loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لقد قرأت الخطبه الالهاميه لحضره ميرزا غلام احمد عليه السلام في عيد الاضحى ولكني أتسائل هل نزل عليه الوحي أمام الحضور والجمع ,فأنا أعتقد ان الله سبحانه وتعالى اذا أراد انزال الوحي على الانسان يجب أن يكون في حاله تعبد ووحده وتركيز , وهل نستطيع ان نعتبر هذه الخطبه الالهاميه كلام الله المنزل ,وهل هذه هي اول مره يتحدث بها المسيح الموعود باللغه العربيه ... وبارك الله في سعيكم .

لقد نزل على حضرته الوحي أمام الحضور، وعددهم 200 تقريبا.
ولم تكن هذه أول مرة يتحدث فيها المسيح الموعود عليه السلام بالعربية أو يكتب بها؛ ذلك أن حضرته ألقى الخطبة الإلهامية في 11-4-1900، بينما كان عليه السلام قد كتب (التبليغ) في سنة 1893، وهو أول كتاب باللغة العربية، وضم قصائد هامة، مثل قصيدة (يا عين فيض الله والعرفان).
وفيما يلي أورد رواية الراوي المنشي ظفر أحمد الكبورتهلوي حيث يقول:
كتبَ المسيح الموعود عليه السلام رسالةً إلى الخليفة الأول في الصباح الباكر يوم عرفة -وكان الخليفة الأول موجودا في قاديان أيضا- قال فيها: اليوم وبجزء من الليل سوف أقضي بالدعاء لنفسي ولأحبابي، فاذكر لي أسماء الموجودين وأماكنهم لأدعو لهم. وكانوا قد جاءوا يصلون العيد وراء حضرته.
فكتب حضرة الخليفة الأول (المولوي نور الدين) الأسماءَ في قائمة وبعثها له.
وجُمعت صلاة المغرب والعشاء في ليلة عرفة تلك، وقال بعدها المسيح الموعود عليه السلام: عاهدتُ الله تعالى أن أقضي اليوم في الدعاء، لذا سأذهب كي لا أخلف العهد. وفي صباح العيد دخل المولوي عبد الكريم السيالكوتي على المسيح في بيته ليلتمس منه أن يخطب اليوم. فقال حضرته لقد أمرني الله نفسه بذلك، ثم تابع يقول: لقد تلقيت إلهاما البارحة يقول الله فيه: اخطب بضع جمل عربية في الجَمْع. وكنت أظن أنه جمْع آخر، ولعله هذا الجمع. وهذه خطبة العيد، فعندما استعد المسيح الموعود عليه السلام لإلقاء الخطبة أمر المولوي عبد الكريم السيالكوتي والمولوي نور الدين أن يقتربا منه لكتابة الخطبة. وعندما تجهز المولوي عبد الكريم والمولوي نور الدين بدأ المسيح الموعود عليه السلام خطبته بقوله: يا عباد الله وأثناء الخطبة قال لهما: اكتب الآن وإلا فإن هذه الكلمات سأنساها وستضيع. وعندما أنهى المسيح الموعود عليه السلام الخطبة وجلس، طلب معظم الإخوة من عبد الكريم صاحب أن يقف ويقرأ ترجمتها. وقبل أن يقرأ الترجمة قال المسيح: لقد جُعلت هذه الخطبة علامة على استجابة الأدعية التي قمت بها يوم عرفة وليلة العيد. أي أنني لو تمكنت من إلقاء هذه الخطبة ارتجالا فتُعتبر تلك الأدعية كلها مستجابة. والحمد لله أنه تعالى قد استجاب كل تلك الأدعية بحسب وعده.
