loader
 

السؤال: السلام عليكم لدي اسألة لوتفضلتم بالأجابة:(سورةهود آية 107و108-ماذا يقصدربنا ب"ما دامت السموات والأرض الا ما شاءالله و وفي الثانية ما شاء ربك" وفي سورة الدخان آية 10 "فارتقب يوم تأتي الساء بدخان مبين ". لدي كثير من الأسألة ممكن اسالكم شكرا.

لعلكم تقصدون قوله تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (107) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (108) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (هود 107-109)
فقد وصف الله تعالى عذاب النار ونعيم الجنة بوصفين مختلفين، فالأول علّقه سبحانه على مشيئته، والثاني أكّد أنه عَطَاء غَيْر مَجْذُوذٍ.. أي أبدي بلا نهاية. لذا فإنّ نعيم الجنة لا يزول، أما النار فلها نهاية، حيث شاء الله ذلك، لأنه رحمته وسعت كل شيء، ورحمته سبقت غضبه. وهذه النار بهدف شفاء الكفار والعصاة لا للانتقام.
أما قوله تعالى {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} (الدخان 11)
فقد قال المسيح الموعود عليه السلام: المراد من الدخان هنا هو القحط الشديد الذي أصاب زمن النبي صلى الله عليه وسلم المبارك إلى سبع سنين، حتى اضطر الناس لأكل الميتة والعظام، كما ورد بيانه بالتفصيل في حديث ابن مسعود. كذلك جاء الوعد عن الزمن الأخير أيضا الذي نحن فيه أن الدخان سيظهر فيه بشدة متناهية قبل ظهور المسيح. فليكن معلوما الآن أن القحط في هذا الزمن الأخير قد وقع من كِلا الوجهين، المادي والروحاني.... أما من الناحية الروحانية فقد تفشى شح الصدق والأمانة والإخلاص، وساد المكر السيئ والخديعة والعلوم المظلمة كالدخان، وهي في ازدياد مستمر. إن مفاسد هذا الزمن تختلف تماما عن مفاسد الأزمنة الغابرة. ففي الأزمنة الخالية كان الجهل والأُميّة سببا للإفلاس الأخلاقي في معظم الحالات، أما في العصر الراهن فتحصيل العلوم هو السبب في ذلك. إن التنوير الحديث في عصرنا الذي يجب أن يسمى - بتعبير آخر- دخانا، يضر الإيمان والأمانة والبساطة الداخلية بشكل مذهل. ولقد غطّى غبار الخطابات السفسطائية شمس الصدق، وألقت المغالطات الفلسفية في قلوب البسطاء من الناس شبهات كثيرة. عُظِّمت الأفكار الباطلة، وحُقِّرت الحقائق في نظر معظم الناس. فأراد الله تعالى أن يعيد إلى جادة الصواب -بواسطة العقل- أولئك الذين ضلوا الطريق نتيجة عقولهم، ويُرشد إلى الطريق المستقيم - وبالفلسفة السماوية - أولئك المفتونين بالفلسفة، فهذا هو الدخان المبين والكامل الذي ظهر في العصر الراهن. (إزالة الأوهام)


 

خطب الجمعة الأخيرة