة من الخطب التي ألقاها حضرة الخليفة حول هذا الموضوع حيث تم إلقاء الخطابين الأولين في الفقرتين الختاميتين لـلجلسة السنوية في المملكة المتحدة لعامي 2019 و2021.

وفي خطاب هذا العام، ركز حضرته على الحقوق التي يمنحها الإسلام للمرأة وقدم رؤية سليمة لكيفية مناصرة الإسلام لحقوق المرأة وعدم رفع شعارات فارغة بل قواعد ثابتة ترفع من مكانة المرأة.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، وهو يسلط الضوء على عيوب حركات اليوم الحالية التي تدعي دعم حقوق المرأة:

"إذا كانت هذه المنظمات ترفع شعار إعطاء الحقوق للمرأة، فإنها تنزع منها بالقوة حريتها الدينية وحقها في ممارستها. ثم إذا حاولت هذه المنظمات أخذ الحقوق من الرجال، فإنها تخلق ظروفًا تؤدي إلى اتساع الفجوة بين النساء والرجال".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلا:

"ثم إن الحقوق التي يريدون إعطاءها لها ناقصة أيضًا فإنهم لا يعرفون كيف يطبقونها، لذا فهم أنفسهم يعتقدون أن القانون الدولي والمحاكم الدولية صامتة بشأن الحقوق المتساوية للرجال والنساء. ثم لا يعرفون كيف يزيلون العقبات التي تعترض هذا السبيل جراء الاختلاف في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والعادات والتقاليد، فإنهم يقتصرون على رفع شعار المساواة بين الرجال والنساء ويعتقدون أنهم حققوا إنجازًا عظيمًا، فلا يعلمون -أنه عند الخوض في تفاصيلها- ما الأشياء التي يجب أخذها بعين الاعتبار والتي يجب مراعاتها، وما هي القواعد واللوائح والقوانين التي يجب سنّها، وحول ماذا ينبغي سنّها. لا يفكر هؤلاء فيما إذا كانت مبادئ المساواة التي اخترعوها بأنفسهم تنشر الأمن في المجتمع أم تسبب قلقًا واضطرابًا، فلا يبالون ما إذا كانوا يسببون تمتين أواصر أسرية أم تفكيكها".

ومضى حضرته في إبراز كيف أن الإسلام قد قدم قبل 1400 عام تعاليمًا تحمي حقوق المرأة، وذكر التفاصيل الدقيقة التي يقدمها الإسلام في هذا الصدد. واقتبس الآية الثانية من سورة النساء من القرآن الكريم والتي تتلى وقت عقد القران والتي تقول:

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ"

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"إنها نصيحة موجهة للمسلمين رجالا ونساء أن يتذكروا دائمًا أن الله خلقهم من نفس واحدة، فقد وُلِد الرجال والنساء من نفس واحدة، وبهذا المعنى هم من جنس واحد، وعليه فقد جعل الله عقولهم واحدة، ومشاعرهم واحدة، وعواطفهم واحدة أيضًا. تتلى هذه الآية عند إعلان النكاح أيضا، أي يتم من خلاله التوضيح عند الزواج أنه لا يمكن أن تكون هذه العلاقة قوية إلا عندما يتولد في قلب الرجل الشعور بأن المرأة والرجل متساويان في المشاعر والعواطف والعقل والحقوق، فلا ينبغي اعتبار المرأة أقل شأنا".

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد متحدثًا عن أسوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم:

" كانت أسوة النبي ﷺ بأنه كان يستشير النساء في بعض الأمور المهمة. لم يكن للمرأة  حق في إبداء رأيها المتواضع في المجتمع قبل الإسلام الذي لم يكن لها أي أهمية فيه ناهيك أن يتم الاستشارة معها.".

وأوضح حضرته أيضًا أن الإسلام أعطى المرأة حق الميراث، وهو أمر لم يحدث في الغرب إلا في القرن الماضي. واستشهد بعدة أحاديث وأمثلة من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تؤكد على أهمية معاملة المرأة معاملة طيبة.

