الجواب: المذاهب الأربعة ليست على الباطل، بل إن أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد بن حنبل علماء عظام أفذاذ، ونخص منهم أبا حنيفة، الذي امتدحه المسيح الموعود عليه السلام كثيرا، فقال فيه: والحق أنه (أبو حنيفة) كان أفضل وأعلى من الأئمة الثلاث الآخرين من حيث قوة اجتهاده وعلمه ودرايته وفهمه وفراسته. وإن القوة التي وهبها الله تعالى له للوصول إلى القرار الصائب كانت متقدمة بحيث كان يستطيع أن يفرّق بين الثبوت وعدمه بكل سهولة. كانت قوته المدركة موهوبة بوجه خاص في فهم القرآن الكريم. وكان لطبعه انسجام خاص مع كلام الله تعالى، وكان قد بلغ من المعرفة مبلغا أعلى. لذلك اعتُرِفَ بمرتبته العليا في الاجتهاد والاستنباط التي تقاصر عنها الآخرون. سبحان الله! كيف فهِم هذا الإمام الرباني والذكي إشارة عليا ورفيعة لآية واحدة وترك كشيء رديء أحاديث كثيرة كانت تعارض الآية، وما خاف طعن الجهلاء قط. (إزالة الأوهام)
ومع هذا فإن هؤلاء العلماء الأربعة يصيبون ويخطئون، وأقوالهم ليست بحجة، ولهم أجر على أي خطأ، وأجران على الصواب.
أما سؤالك عن مذهب الشيعة فغير واضح، فعن أي شيعة تسأل؟ هل هي حبّ آل البيت، فهذا واجب كل مسلم، وكل مسلم يجب أن يكون شيعيا بهذا المعنى؟
هل تقصد مثلا بمذهب الشيعة اجتهادات جعفر الصادق رحمه الله؟ فهذه اجتهادات قيّمة كما هي اجتهادات الأئمة الأربعة، وينطبق على اجتهاداته ما ينطبق على اجتهاداتهم.
هل تقصد بمذهب الشيعة القول بغياب إمام أكثر من ألف عام؟ فهذا لا يقبله الشيعة أنفسهم الذين يدعون ليل نهار: اللهم عجّل لإمامنا بالفرج؛ لأنّ هذا الدعاء يتضمن أنه مضطهد عند العباسيين، أما الآن فليس هناك ما يمنع من ظهوره، فإيران توشك أن تمتلك القنبلة النووية، والعراق يحكمها نظام يتبع إيران.. كما أنّ هناك ملايين الشيعة في بلاد أخرى، بل إن ملايين السنة سيؤيدون الإمام الغائب لو ظهر الآن، فليس هنالك أي محنة يعيشها الآن، بل هو على الرحب والسعة من الجميع.
أما من شهد الشهادتين فعلينا أن نشهد له بالإسلام، أما حقيقته فهي عند الله وحده، فقد يكون مخلصا وقد يكون منافقا.