loader
 

السؤال: السلام عليكم .الله يقول ((وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم ))ما علاقة العدل مع الايتام بالزواج .وهل من الممكن شرح ترابط الاية مع التي قبلها وبعدها .وشكرا جزيلا .

{وَإنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا * وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} (النساء: 4-5)..
هذه الآية لا تتحدث عن شروط التعدّد، بل تحثّ المسلم على الزواج من غير اليتيمة إن كان يخشى عدم العدل؛ فالباب مفتوح أمامه ليتزوج أربعة، فلماذا يتزوج يتيمة وهو لا يستطيع أن يقسط معها؟ فليتزوجْ فتاة لها أب وأقارب لهم سطوة.
يقول المسيح الموعود عليه السلام مفسِّرا الآية: أي إذا كان هناك فرصة فلا بأس من أن تتزوجوا من فتيات يتيمات هن في كفالتكم، أما إذا خفتم من عدم العدل في حقهن - لأنهن لا أولياء لهن - فتزوجوا من نساء ذوات آباء وأقارب تخشونهم. يمكن أن تتزوجوا بواحدة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا، ولكن بشرط العدل في حقهن، فإذا خفتم ألا تستطيعوا العدل فاكتفوا بواحدة رغم حاجتكم إلى أكثر. وقد حددنا عدد الزوجات بالأربع منعا لكم من عاداتكم القديمة في الإفراط الزائد في أمر الزواج حيث كنتم تتزوجون المئات، أو إنقاذا لكم من السقوط في هوة الزنا. وأدوا لزوجاتكم مهورهن. (فلسفة تعاليم الإسلام)
لذا يمكن للمرء أن يتزوج حتى أربعة إن رأى أنه سيعدل. والتعدد فيه فوائد كثيرة، منها الإكثار من النسل، وحلّ مشكلة العوانس والأرامل والمطلقات، وغير ذلك.
وقد ظلَّ التعدد معمولا به عبر التاريخ الإسلامي.. أي منذ الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما موضوع الآيات وسياقها فهو اليتامى والإقساط إليهم وإعطاؤهم أموالهم وتزويجهم:
{وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4) وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (النساء)


 

خطب الجمعة الأخيرة