على سبيل المثال، قال الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم): "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد مشيرًا إلى المقتبسات العديدة المتعلقة بحقوق المرأة:

"المقتبسات التي أوردتها تتحدت معظمها عن حقوق النساء، ولم تُذكر فيها حقوق الرجال منفصلة، أو هي قليلة العدد جدا وذلك لأن الرجال حائزون على التفوق في بادئ الرأي في كل مجتمع، وهم يأخذون حقوقهم على أية حال. يقول الإسلام للرجال بأنكم تأخذون الحقوق الشرعية وغير الشرعية أيضا بمعنى أنكم تأخذون ما ليس لكم حق فيه، ولا سيما تُسلب حقوق النساء بكثرة في بلاد أقل تقدما نسبيا أو في بلاد أهلها أقل ثقافة. وأن أغلبية المسلمين تسكن في العصر الراهن في بلاد أقل تقدما وأقل ثقافة، لذا تعامَل فيها النساء معاملة سيئة جدا ولا تُعطى لهن حقوقهن، ويتكلم الرجال عن حقوقهم. ولكن إذا كان الرجال يريدون حقوقهم فلا بد لهم أن يعطوا النساء أيضا حقوقهن. فهذا هو تعليم الإسلام.

على أية حال، نظرا إلى هذا الوضع السائد بوجه عام فقد ركّز الإسلام كثيرا على منح النساء حقوقهن، ومع ذلك يُعترض على الإسلام أنه لا يهتم بحقوقهن."

ثم بين حضرة الخليفة الحقوق التي منحها الإسلام "للسائل والمحروم"، وشرح فلسفة الصدقة وعلى من تجب. وفي إشارة إلى كلام المسيح الموعود (عليه السلام) وخليفة المسيح الثاني (رضي الله عنه)، ذكر حضرته أن الإسلام يؤكد على أهمية مساعدة من يطلبون المساعدة، ولكنه يؤكد في الوقت نفسه على أن اليد العليا خير من اليد السفلى أي اليد التي تعطي أفضل من اليد التي تأخذ، وبالتالي فإن الإسلام لا يشجع القادرين على الوقوف على أقدامهم على أن يصبحوا متسولين.

وقال أيضًا إنه يمكن لمن يدفعون الصدقات أن يقرروا عدم التصدق على من يسيئون استخدام الأموال، إلا أنه يمكنهم التبرع للناس بغض النظر عن ظروفهم لأن الصدقة أمر خيري ينالون بموجبه الأجر من الله تعالى. ويمكنهم مساعدة المتلقي ونصحه أيضًا بترك أي عادات سيئة.

كما تحدث حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد عن أدق التفاصيل التي يغطيها الإسلام في الصدقة، فقال:

"كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا" وَيَقْضِي اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ". أما السائل العادي والمحروم فقد أمر بأداء حقه ولكن مع ذلك وجّه أفراد أمته إلى الجهد والأنفة فقال ليس من الجيد أن تسألوا أحدا وأوصى بأن اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي التي تنفق وتعطي واليد السفلى هي السائلة فنهى ﷺ عن السؤال.".

وقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، موضحًا النهج الإسلامي في كيفية أداء حقوق الناس:

 

"يجب أداء حق السائل والمحروم لخلق الأمن والسلام والحب المتبادل والتآخي في المجتمع. أهل الدنيا يحاولون لإقامة الحقوق لمصالحهم، لكن الإسلام ينصح بإقامة الحقوق بعفاف. إذن فالعمل بهذا التعليم سيشكل وسيلة لنا لتعريف الدنيا بتعليم الإسلام، وفتحِ الطرق لنشر الدعوة. وفَّقنا الله تعالى لنكون أعوانا وأنصارا لإمام الزمان من أجل تحقيق مهمته مقيمين المثال للعمل بتعليم الإسلام".

 


 

خطب الجمعة الأخيرة