الإسلام يبين أن كل نفس بما كسبت رهينة، والإنسان مسئول عن أعماله التي هي تقرر مصيره. ومع أن النجاة والفوز بالجنة هي من رحمة الله تعالى إلا أن ميزان الأعمال يؤخذ بعين الاعتبار.
الهدف من الشريعة هو تنظيم علاقة الإنسان مع الله ومع أخيه الإنسان. وفيما يتعلق بالعلاقة بين البشر فإن الشريعة تلعب الدور الحاسم في تحويل حياة البشر إلى الأمن والسلام والطمأنينة، ومبدأ الثواب والعقاب مبدأ مهم منسجم مع الفطرة الإنسانية التي ترغب في الثواب وتخشى من العقاب. ولا تنكر البشرية أهمية هذا المبدأ لتحقيق الأمن الإنساني.
أما فيما يتعلق بهذا الحديث فهو يشجع على الالتزام بالشريعة ويحذر من النكوص والتراجع كي لا يرتكب الإنسان ظلما بحق نفسه وحق الآخرين في أي مرحلة من مراحل حياته. وهذا القلق يؤدي إلى مزيد من الالتزام ويوجهه إلى طريق الأمن والأمان.
أما المسيحية فقد تحررت من الشريعة واعتبرتها لعنة؛ وهذا يعني أن معيار الأعمال الحسنة والسيئة لم يعد موجودا، وبهذا يستوي المحسن والمسيء، وقدمت شعورا خادعا بالأمان يجعل الإنسان مغرقا في المعاصي والآثام دون أن يشعر بمدى ضررها على نفسه وعلى الآخرين، لأنها لم تربط النجاة بالعمل بل بمجرد الاعتراف بفداء المسيح.
إن كل الأمان والسلام في الإسلام الذي هو دين الأمن والسلام. والالتزام بالشريعة يترك أثرا مباشرا لهذا الأمن على الصعيد الفردي والجماعي على أرض الواقع.
ويمكن المقارنة بين النظرية الإسلامية والنظرية المسيحية من خلال التطبيق العملي وأثر ذلك على المجتمعات. فنرى أن الإسلام قد حلّ كثيرا من المعضلات والآفات الاجتماعية التي ما زالت المجتمعات المسيحية تسعى بكل الطرق لمعالجتها. فمثلا نرى أن تحريم الخمر قد أدى إلى تحويله إلى عادة شاذة لا يشعر من يقوم بها بأمان وطمأنينة وكأنه يمارس حقه المشروع، وهذا الضغط الاجتماعي يقاوم هذه الآفة بشكل مذهل، بينما نرى المجتمعات المسيحية تسعى بكل الطرق لتنظيم هذه العادة والتقليل من أضرارها التي ترفع من مستوى الجريمة وحوادث الطرق وغير ذلك. وهناك أمثلة أخرى كمسألة الانحلال الجنسي التي أدت إلى الإخلال بالبنية الاجتماعية وظهور أنماط من العلاقات التي ترهق المجتمعات والحكومات وتسعى لمحاولة معالجتها وتنفق على ذلك أموالا طائلة وجهودا جبارة دون جدوى.
باختصار فإن المسيحية تحاول أن تساير النفس الأمارة وتقضي على النفس اللوامة التي تدفع الإنسان نحو الارتقاء وإصلاح علاقة الإنسان بالله وبأخيه الإنسان. والشريعة لا تكون لعنة إلا على الخطاة الذين سيؤاخذون بها نتيجة لمخالفتهم لها، بينما هي جنة بالنسبة لبقية البشر وللذين يلتزمون بها.
تميم أبو دقة
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8