إذا عرف الإنسان طريق الإيمان فيجب أن يُقبل عليه ولا يترك أي حائل يحول بينه وبين الإيمان. وإذا كان الإنسان تحت ظروف صعبة لا يستطيع أن يبوح بإيمانه ولا يستطيع أن يتخلص من هذه الظروف أو يهاجر في سبيل الله فهو معذور، حيث يقول الله تعالى:
{ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا* فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا } (النساء 99-100)
ولكن في هذه الحالة يجب عليه أن يجتنب الكذب بكل أشكاله، فإما أن يقول الحق أو يصمت. كذلك يجب عليه ألا يطمئن بهذا الوضع ويعتبره وضعا طبيعيا، بل عليه أن يفكر في الوسائل للخروج من هذه الحالة وأن يبذل جهده ويدعو الله ويستعينه. لأنه لو تعرض للضغوط وأظهر الكفر مكرها ثم شرح بالكفر صدرا فقد باء بغضب من الله واستحق عذابا عظيما وطبع على قلبه وسمعه وبصره وخسر خسرانا مبينا، كما يقول الله تعالى:
{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } (النحل 107-110)
باختصار، فإن على المؤمن أن يقدم الإيمان على كل شيء. وإن كانت ظروفه صعبه فعليه أن يحافظ على إيمانه تحت هذه الظروف دون أن يطمئن بها أو يعتبرها وضعا طبيعيا، بل يبقى متطلعا دائما إلى الانفراج مستعينا بالله. وفي أثناء ذلك عليه أن يتجنب الكذب أو الانزلاق في النفاق كأن يظهر الكفر ويبطن الإيمان. عليه إن لم يظهر إيمانه ألا يظهر كفره بالمقابل. بل يكون صامتا متجنبا للمواطن التي قد تدفعه إلى ذلك. والله الموفق.
تميم أبو دقة
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8