loader
 

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يخاطب الواقفين الجدد في اجتماعهم في لندن

 

"اعملوا على تطوير رابطة روحية لا تنفصم مع خليفة الوقت" - إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يخاطب الواقفين الجدد في اجتماعهم في لندن.

"تمسكوا دائمًا بالصدق ولا تسمحوا لأنفسكم أبدًا بالانخراط في الباطل" - حضرة ميرزا مسرور أحمد

  في 30/04/2023، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، الخطاب الختامي للاجتماع السنوي للواقفين ناو الذين وقفوا حياتهم لخدمة الإسلام.

أقيم الحدث في مسجد بيت الفتوح في لندن في المملكة المتحدة، وحضره أكثر من 1700 رجل وفتى، بما في ذلك أكثر من 1500 من أعضاء مخطط الوقف ناو.

خلال خطابه الملهِم، حدد حضرة الخليفة العديد من السمات التي تتعلق بتبني التقوى وقال إن على أعضاء الوقف ناو أن يتفوقوا فيها من أجل الوفاء حقًا بتعهدهم بإعطاء الأسبقية لإيمانهم على كل شيء آخر.

ذكّر حضرته الواقفين ناو بأن السعي لنيل قرب الله تعالى يجب أن يكون "الهدف النهائي" لكل واقف للحياة.

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن تعهد الواقفين ناو بتكريس حياتهم لخدمة الدين:

"بشكل عام، عليكم إذا وعدتم أو عاهدتم أحدًا أن تبذلوا قصارى جهدكم للوفاء بذلك وإلا ستكونون مذنبين بالخداع وخيانة ثقة الشخص الآخر.

وبصفتكم واقفين ناو، فإن العهد الذي قطعتموه ذو مستوى أعلى تمامًا، لأنكم لم تقطعوه مع أي إنسان، بل قد عاهدتم الله تعالى مباشرة أنكم ستعملون على خدمته وستكونون مستعدين لكل تضحية ومشقة في سبيله."

ثم أوضح الخليفة روح التضحية المطلوبة لتحقيق وتلبية مطالب عهد الوقف ناو بنجاح.

وضرب مثالاً، مدحَ القرآن الكريم للنبي إبراهيم (عليه السلام) في الآية 38 من سورة النجم، حيث قال الله تعالى:

" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى".

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد مشيرًا إلى هذه الآية:

"قال المسيح الموعود (عليه السلام) إن الله تعالى قد شهد على الطاعة العليا والولاء الصادق لحضرة إبراهيم (عليه السلام) لأنه لم يقطع عهدًا فحسب، بل وفى به أيضًا. وكما قلت، فإن تعهدكم بالغ الجدية والأهمية، فمن حيث الجوهر، قد أكدتم أمام الله أنكم ستكونون مستعدين لكل مشقة وتضحية ممكنة في سبيله، وسوف تسعون حتى أنفاسكم الأخيرة لخدمة دينكم".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد وقال:

"أؤمن إيمانًا راسخًا أنه إذا وفى كل عضو في مخطط الوقف ناو بصدق القلب بهذا العهد، فيمنكم عندها أن تحدثوا معًا ثورة روحية عظيمة في العالم وأن تحرروا المجتمع من قيود الانحلال الأخلاقي الذي أصبح مكبلًا به. ولكن ستحتاجون في هذا إلى عون الله وحبه، ولكي تبلغوا ذلك يجب أن تقدموه تعالى على كل شيء آخر.".

وقال حضرة الخليفة إن الطريق إلى الوفاء بهذا العهد ليس سهلاً ويتطلب من الوقف ناو أن يتغلب على التحديات الروحية.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"قال المسيح الموعود عليه السلام أنه لما استعد حضرة إبراهيم (عليه السلام) للتضحية بابنه في سبيل الله تعالى، أوقفه الله وشهد بإخلاصه وصدقه. وبالتالي، يجب أن يكون كل واقف للحياة، بما في ذلك جميع الواقفين ناو، على استعداد لتحمل أي مشقة أو محنة تأتي في طريقهم في سبيل الله تعالى. وإذا حقق كل من الواقفين الجدد وواقفي الحياة الحياة ذلك، فيمكنهم اعتبار أنهم قد أوفوا بتعهدهم بالوقف بنجاح".

وقال حضرته إن صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والمسيح الموعود عليه السلام قد قدموا تضحيات لا تصدق وتنازلوا عن كافة المساعي المادية والفرص الدنيوية من أجل إيمانهم.

كما تحدث حضرة الخليفة عن أهمية أداء الصلوات الخمس على أفضل وجه لنيل محبة الله، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذات مرة لأحد الصحابة أن يعيد صلاته عندما رأى أنه قد أداها بسرعة كبيرة. فأدى الصحابي الصلاة مرة أخرى فقال له صلى الله عليه وسلم أن يعيدها مرة أخرى، حتى سأله الصحابي كيف عليه أن يصلي بحيث تكون صلاته متوافقة مع توقعات الله تعالى؟

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد عن رد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

"لقد أوضح أنه خلال الصلاة يجب على الإنسان أن يحمد الله تعالى، ويعبر عن حبه له، ويقرأ سورة الفاتحة والصلاة على النبي وجميع الأدعية الضرورية الأخرى، متفكرًا في معانيها. ثم شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على المسلم أن يسجد بخشوع كامل. ومن ثم، يجب أن يؤدي كل صلاة بالعناية الواجبة وعلى النحو الذي أمر به الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بدلاً من القيام بحركات سريعة".

