لا سبيل مطلقا، لأي معترض شريف منصف، القول بأن إلهامات المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام تشكل كتابا لنا غير القرآن الكريم. فإلهاماته وحاله وقاله تؤكد أن الخير كله في القرآن وأنه هو الكتاب الوحيد لنا نحن المسلمين الأحمديين.
أما جمع إلهامات حضرته في كتاب فهو أمر له أهمية بلا شك، وليس أمرا شخصيا. فمن هذه الإلهامات ما كانت تحوي آيات على صدقه؛ حيث كان الوحي ينبئه بأمر فيتحقق، أو كان ينزل حاملا له بشارات النصرة الإلهية، وكان هناك شهود على ذلك منهم من كانوا غير مسلمين، وقد سجل حضرته هذه الشهادات في كتابه حقيقة الوحي وفي كتابه نزول المسيح وفي غيرها من الكتب. وهكذا تلعب الإلهامات وتحققها دورا في معرفة صدق حضرته لكل من يبحث في صدقه بداية.
كذلك فإن الفارق بين النبي وغير النبي في الإلهامات هو أن إلهاماته تكون ذات قوة وكثرة وكثافة كما أنها تحتوي فائدة عظيمة لمن أُرسل إليهم تشتمل على البشارات والإنذارات الضرورية لهم، وتتعلق بدعوته وبمستقبلها، ولذلك فإن لها أهمية عظيمة، فضلا عن أنها تشكل أدلة متجددة على صدقه. فإلهامات حضرته تحتوي كثيرا من البشارات والإنذارات، كما أن للإلهامات التي تحتوي نبوءات دورات ووجوه في التحقق، فلها وجوه تحققت في حياة حضرته كما أن لها وجوها ستستمر في الظهور باستمرار. وهذا ما نشهده الآن بين فترة وأخرى.
أما الولي، أو أي إنسان قد يتلقى وحيا وإن كان صادقا، فإن إلهاماته تكون خاصة به وشخصية غالبا، ولا تكون بالكثرة والقوة التي تكون للنبي، ومن غير المحبذ نشرها وإطلاع الناس عليها عموما إلا فيما يرى أنه قد أُمر بإطلاع الناس عليه. وهذا أمر طبيعي، لأن الوحي يرتبط بمكانة الشخص وطبيعة مهمته.
وأنقل أخيرا مقتبسا من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يتحدث فيه بنفسه عن أهمية نشر إلهاماته، يقول حضرته:
ومن دواعي كتابة هذه الكشوف والإلهامات أيضا أن يزداد المؤمنون إيمانا، ولتثبت وتطمئن قلوبهم ويفهموا الحقيقة الحقة باليقين الكامل أن الصراط المستقيم هو الإسلام وحده. وأن هناك نبيا واحدا وكتابا واحدا تحت أديم السماء.. أي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أعلى الأنبياء جميعا وأفضلهم، وأتم الرسل كلهم وأكملهم، وهو خاتم الأنبياء وخير الناس، وباتباعه يمكن الوصول إلى الله تعالى وتزول الحُجُب المظلمة، وتظهر علامات النجاة الصادقة في هذه الدنيا. وإن القرآن الكريم وحده هو الذي يشمل الهديَ والتأثيرات الكاملة والصادقة، وبسببه تُنال العلوم والمعارف الحقة ويتطهَّر القلب من الشوائب البشرية ويتخلص المرء من حُجُب الجهل والغفلة والشبهات ويصل مرتبة حق اليقين. ومن دواعي كتابة هذه الكشوف والإلهامات وإثباتها بشهادات أتباع الأديان الأخرى أن تكون حجة قوية في أيدي المسلمين على الدوام، ولكي يَثبت باستمرار هزيمة هؤلاء الأسافل ذوي القلوب السوداء الذين لا يخافون الله عز وجل ويتصدون للمسلمين دون مبرر ويتكبرون مقابلهم مع أنهم لا يقدرون على الجواب. ولكي يُحفَظ طلابُ الحق المعاصرون والأجيالُ القادمة من رياح الضلال المسمومة التي تهب في هذه الأيام، لأن هذه الإلهامات تحتوي على كثير من الأمور التي ستتحقق في مستقبل الأيام. فعندما ينصرم العصر الحاضر ويميط عالم جديد اللثام عن وجهه ويرى تحقق الأمور المذكورة في هذا الكتاب بأم عينه، ستفيد هذه النبوءات أناسا كثيرين لتقوية إيمانهم إن شاء الله. (البراهين الأحمدية)
تميم أبو دقة
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8