ذكر المسيح الموعود عليه السلام في كتابه نزول المسيح، علامات الوحي الإلهي، فقال:
يتساءل كثير من الناس: ما هى علامة إلهام الرحمن إذن؟
الجواب هو أن له علامات كثيرة منها:
أولا: أنه يكون مصحوباً بالقوّة والبركة الإلهية التي توحي بكل قوة أنها من الله تعالى وإن لم تكن الأدلة قد ظهرت بعد. وتسخِّر القلب الملهَم بحيث لو أُلقي في النار أو سقط عليه البرق لما اعتبر إلهامه من الشيطان أو حديث النفس أو مشوباً بشائبة الشك أو الظن، بل تعلن روحه في كل آن أنه يتّسم باليقين وأنه كلام الله حتما.
ثانيا: يتسم كلام الله تعالى بشوكة وعظمة خارقة.
ثالثا: ينزل على القلب بقوة وبصوت مجلجل.
رابعا: تكون فيه متعة ولذة.
خامسا: تبدأ فيه في معظم الأحيان سلسلة السؤال والجواب، إذ إن العبد يسأل والإله يجيب، ويحدث العكس أيضا وهكذا دواليك. وعندما يتلقى العبد جوابا من الله تعالى يغلبه النعاس، ولكن مجرد جريان الكلام على اللسان في حالة النعاس ليس دليلا على كونه وحيا قطعيا من الله، لأن هذا النوع من الإلهام قد يكون من الشيطان أيضا.
سادسا: يأتي هذا الإلهام أحيانا بلغات لا يكون الملهَم ملمًّا بها قط.
سابعا: يكون في الإلهام جذبٌ من الله، فيجذب الملهَمَ أولا إلى عالَم الانفراد والانقطاع، ويمتد تأثيره رويدا رويدا فيقع على طبائع المبايعين السليمة، عندها تنجذب الدنيا إليه وتتصبغ أرواح كثيرة بصبغته بقدر استطاعتها.
ثامنا: الإلهام الصادق يجنِّب صاحبه الأخطاء ويعمل عمل الحَكَم، ولا يخالف القرآن الكريم في أي شيء أو بيان.
تاسعا: النبوءة التي يتضمنها الإلهام الإلهي تكون صادقة في حد ذاتها، وإنْ أخطأ الناس في فهمها.
عاشرا: الإلهام الصادق يزيد من تقوى صاحبه وقواه الأخلاقية ويجعله راغبا عن الدنيا وينفِّره عن المعاصي.
أحد عشر: لما كان الإلهام الصادق كلام الله، فيأتي معه فعل الله تأييداً له، ويحتوي في معظم الأحيان على نبوءات عظيمة وصادقة، وتجري باجتماع القول والفعل أنهار من اليقين، وينقطع الإنسان من الحياة السفلية ويتحلى بصفات ملائكية. انتهى
وأما قولهم (حسب ثقافته وبيئته آنذاك) فهذا غير صحيح، فالذي يطلع على تاريخ العرب وعاداتهم وعقائدهم، ثم يقرأ القرآن الكريم يجد هناك اختلافا كثيراً سواء في العقائد أو الخلاق أو المعاملات.
فمن ناحية العقائد نجد الآتي:
1- كانوا يتعبدون بإشراك الصالحين والملائكة ويقولون هؤلاء شفعائنا عند الله.
2- التمسك بخرافات السحر والشعوذة
3- الإلحاد في أسماء الله وصفاته
4- إنكار البعث بعد الموت
5- كانوا يؤمنون بأن الملائكة بنات الله
6- كانوا يظنون أن الله لا يعلم كثيراً مما يعلمون.
7- إنكار الوحي والنبوة
وغير ذلك من المعتقدات الباطلة، فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك كله.
ومن ناحية المعاملات نجد الآتي:
1- كانوا لا يورّثون إلا من يقاتل العدو.
2- يتزوجون بعدد لا نهائي من الزوجات.
3- كانوا يعتبرون الابن بالتبني كالابن الصُلبي.
4- كانوا يتقاتلون على أتفه الأمور.
وغير ذلك من الأمور التي لا يتسع المقام هنا لذكرها كلها. فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك تماماً.
كذلك جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بما جهلوا أو تحرفت أخبارهم من أخبار السابقين، وصححها. وكذلك نبوءاته المستقبلية التي تحققت في زمنه وزمن خلفاءه من بعده، ولا تزال تتحقق إلى اليوم.
وهناك أمور كانت صحيحة عندهم، فأقرهم عليها القرآن الكريم ولم يخالفهم فيها. وهذا لا يعني أنهم قد تأثر بثقافة مجتمعه. بل الحق والصواب يجب أن يتبعا في كل زمان ومكان، وليس من المعقول أن يخالفهم في أخلاق حميدة، أو أحكام صحيحة.
هاني الزهيري
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8