ثم يقول الراوي: وبينما كان المولوي عبد الكريم يقرأ الترجمة، خرّ المسيح الموعود عليه السلام من فرط الحماس ساجدا، فسجد معه الحضور جميعا سجدة شكر. ولما رفع المسيح الموعود عليه السلام رأسه من السجود قال لقد رأيت للتو كلمة (مبارك) مكتوبة بالحبر الأحمر. وكأن هذا آية على الاستجابة. (ملفوظات، جلد2، ص29-31)
ويقول الراوي المنشي ظفر أحمد الكبورتهلوي:
بدأ حضرته إلقاء الخطبة العربية ارتجالا بكلمات: يا عباد الله، ولم يلقِ منها إلا بضعة جمل حتى استولى على الحضور -الذين كان عددهم حوالي مائتي شخص- حالة من الوجد.. كانوا مستغرقين في الإصغاء إلى خطبته استغراقا لا يوصَف، وكان مما يدل على تأثير إعجازي للخطبة أن الجميع كانوا ينصتون إليها مع أنه لم يعلم منهم العربية إلا بضعة أشخاص. (روايات الصحابة، مجلد 13، ص385-386، وتاريخ الأحمدية، مجلد 3، ص92)
ويقول الراوي نفسه أيضا: "أما المسيح الموعود عليه السلام فكان يبدو من صورته ولسانه وأسلوب كلامه أن هذا الشخص السماوي إنسان من عالم آخر، يتكلم رب العرش على لسانه. كنا نشعر بتغير ملموس في حالته وصوته أثناء الخطبة. كان صوته ينخفض ويبدو رخيما ليّنًا عند نهاية الخطبة في آخر كل جملة. كانت عيونه عندها مغلقة ووجهه أحمر يشع نورا. وقد قال حضرته أثناء الخطبة للذين يكتبونها: إذا لم تفهموا لفظا أو كلمة فاسألوني فورا، فلعلي لن أتمكن من أن أخبركم بها فيما بعد. ثم إنه عليه السلام كان يتكلم بسرعة بحيث كان يتعذر على القلم أن يواكب لسانه. ولهذين السببين كان المولوي عبد الكريم والمولوي نور الدين اللذان قد عُهد إليهما كتابة الخطبة يضطران في بعض الأحيان أن يسألاه عن بعض الكلمات. (سيرة المهدي، جز3، ص90-91).
وكتب المسيح الموعود عليه السلام نفسه على غلاف هذه الخطبة:
"هذا هو الكتاب الذي أُلهِمتُ حصّة منه من رب العباد، في يوم عيدٍ من الأعياد. فقرأته على الحاضرين، بإنطاق الروح الأمين، من غير مدد الترقيم والتدوين. فلا شك أنه آية من الآيات، وما كان لبشر أن ينطق كمثلي مرتجلا مستحضرًا في مثل هذه العبارات. وكان الناس يرقبون طبعه رقبة يوم العيد، ويستطلعون بعيون المشتاق المريد. فالحمد لله الذي أراهم مقصودهم بعد الانتظار، ووجدوا مطلوبهم كبستان مذلّلة أغصانه من الثمار، وإنه صنيعة إحسان الحضرة، ومطية تبليغ الناس إلى السعادة، وإنه غيث من الله بعدما أمْحَلَتِ البلاد، وعم الفساد، ولن تجد لهذه المعارف في الآثار المنتقاة المدونة من الثقاة، بل هي حقائق أوحيت إلىّ من رب الكائنات. وإنه إظهار تام، وهل بعد المسيح كتم، وهل بعد خاتم الخلفاء على السر ختم؟ وليس من العجب أن تسمع من خاتم الأئمة نكاتا ما سُمعت من قبل من علماء الملة، بل العجب كل العجب أن يأتي المسيح الموعود والإمام المنتظر وحَكَمُ الناس وخاتم الخلفاء، ثم لا يأتي بمعرفة جديدة من حضرة الكبرياء، ويتكلم كتكلم العامة من العلماء، ولا يفرّق فرقا بيّنا بين الظلمة والضياء.
وإني سميت هذه الرسالة: خُطْبَـةً إِلْهَامِيَّـةً.. وَإِنِّي عُلّمتُها إلهَامًا مِّن رَّبِّي وَكَانَتْ آيَةً."
