loader
 

السؤال: ما تفسير الآيه الكريمه (هو الذي خلقكم من نفس واحده وجعل منها زوجها ليسكن إليها) وهل الحديث "خلقت المرأه من ضلع أعوج فإذا أردت أن ....إلخ" صحيح وإذا كان صحيح فما تفسيره

يقول الخليفة الثاني مبينا إنجازات المسيح الموعود عليه السلام: كذلك قال عليه السلام: إن البعض يفسر قول الله تعالى: { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } (النساء: 2) أن حواء خُلقت من ضلع آدم، وهو ما يُعتَرض عليه، في حين أنه تفسير خاطئ. لم يقل القرآن الكريم أن حواء خُلقَتْ من ضلع آدم بل معنى الآية أن حواء خلقت من جِنس آدم، بمعنى أن المرأة أيضا خُلقتْ بالقوى والمشاعر نفسها التي خُلق بها آدم. لأنه لو لم يكن الرجل والمرأة متجانسين في مشاعرهما لما نشأ بينهما الحب والمودة الحقيقية. بل لو أودع الرجل قوة الشهوة ولم تكن في المرأة لتعاركا دومًا ولما اتفقا على أمر واحد. فلقد أودع الله تعالى المرأة مشاعر مماثلة ومتجانسة لما أعطاها الرجل ليعيشا حياة ملؤها المحبة والمودة. (الإنجازات)
فالله خلقنا من نفس واحدة وخلق زوجها من نفس جنسها وليس من جنس آخر. إذن، "لا يعني قوله تعالى { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أن المرأة قد خُلقت من جسم الرجل، وإنما يعني أن المرأة تنتمي إلى نفس الجنس البشري، تماما كالرجل، حيث إنها تتمتع بنفس الطبيعة البشرية ولها نفس المقوّمات الإنسانية".
ما معنى { أَوْحَيْنَآ إِلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ } ؟ يعني من جنسهم ومن نوعهم ومن طبيعتهم. وهذه كتلك.
"إن القرآن المجيد لا يؤيد البتة الرأي الذي يزعم أن حوّاء قد خُلقت من ضلع آدم، إذ يقول تعالى { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا } ، ويقول أيضا { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ } . فكما أن الله تعالى خلق زوجا لكل شيء حيّ، كذلك فقد خلق زوجا لآدم، إذ لم يكن الله تعالى ليحيد عن سُنّته هذه ويستثني آدم منها ليخلق زوجا له من جسمه".
أما الحديث القائل إن النساء خلقن من ضلع أعوج، فلا بد من قراءته في سياقه: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ"
والسياق واضح في أنه حثّ على مراعاة مشاعر المرأة، فخلقُها من ضلع أعوج يرمز إلى حساسيتها المفرطة، فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولتَ تصحيحه بالقوة، وهكذا المرأة، فلا بد أن تعاملها بلطف في كل حال. فالخلق هنا خَلق معنوي لا مادي، كما في قوله تعالى { خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَل } .. وليس هناك مادة اسمها العجل، بل تتحدث الآية عن طباعه.
ثم إن هذا الحديث لا يذكر اسم حواء قط، وإنما يشمل النساء جميعا، ولا خلاف في أن النساء اللاتي نراهن لم يخلقن من أضلاع الرجال، بل وَلَدَتْهُنَّ أمهاتُهُنّ.


 

خطب الجمعة الأخيرة