منذ أن خلق الله تعالى البشر أوحى إليهم، وعلَّمهم البيان واللغة مباشرة، واصطفى منهم الأنبياء. وآدم هو وصف للبشر مكتمل الصفات والقوى عموما، ووصف للنبي في كل قوم من البشر أيضا.
ولكن الخطأ قد ينجم من عدم التمييز بين الأوادم. ففي أول خلق البشر على الأرض كان آدم أو أوادم في كل مكان ظهر فيه البشر، وهنالك آدم النبي الذي من سلالته كان نوح وإبراهيم والذي كان مقدرا أن يكون الجد الأول للنبي صلى الله عليه وسلم.
والدين كان كافيا وكاملا وفقا لحالة البشر. والله تعالى كان يوحي من أول يوم خلق الله فيه آدم وكمل قواه. والله تعالى اختار من بين أوائل البشر أنبياء. ولا ينبغي الظن أن البشر كانوا في يوم من الأيام كالحيوانات أو القردة هائمين على وجوههم لا يعقلون؛ فهذا لم يحدث مطلقا. وصحيح أن الإنسان قد مرّ في أطوار حتى اكتمل خلقه، ولكن الأطوار كانت في الأرض بصورة ما، وهي شبيهة بأطوار تشكيل الجنين في بطن أمه، وكان الإنسان يعيش فيها حياة نباتية أي كما يعيش النبات، ثم عندما اكتمل الخلق أخرج الله من الأرض رجالا ونساء وأوحى إليهم وعلمهم البيان واللغة تعليما مباشرا، واختار منهم أنبياء، وبعد ذلك بدأت مرحلة العيش والتناسل. الحياة في ذلك الوقت كانت بسيطة فجاءت الشرائع توازي هذه البساطة، ولكن منذ البداية كان قد أوحى الله تعالى للبشر أن يعملوا على أن يعيشوا ويتعاونوا بحيث لا يجوعون ولا يعرون ولا يظمأون ولا يضحون، وأمّن لهم ما يلزم. وفي الواقع، فإن الشرائع جميعها بعد ذلك كان هدفها تحقيق هذه الأهداف الأربعة؛ والتفاصيل متعلقة بمدى تعقيد الحياة وزيادة تفاصيلها.
وهذه الأهداف هي بلا شك أهداف الشريعة الإسلامية الكاملة التي غطت جميع تفاصيل الحياة، وأمنت للبشر كل ما يلزمهم منذ أن نزلت إلى قيام الساعة.
تميم أبو دقة