loader
 

السؤال: في سورة الرحمن يقول الله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن: 47) (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) (الرحمن: 63) الرجاء تفسير ماذا يُقصد بالجنتان الأوليين والأخريين. مع الشكر الجزيل

ذكرت الآيات الكريمات منازل المقربين وأصحاب اليمين في الدنيا والآخرة. فهي تتكلم عن أربعة جنان، جنتان للمقربين وجنتان أقل منهما في الدرجة لأصحاب اليمين. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى في قوله (عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَبْد اللَّه بْن قَيْس عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّة آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتهمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْن الْقَوْم وَبَيْن أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبّهمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رِدَاء الْكِبْرِيَاء عَلَى وَجْهه فِي جَنَّة عَدْن "
وقال المسيح الموعود عليه السلام:
هذه هي الجنّة الحاضرة التي يحظى بها الإنسان الرباني فورا. وأما جنّة الآخرة فما هي في الحقيقة إلا آثار هذه الجنّة الحاضرة وأظلالها، وسوف تمثِّلها القدرة الإلهية في العالم الثاني عيانًا في صورةٍ حيَّةٍ محسوسة. وإلى هذا المعنى أشار الله عز وجل إذ قال: (ولمن خاف مقامَ ربِّه جنتانِ). (الخزائن الدفينة)
فللمقربين جنة في الدنيا وآثارها وظلالها جنة في الآخرة، ولأصحاب اليمين جنة في الدنيا وآثارها وظلالها جنة في الآخرة. وقد ذكر الله تعالى أن جنتي أصحاب اليمين أقل درجة من جنتي المقربين وذلك في قوله تعالى (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ)

هاني الزهيري


 

خطب الجمعة الأخيرة