loader
 

السؤال: السلام عليكم ما معنى قول الله ((لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تساكم )) هل تشجع على الايمان الاعمى مثلا .وكيف نرد على قصة العصماء بنت مروان .وحديث لا يتناطح بها عنزان الذي صرع النصارى بها راسنا. وهل زواج المتعة موجود في الاسلام وحرمه عمر ؟.وما تفسير ((فما استمتعم به منهن )) التي يستدل بها الشيعة على زواج المتعة. ارجو منكم الرد والسلام عليكم

ما معنى قول الله ((لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تساكم )) هل تشجع على الايمان الاعمى مثلا.
الجواب:
هذه الآية لا تنادي باللاعقلانية، ولا تمنع من التعلّم، ولا تنهى عن السؤال طلبا للعلم والمعرفة، بل إن الآيات القرآنية الحاضة على العلم والتعلم لا يكاد يجهلها أحد، وقد أمر الله تعالى بسؤال أهل الذكر.. أي المتخصصين في مجالهم، فقال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (الأنبياء 8).
أما آية (لَا تَسْأَلُوا) فقد وردت في سياق آيات تتحدث عن رحمة الله تعالى في تشريعاته، ففي بدايات السورة قال الله تعالى {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (المائدة 7).. ثم تحدث عن اليهود وعصيانهم، وعن النصارى وشركهم، ثم عاد للحديث عن الشريعة الإسلامية فقال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (المائدة 49).. ثم حذر من موالاة اليهود والنصارى والمنافقين، ثم بدأ بتعداد مظاهر الرحمة في الشريعة الإسلامية، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (88) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (89) لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ .... (90) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ..........(92) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ .......... (96) أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ ... (97) جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (98) .... (100) قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ(101)
ثم جاءت هذه الآية في هذا السياق:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (102).. أي لا تسألوا عن أحكامِ ما لم ينزل فيه حكم، فالأصل هو الإباحة والتخفيف ورفع الحرج.. أما لو صدر نص من الله تعالى أو من الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن التفاصيل الثانوية، ولم يُترك للناس فرصة التصرّف حيالها واتخاذ القرار حسب ظروفهم ومصالحهم، لكان الأمر شاقا متعبا لهم.
وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (102)
أي أن السؤال التوضيحي للنص النازل يكون مناسبا وفي محله. ثم قال الله تعالى قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (103) "فالاستفسار الذي لا معنى له، والسؤال عن الأمور التفصيلية والرغبة في تقنينها كان دائما مفسدة للسائلين، إذ يحدّ من تفكيرهم ويقلّل من قدرتهم على الحكم والتمييز، ويقيدهم إلى نصوص لا حاجة لهم بها ترهقهم وتعنتهم. ولقد ذكر القرآن المجيد عن بني إسرائيل أنهم سألوا موسى عن تفصيلات لا لزوم لها، فكانت العاقبة أن خلقوا لأنفسهم صعوبات أدّت بهم إلى الحيرة والارتباك، ثم انتهى بهم الأمر إلى خرق هذه الأمور الإلهية، فاستحقوا غضب الله عليهم"، قال الله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (البقرة 109)
ثم يؤكد الله تعالى أن المشكلة هي أن الناس يحرمون المباح ويضعون التشريعات من عند أنفسهم، ثم يصرون عليها ولا يتراجعون، أما لو لم يضعوها أصلا لما تسببت في هذه الإشكالات، فقال:
مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (104) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (105)
وهذا كله في سياق أعمّ، وهو افتراء النصارى على الله، والإتيان بعقيدة جديدة لا أصل لها في كلام المسيح عليه السلام، لذا فقد انتقلت الآيات بعد ذلك للحديث عن المسيح عليه السلام وقومه، واستمرت حتى نهاية السورة. فهذه الآيات كلها أرادت أن تقول: لا تُكثروا من الأسئلة وطلب الأحكام والتفاصيل، بل هذه متروكة لكم لتفكروا فيها في ضوء النصوص المحكمة، وإن كثرة التساؤلات والتعقيدات جعلت النصارى يؤلهون المسيح عليه السلام، فعليكم أن تتركوا النصوص كما هي، ثم تجتهدون في ضوئها عبر كل زمن.

