loader
 

السؤال: هل يعتبر الملأ الدين عاصروا حادثة الصلب مع العلم أنهم كانوا يرون رسولهم يتعدب ويدفع ناحية موقع الصلب بدون أن يعلموا اكان فعلا هو المسيح الحقيقي أم لا هل يعتبرون مدنبين ادا ما سدقوا بما ترا أعينهم وكدلك في خضم الاحداث عن عدم وجود جثة المسيح بعد الصلب ادن فمن البديهي ان يعتقدوا بكل قساسة وخصوصا من تلامدة كانوا مخلصين هل أراد الله بهدا ان يمتحن المومنين او يلبس عليهم دينهم وبعد ان ظهر المسيح في بلد اخر مبرهنا

المسيح كان قد أخبر بأنه سيتعرض لمحاولة قتل، وسيشرف على الموت، وسيوضع في القبر في باطن الأرض حيا وسيخرج منه حيا كما حدث مع يونس عليه السلام، وكانت هذه النبوءة وتحققها هي الآية العظمى للمسيح، حيث جاء في الإنجيل:
{حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.} (إِنْجِيلُ مَتَّى 12 : 38-40)
وبعد ذكره هذه الآية يذكر الإنجيل إنه يقول إنه أعظم من يونان وسيتحقق له فوق ما تحقق ليونان، أي سيؤمن به قومه بعد نجاته بصورة أعظم، وهو أعظم من سليمان الذي أتته ملكة سبأ طائعة، وهكذا سيتبعه الملوك.
والقرآن الكريم يسجل هذه البشارة بقوله تعالى:
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} (آل عمران 56)
أي لن يفلحوا في قتلك، بل ستموت ميتة طبيعية لاحقا، وسأرفعك وأقربك ولن تكونوا ملعونا كما أرادوا لك، وسأطهرك منهم وأنجيك، وسأجعل جماعتك فوقهم إلى يوم القيامة. وهذه كلها وعود تحققت.
وأتباع المسيح كانوا يعلمون ذلك ويؤمنون به، كما يشير الإنجيل إلى أنه قد تلقى هذا الوعد الألهي الذي سجله القرآن الكريم، بعد أن دعا الله واستجاب الله له، وظهر له ملاك الرب يقويه،
ولم يقتصر الأمر على أتباعه، بل إن اليهود الكافرين به والرومان كانوا قد تأثروا من عظمة هذه النبوءة، ولذلك أرادوا حراسة قبره بعد حادثة الصلب.
ولا شك أنه كان في الأحداث ابتلاء للمؤمنين، وكان هناك نوع من الحذر في سلوك المسيح وأتباعه، ولم يطلع الجميع على جزئيات ما حدث، ولكن مسألة نجاته لم تكن مسألة غامضة تماما أو لغزا لم ينكشف إلا بعد مئات السنين، بل كانت أمرا متوقعا.
كذلك فقد سجل الإنجيل بوضوح كيف أنه قد نجا ولم يكن قد مات صلبا، والتقى بتلميذين في عمواس أولا ثم في الجليل بكل تلاميذه، وكان حينها إنسانا يأكل ويشرب وبه آثار الجراح.
الإشكال هو في اللاهوت المسيحي المتأخر الذي أصر على أنه قد مات ثم عاد إلى الحياة بجسد ممجد بعد أن صار إلها، مع أن الإنجيل لا يدعم ذلك مطلقا.


 

خطب الجمعة الأخيرة