loader
 

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الرجاء تفسير أية ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) و لو بشكل مخنصر مع خالص الشكر و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه الآية من سورة الحجرات التي تتحدث عن الأخلاق، وقبلها كانت سورة الفتح التي تتحدث عن الانتصار. والانتصار يليه بعض السلبيات عادةً، مثل الغرور والركون إلى الدنيا، وما شابه ذلك، فجاءت هذه السورة لتبيّن ما هي الأخلاق الصحيحة ولتحضّ عليها، فالآيات الأولى في السورة تحضّ على ألَا (تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)، وعلى تقوى الله، وعلى التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وألَا (تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ)، وعلى عدم مناداته (مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ)، ثم (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا). ثم تأتي هذه الآية لتقول: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ..
والآية تخاطب جماعة المؤمنين أنّ عليها أن تسعى للصلح بين الفئات المسالمة والمتعاهدة فيما بينهما إنْ حدث خلاف بينها، فعلى جماعة المؤمنين وإمامهم أنْ يبذلوا قصارى جهدهم من أجل حلّ هذا النزاع والحكم فيه. وهذا يتضمّن أنّ على مختلف الأطراف أن تحترم قرار إمام جماعة المؤمنين وتعتبر قراره نهائيا وتخضع له. وأما الذي يرفض الخضوع له فيجب على الجميع أن يحاربه حتى يخضع، فإن خضع فلا بد من عقد اتفاقية جديدة واضحة تنهي الخلاف، ولا بد من نسيان الماضي، وعدم حمل أي حقد. فالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.
ثم تذكر الآيات التالية الأخلاق التي تؤسس للسلام الفردي والجماعي، فتنهى عن أن (يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ)، أو (نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ)، وتنهى عن التَنَابز بِالْأَلْقَابِ، وتأمر باجتناب كثير من الظن، وتنهى عن التجسس والغيبة، وتؤكد أن (أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وتعيب على الأعراب بعض الأخلاق التي تتناقض مع ذلك.


 

خطب الجمعة الأخيرة