loader
 

السؤال: بسم الله الرحمان الرحيم سؤالي يا أحبائي في الله هل ميرزا مسرور أحمد نبي بمعنى هل وصل إلى درجة النبوة وهل يمكن إعتباره نبيا مرسلا و مختارا من طرف الله تعالى ليبلغ دعوته للعالم

حضرة مرزا مسرور أحمد، أيده الله تعالى بنصره العزيز، هو الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه الصلاة والسلام. وهو الخليفة الخامس من سلسلة الخلافة الراشدة الثانية التي أنشأها الله تعالى بعد بعثة الإمام المهدي.

فهو خليفة راشد، وليس نبيا. إذ إن الله تعالى قدَّر لهذه الأمة الخلافة لتكون القيادة الروحية بعد النبي صلى الله عليه وسلم. ومما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص:

{كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ تَكْثُرُ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ } (صحيح مسلم, كتاب الإمارة)


ولكننا مأمورون من النبي صلى الله عليه وسلم بأن نؤمن بالخلافة الراشدة ونطيعها كما نطيعه صلى الله عليه وسلم، بل واعتبر سنة الخلافة الراشدين واجبة الاتِّباع كما هي سنته صلى الله عليه وسلم، وهذا لأنها لا تنفصل عنها وهي نابعة منها، فمما قاله حضرته:

{فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ} (مسند أحمد, كتاب مسند الشاميين)

وقد بدأت سلسلة الخلافة الراشدة الثانية أيضا وفقا لنبأ النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد عودة منهاج النبوة على يد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، إذ قال:
{تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ} (مسند أحمد، كتاب أول مسند الكوفيين)

ومع أن الخلفاء لا يسمُّون أنبياء، ولا يصح تسميتهم بالأنبياء - لأن النبي هو من يسميه الله نبيا، ولا يكون هذا خاضعا لقياس الناس واجتهادهم – إلا أن الخلفاء الراشدين هم في الحقيقة في مقام الأنبياء روحانيا، لأن الله تعالى اصطفاهم واختارهم، وإن كان بطريقة غير مباشرة كما الأنبياء، وهم ينوبون عن النبي صلى الله عليه وسلم ويمارسون المهام نفسها التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم، عدا التشريع، وهذا المقام كفله الله تعالى للأمة كما جاء في الآية الكريمة:

{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء 70)

وأخيرا، فما يهمُّنا هو أن الخلافة هي اختيار الله في الحقيقة، وأن طاعة الخلفاء واتباعهم واجبة كما هي طاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا المبدأ هو الذي أقرَّه الصحابة وأكدوه مع نشوء الخلافة الراشدة ونازعهم فيه فئة من المرتدين الذين لم يروا أن ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يُعطى للخليفة.

فالذي يحبُّ أن يطيع النبي صلى الله عليه وسلم فعليه أن يتفانى في طاعة الخلفاء وكأن النبي صلى الله عليه وسلم هو من يأمره، لأنهم خلفاؤه ولا ينفصلون عنه.


 

خطب الجمعة الأخيرة