وكيف نرد على قصة العصماء بنت مروان. وحديث لا يتناطح بها عنزان.
الجواب: هذه الرواية من طريق محمد بن الحجاج المتّفق على أنه كذاب عند أهل الحديث، وقد وردت في مسند الشهاب القضاعي، وهذا نصّها:
أخبرنا الشيخ أبو طاهر،...... ثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي، ثنا محمد بن الحجاج اللخمي أبو إبراهيم الواسطي،..... عن ابن عباس، قال: هجت امرأة من بني خطمة النبي صلى الله عليه وسلم بهجاء لها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد عليه ذلك، وقال: « من لي بها ؟ » فقال رجل من قومها: أنا يا رسول الله، وكانت تمارة تبيع التمر، قال: فأتاها أجود من هذا قال: فدخلت التربة، قال: ودخل خلفها، فنظر يمينا وشمالا، فلم ير إلا خوانا، قال: فَعَلا به رأسها حتى دمغها به، قال: ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قد كفيتكها، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أما إنه لا ينتطح فيها عنزان » (مسند الشهاب القضاعي)
وهذه أقوال كبار علماء الحديث في محمد بن الحجاج أوردها صاحب كتاب الموضوعات:
قال ابن راهويه: كان كذابا... قال يحيى بن معين: محمد بن الحجاج كذاب خبيث كان يحدث: " أطعمني جبريل الهريسة " وقال العقيلى: هذا حديث باطل ليس له أصل.
وقال ابن عدى: هو حديث موضوع وضعه محمد بن الحجاج.
قال ابن حبان: وكان يروى الموضوعات عن الاثبات لا تحل الرواية عنه والاحتجاج به.
وقال الدار قطني: محمد بن الحجاج كذاب من أهل واسط وهو صاحب الهريسة.
قال ابن عدى: ومنهم محمد بن الحجاج فإنه وضع حديث المرأة التى كانت تهجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قتلت قال: لا تنتطح فيها عنزان. (الموضوعات لابن الجوزي)
هذا مرور سريع بالسند، أما المتن فكل مسلم يعلم أن هذه القصة تخالف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن قتل النساء حتى في أرض المعركة، والذي كان يعفو عمّن يسيء إليه كلامًا وعنفًا.

وهل زواج المتعة موجود في الاسلام وحرمه عمر ؟
الجواب:
كلا، لم يبحه الإسلام قط، بل حرمه مرة واحدة، لكن الشريعة الإسلامية لم تنزل دفعة واحدة كما هو معلوم، فقد يكون البعض قد ظنّ أن الإسلام يبيحه طالما أنه لم يذكر بنص واضح أنه محرم من البداية.
وهذا خطأ، لأنّ الآيات التي تتحدث عن الزواج تتضمن بحدّ ذاتها تحريما لهذا الزواج، لأنه لا يحقق شروط الزواج الشرعي ولا صفاته.
فكيف لو وردت بعد ذلك روايات تنص على المنع من هذا الزواج بوضوح.
أما القول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أباحه ثم حرّمه ثم أباحه ثم حرّمه، فلا يمكن أن يكون صحيحا، وكذلك القول بأن عمر هو الذي حرّمه قول مرفوض من جذوره، بل إن عمر رضي الله عنه أكّد على تحريمه.

