تستخرج الآية الكريمة قيمة خلقية عظيمة من تلك الحادثة البسيطة التي وردت في الآيات السابقة. إن واقعة ابني آدم لها ما يشابهها في تاريخ الأمم، وتلمح ذلك في قوله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَني إِسْرَآئِيلَ... الآية. ولو كانت الواقعة تنتمي إلى ابني آدم فحسب لما كان هناك داعيا لحملها على بني إسرائيل.
والواقع أن ذكر الواقعة يحمل تلميحا بأن واقعة مشابهة.. لها أهمية أخطر وأعظم.. سوف تحدث في زمن لاحق. فلسوف يظهر في الوجود من بين أخوة بني إسرائيل نبي يتقبّل الله تعالى منه القربان، ولكن قربان بني إسرائيل لا يلقَى قبولا بسبب انعدام التقوى فيهم.. وافتقارهم إلى الصلاح. ولسوف يشتعل بنو إسرائيل غضبا على هذا النبي، ويصبحون متعطشين إلى سفك دمه حسدًا منهم.. تماما كما كان قابيل متعطشا إلى دم أخيه هابيل. فقصة ابني آدم.. كما جاء في مستهلها.. تحمل تحذيرا إلى بني إسرائيل. فالنبي المقدّر بعثه من بين إخوتهم ليس مجرد نفس واحدة، إنه مصلح عالمي، قُدِّر له أن يأتي بالشريعة السماوية الأبدية لجميع الناس، ويتوقف مستقبل الناس جميعا عليه. ومن ثم فإن قتله يعادل قتل الجنس البشري، والإبقاء على حياته إبقاء على الجنس البشري. إن تلك النفس العظيمة لم تَقتُل ولم تُفسِد في الأرض. ولقد جاء مبعث ذلك النبي في نبوءة بالتوراة، في سفر التثنية 18: 18-22، وفيها أُعلن أيضا أن الله تعالى سوف يقتص ممن لا يسمع لهذا النبي . (التفسير الوسيط- تفسير سورة المائدة للمصلح الموعود)
نقله هاني الزهيري
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8