وبعد التأكيد على ضرورة قيام الواقفين ناو بتلاوة القرآن الكريم بانتظام، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"من واجب أولئك الذين كرسوا حياتهم لخدمة الدين إظهار أعلى المعايير الأخلاقية الممكنة والسعي إلى تبني كل نوع من أنواع الفضيلة. عليكم، في حياتكم اليومية أن تلتزموا بأفضل الأخلاق والآداب عندما تكونوا مع عائلاتكم وأصدقائكم وزملائكم الطلاب وفي جميع تعاملاتكم. تمسكوا دائمًا بالصدق ولا تسمحوا لأنفسكم أبدًا بالانخراط في الباطل. وتحدثوا مع الآخرين باحترام ولطف".

والتحدي الأخلاقي الآخر الذي حدده حضرة الخليفة والذي نصح المسلمون الأحمديون بالتغلب عليه، هو تجنب جميع أشكال الفاحشة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"لا تظنوا مغالطةً بأن الاحتشام شيء على النساء والفتيات فقط التحلي به، بل هو جوهري للفتيان والرجال أيضًا. إن الفحش والابتذال في هذا المجتمع، ماثلان للعيان في كل مكان تقريبًا. لذلك، عندما تكونون في الخارج، يجب أن تغضوا من أبصاركم بدلاً من أن تحدقوا بفضول في كل صوب وباتجاه الأشياء غير اللائقة والتي تتعارض مع دينكم.".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"وبالمثل تجنبوا جميع المحتويات البذيئة وغير الأخلاقية على وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفاز أو في أي مكان آخر، فمشاهدة مثل هذا المحتوى ضار للغاية ويمكنه أن يفسد عقل الإنسان بسهولة ويؤثر سلبًا على سلوكه. وقد أثبتت العديد من الدراسات والتقارير الإعلامية أن مشاهدة المواد الإباحية أو المواد المبتذلة المماثلة مضرة بشكل كبير على المستوى الفردي وللمجتمع الأوسع، على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن مشاهدة مثل هذا المحتوى تؤدي إلى قيام الفتيان والرجال بتصرفات مزعجة بحق النساء والفتيات، وتفضي غالبًا إلى العنف".

 

وقال حضرته إن الإسلام والنبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) يتعرضان للهجوم والافتراءات الكاذبة باستمرار، لذا يجب أن يكون الواقفون ناو "في المقدمة" ليظهروا للناس تعاليم الإسلام الحقيقية والجميلة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"إن تنوير العالم بتعاليم القرآن الكريم الفريدة، وإبلاغ البشرية بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم منقطعة النظير، هو الواجب الأسمى لكل مسلم أحمدي وخاصة الوقف ناو. ولكي تنجحوا في أعمال التبليغ، من الضروري أن تكتسبوا المعرفة الدينية ويجب أيضًا أن تدعوا بصدق أن يبارك الله في جهودكم وجهود المسلمين الأحمديين الآخرين المنخرطين في نشر رسالة الإسلام".

وتابع حضرته حديثه عن العلاقة القوية التي يجب تطويرها بين الوقف ناو والخلافة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"من الضروري أيضًا أن يسعى الواقفون ناو إلى تطوير رابطة روحية لا تنفصم مع خليفة الوقت، وإظهار أعلى معايير الولاء والطاعة لمؤسسة الخلافة. إذا أخلصتم للخلافة، فلن يفيدكم ذلك شخصيًا يكون وسيلة لكسب أجر الله فحسب، بل سيضمن أن تزداد وحدة جماعتنا قوة أكثر فأكثر".

كما أكد حضرة ميرزا مسرور أحمد على أهمية التفوق في التعليم العلماني وقال:

"إضافةً إلى الدراسات الدينية، على الواقفين ناو أيضًا أن يسعوا جاهدين للتميز في تعليمهم الدنيوي. اسعوا دائمًا لزيادة معرفتكم ولا تضيعوا الوقت في أشياء تافهة. ضعوا في اعتباركم كيف يمكنكم إفادة البشرية وتعزيز التفاهم البشري... على الواقفين ناو الذين يدرسون أو يعملون خارج الجماعة، ولا سيما في مجال البحث، أن يسعوا للصعود إلى القمة في المجالات التي يدرسونها.

إذا تفوقتم في اكتساب المعرفة الدنيوية والدينية، فسيكون لديكم مستودع من الذخيرة الفكرية من أجل نشر الرسالة وتعاليم الله تعالى والدفاع عن الإسلام من هؤلاء الذين يسعون للقدح فيه. وإلى جانب ذلك، سوف تكتسبون بإذن الله القدرة على جذب الناس نحو عبادة الله الواحد تحت راية أشرف المخلوقات، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم."

وفي ختام كلمته دعا حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"أدعو الله أن تكونوا من بين أخلص جنود جيش المسيح الموعود (عليه السلام) الروحاني والذي لا يضطلع بمهمة غزو الأراضي أو البلدان، بل كسب قلوب البشر، وجلب الناس من كل الأمم والأجناس والمعتقدات إلى الله تعالى.

أدعو لكم جميعًا، بصفتكم واقفين ناو، أن تلعبوا دورًا بارزًا في إيصال رسالة الإسلام والأحمدية إلى كل ركن من أركان العالم. وفقكم الله للقيام بذلك، آمين ". 


 

خطب الجمعة الأخيرة