loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سمعت الاخ/ هاني طاهر حفظه الله يقول لا يوجد في القرآن الكريم اي عتاب للرسول صل الله عليه وآله وسلم ، وعليه ارجو توضيح تفسير الآية الاولى في سورة التحريم ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) حيث اني لم اجد تفسير هذه السورة في التفسير الكبير حفظكم الله ودمتم

هذا ليس عتابا، بل هو إشفاق من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار لرقة طبعة وسمو نفسه. كما أن هذا التحريم ليس تحريما بمعناه الشرعي، وإنما معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعهد أن يحرم نفسه أو أن يمتنع عن أمر ما، لأنه قد حدثت خصومة وسوء فهم من قبل بعض أزواجه. فالله تعالى قد أنزل هذه الآيات ليحلله من هذا التعهد، وليظهر أنه كان دائما يؤْثِر على نفسه ويهتم بغيره ولا يريد أن يضايق أحدا ويريد إرضاء أزواجه وأصحابه بما لا يغضب الله تعالى. أما العتاب فقد جاء لنساء النبي صلى الله عليه وسلم كونهن قد تخاصمن وسببن الحرج للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى لهن:
{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } (التحريم 5)
كما حذرهن من مضايقة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا } (التحريم 6)
ولكن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قد التزمن جميعهن بألا يعدن إلى شيء من هذا، فأعلن الله تعالى أنهن مقبولات عنده، ومنع النبي من طلاقهن، وشهد لهن بأنهن مؤمنات قانتات اخترن النبي صلى الله عليه وسلم وفضلنه على الدنيا وزينتها.
تميم أبو دقة




 

خطب الجمعة الأخيرة