كما كتب المسيح الموعود عليه السلام: "في صباح عيد الأضحى تلقيت إلهاما يقول: ألقِ كلماتٍ بالعربية (تكلم شيئا بالعربية). فتم إخبار كثير من الأحباب بذلك، ولم أكن قد ألقيت أيّ خطاب بالعربية من قبل، ولكن قمتُ في ذلك اليوم بإلقاء خطبة العيد بالعربية، فأجرى الله على لساني كلاما عربيا بليغا فصيحا مليئا بالمعارف. وقد سُجِّل في الكتاب (الخطبة الإلهامية)، وهو خطاب يبلغ عدة صفحات، وألقيته ارتجالا دفعةً واحدةً واقفًا. وقد سماه الله تعالى في وحيه آية؛ لأن هذا الخطاب الارتجالي قد ظهر بمحضِ قدرة الله تعالى. إنني لا أصدق أبدا أن أديبا عربيا من أهل الفصاحة والعلم يقدر على أن يقف ويلقي مثل هذه الخطبة ارتجالا. (نـزول المسيح، الخزائن المجلد 18، ص588)
وكتب المسيح الموعود عليه السلام يقول: في يوم 11 إبريل (نيسان)1900م صباح عيد الأضحى تلقيت إلهاما: "اخطب اليوم بالعربية، قد أُعطيتَ القوة". وتلقيت إلهاما (بالعربية): "كلام أفصحت من لدن رب كريم"... فقمت بعد صلاة العيد لإلقاء الخطبة باللسان العربي، ويعلم الله أنني أوتيت قوة من الغيب. والخطاب العربي الفصيح الذي كان يخرج من فمي ارتجالا كان خارج نطاق قدرتي كليّةً. ولا أظن أبدًا أن شخصا في الدنيا يقدر -من دون إلهام رباني خاص- على إلقاء خطاب بهذه الفصاحة والبلاغة يبلغ عدة صفحات من دون أن يكتبه على ورق أولا.
عندما ألقيتُ هذه الخطبة العربية التي سميت (خطبة إلهامية) بين الناس كان عدد الحضور قرابة مائتي شخص.. سبحان الله! كانت عين غيبية تتدفق عندئذ، ولا أدري ما إذا كنت أنا المتكلم أم كان ملاكا يتكلم بلساني؛ لأنني كنت أعلم أن لا دخل لي في هذا الكلام. كانت الجمل الجاهزة تخرج من فمي تلقائيا. وكل جملة منها كانت آية لي... إنها معجزة علمية (معرفية) أراها الله تعالى، ولا أحد يستطيع أن يقدم نظيرها. (حقيقة الوحي، الحزائن الروحانية، المجلد 22، ص375-376)
وورد في كتاب التذكرة، وهي مجموعة إلهامات وكشوف ورؤى المسيح الموعود عليه السلام في هامش صفحة 290، الطبعة الخامسة، عام 2004، قاديان الهند ما يلي: لقد عثر على اثنتين من الرؤى تتعلقان بالخطبة الإلهامية مسجلتين بالقلم المبارك للمسيح الموعود عليه السلام. بعد تسجيل تاريخ 19 ابريل(نيسان) 1900 كتب حضرته رؤيا مِيا عبد الله السنّوري التالية. "يقول مِيا عبد الله السنوري أنه رأى أن المنشي غلام قادر المرحوم السنوري قد حضر هنا، فقلت له: ما الخبر في ذلك العالم عن هذا الاجتماع (يشير إلى الخطبة الإلهامية)؟ ماذا يقولون هناك؟ فأجاب: هناك ضجة كبيرة في الملأ الأعلى.
هذه الرؤيا تشبه تماما الرؤيا التي رآها السيد أمير علي شاه المحترم، فإنه رأى أنه في أثناء إلقاء الخطبة العربية يوم العيد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام وموسى عليه السلام والخضر عليه السلام حاضرين يستمعون لهذه الخطبة. لقد رأى هذه الرؤيا على سبيل الكشف في أثناء إلقاء الخطبة وهو جالس يستمع لها. هذا ما سجّله المسيح الموعود عليه السلام على ورقة من نسخة من كتاب (تعطير الأنام) الموجود حاليا في مكتبة الخلافة بربوة في باكستان.


 

خطب الجمعة الأخيرة