.وما تفسير ((فما استمتعم به منهن )) التي يستدل بها الشيعة على زواج المتعة.
الجواب:
الآية تتعلق بالزواج المعروف، وهذا ما جاء في التفسير الوسيط بشأنها:
{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (النساء 25)
504 شرح الكلمات:
الْمُحْصَنَات: (المتزوجات) جمع محصنة؛ وهي مشتقة من حصُن أي: كان منيعًا. حصن المرأة: كانت عفيفة. أحصنت المرأة: تزوجت. مُحصَنة: أي عفيفة؛ أو تزوجت لأن زواجها قد أحصنها. وكذلك المُحصن: الرجل العفيف أو الرجل المتزوج. وعليه فإن كلمة "المحصنات" تعني: النساء اللاتي حمين أنفسهن بالدخول في حصن الزواج. ولقد استخدمت هذه الكلمة في القرآن الكريم بكل معانيها المختلفة؛ وهي: (1) المرأة المتزوجة؛ (2) المرأة العفيفة؛ (3) المرأة الحرة. ولكن في الآية التي نحن بصددها؛ لقد استخدمت بمعنى المرأة المتزوجة (موسوعة لين وأقرب الموارد).
مُسَافِحِينَ: (زانين) إسم الفاعل من سافح؛ المشتقة من سفح. سفح الدم أي: سفكه وأراقه. سفح الدمع: انصبَّ. وعليه فإن الفعل لازم ومتعد أيضًا. سافح: نافس الآخرين في سفك الدماء؛ أو زنا. مسافح أي : زاني؛ والمسافحة: الزنى (موسوعة لين وأقرب الموارد).
أُجُور: (مهور) جمع أجر وتعني: مكافأة. أجر المرأة: مهرها (تاج العروس). وكذلك في الآية 51 من سورة الأحزاب؛ جاءت الكلمة بمعنى المهور.
اسْتَمْتَعْتُمْ: (انتفعتم) مشتقة من متع. متَّعها بكذا: أعطاها (أي زوجته) شيئًا. تمتَّع بالمرأة: انتفع بها إلى حين. استمتع بكذا: انتفع به زمانًا طويلاً. إن اللغة العربية لا تؤيد استخدام كلمة "استمتاع" في حق المرأة بمعنى العلاقة المؤقتة معها (لسان العرب). والجدير بالملاحظة أنه كلما جاءت كلمة "تَمَتُع" للدلالة على علاقة مؤقتة بالمرأة؛ فإنه تأتي متبوعةً بحرف الجر "الباء" مقترنًا بالكلمة التي تشير للمرأة؛ كما جاء في المثال السابق (أي القول: تمتع بالمرأة). أما في قوله تعالى: فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فإن الضمير "هن" الذي يشير للنساء؛ فإنه مسبوق بحرف الجر "من".
مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ: (ما تقتنيه). يقول العرب "هذا ملك يميني": أي أملكه وفي تصرُّفي (لسان العرب وأقرب الموارد). إن تعبير: "مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" يشير بصفة عامة إلى أسرى الحرب من الرجال والنساء؛ والذين هم في كنف وتحت أيدي من أَسَرهم من المسلمين. أما في هذه الآية الكريمة؛ فإن مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ يعني أسرى الحرب من النساء فقط. لقد استُخدِم هذا التعبير في القرآن الكريم مُفَضَّلاً على لفظ "عباد أو إماء" للإشارة إلى الامتلاك العادل والشرعي؛ كما يشير إلى نفس الأمر أيضًا كلمة "أيمان".
التفســير:
إن التعبير الذي تحتويه الآية الكريمة مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ قد استُعمل في القرآن المجيد عن الرجال والنساء الذين يشتركون في الحروب العدوانية ضد الإسلام، ويقعون أسرى في أيدي المسلمين. غير أن السياق في هذه الآية يدل على أن هذا التعبير يعني هنا النساء اللاتي يقعن أسيرات في الحرب. إن الإسلام لا يبيح الزواج من أسيرات الحرب في الحروب العادية، ولكن هذا الأمر الاستثنائي هنا يصبح فعّالا فقط حين تشن أمّة معادية حربا دينية ضد الإسلام بغرض القضاء عليه، ودفع المسلمين بحد السيف إلى التخلي عن دينهم، واتخاذ أسراهم عبيدا، كما كان يحدث في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، حين كان العدو يأخذ نساء المسلمين أسيرات ويعاملهن كالإماء. وعلى هذا، فإن الأمر الذي احتوته هذه الآية جاء فقط لمجازاة عمل العدو بمثله، وأيضا للعمل على حماية أخلاق أولئك النساء الأسيرات اللاتي كن في أعداد كبيرة، واللاتي أدّت الحر-ب إلى انفصالهن عن ذويهن. إن القوم الذين يرغمون غيرهم على التخلي عن دينهم بحد السيف، ويعاملونهم معاملة العبيد، إنما هم كالحيوانات المتوحشة، وليسوا كالبشر الذين يستحقون الاحترام، وينبغي أن يعاملوا بنفس معاملتهم حتى يفيقوا من غلوائهم. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات بمراجعة مقدمة تفسير القرآن.
ولعله مما يجدر الإشارة إليه هنا أنه من غير المسموح به الزواج من أقارب الأمَة التي تُتّخذ زوجة، بنفس درجات القرابة الغير مسموح بالزواج منها بالنسبة لأقارب المرأة الحرة. فمثلا أمهات وأخوات وبنات الإماء وغيرهن، لا يجوز الزواج بهن.
وقد حاول عبثا المنادون بشرعية زواج المتعة (أي الزواج المؤقت) أن يستنتجوا شرعية هذا الزواج من هذه الآية، غير أن كلا من القرآن المجيد واللغة العربية يناقضان بوضوح هذا الاستنتاج الذي لا أساس له. ويبدو أن سوء الفهم هذا عن زواج المتعة قد نشأ من عدم فهم الفرق بين معنى كلمتي "التمتّع" و "الاستمتاع" كما جاء شرحه في معاني الكلمات. ويَروي مؤلف كتاب لسان العرب عن الزجّاج قوله: "أَنّ هذه آية غَلَطَ فيها قومٌ غلطًا عظيمًا لجهلهم باللغة؛ وذلك أَنهم ذهبوا إِلى قوله: فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ من المتعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام. وإِنما معنى فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى في الآية".
وحسب الاستعمال العربي للألفاظ، لا يمكن استنتاج شرعية زواج المتعة، التي يؤكدها البعض، من هذه الآية. فلو كان في الآية أية إشارة يمكن منها استنتاج شرعية زواج المتعة، لاقتضى الأمر أن يكون الحرف المستخدم في الجملة هو حرف "الباء" وليس حرف "من"، بالإضافة إلى أن الفعل المستعمل هنا هو "استمتع" وليس "تمتّع"، وللفعل الأول معنى يختلف عن معنى الفعل الثاني.
كذلك لا يمكن استنتاج شرعية زواج المتعة من كلمة أُجُورهِنَّ التي تعني "مهرهن" كما جاء في "شرح الكلمات"، وقد استُعملت بنفس هذا المعنى في القرآن المجيد في الآية 51 من سورة الأحزاب حيث يقول تعالى يَآ أَيُّهَا النَّبيُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الّلاتِي ءَاتَيْتَ أُجُورَهُنَّ.
وكمبدأ، ينبغي دفع المهر على الفور عند الزواج، ولكن يمكن تأجيل دفع المهر بموافقة الزوجة. ويمكن للزوج أن يزيد من قيمة المهر إذا شاء فيما بعد، ولكنه لا يستطيع إنقاصه إلا بموافقة الزوجة أو القاضي.


 

خطب الجمعة الأخيرة