يقول الخليفة الثاني للمسيح الموعود عليه السلام: "ولفظة (سكارى)، وإن كانت، أساسًا، تعني مخمورين، إلا أنَّـها ذات دلالة أوسع، فأية حالة لا يكون فيها المرء مالكًا نفسَه تمامًا إمّا بسبب الغضب أو الـهوى أو الجوع أو النوم أو ما إلى ذلك، تدخل في مفهوم هذه الكلمة".
وقد استدل بأكثر من حديث على إثبات ما ذهب إليه."روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّه صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنـه النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لا يَدْرِي لَعَلـه يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ) (البخاري). كما روى البخاري عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْلَمَ مَا يَقْرَأ. (البخاري).
لذا فإنَّ حكم هذه الآية باقٍ لم يُلغَ؛ فلا يجوز أن نصلي ونحن سكارى. ولو كان منسوخًا، لكان جائزًا أن نصلي ونحن سكارى، وهذا لا يقول بـه مسلم.
هذه الآية تلتقي آية فَاجْتَنِبُوهُ في تحريم الخمر وقت الصلاة، سواء أبلفظٍ واضحٍ في الثانية، أم بلفظٍ مفهومٍ في الأولى. بيد أنَّ آية وَأَنْتُمْ سُكَارَى تحوي حكمًا غير موجود في آية فَاجْتَنِبُوهُ وهو: حِرْمة الصلاة حال السكر، سواء أبسبب الخمر كان السكر أم بسبب التخدير، الذي يعطى للمريض قبل العملية الجراحية، أم بسبب النعاس الشديد، أم بسبب الغضب الشديد، أم غير ذلك. كما أنَّ آية فَاجْتَنِبُوهُ تتضمن حكمًا غير موجود في آية وَأَنْتُمْ سُكَارَى وهو: حِرْمة شرب الخمر مطلقًا. لذا: فالآيتان عاملتان متكاملتان محكمتان، وليستا متعارضتين في وجه من الوجوه.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8