loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته الحمد لله لاني اصبحت احمديا وسلامي لكل الاحمديين ما هو حقيقة ياجوج وماجوج وشكرا

عن يأجوج ومأجوج يقول المسيح الموعود عليه السلام: إن هذان الاسمان لقوم تفرّق شعبهم في زماننا هذا آخرِ الزمان وهم في وصف متشاركون. وهم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم، والدجال فيهم فَيجُ قسيسين ودعاةُ الإنجيل الذين يخلطون الباطل بالحق ويدجلون. وأعتدت لهم الهند متكأ، وحقت كلمة نبينا صلى الله عليه وسلم أنهم يخرجون من بلاد المشرق، فهم من مشرق الهند خارجون. ولو كان الدجال غير ما قلنا، وكذلك كان قوم يأجوج ومأجوج غير هذا القوم، للزم الاختلاف والتناقض في كلام نبي الله صلى الله عليه وسلم. وأيم الله إن كلام نبينا منـزه عن ذلك، ولكنكم أنتم عن الحق مبعدون. ألا تقرؤون في أصح الكتب بعد كتاب الله أن المسيح يكسر الصليب؟ ففي هذا إشارة بيّنة إلى أن المسيح يأتي في وقت قوم يعظّمون الصليب.. ألا تفهمون؟ وقد تبين أنهم أعداء الحق، وفي أهوائهم يعمهون. وقد تبين أنهم ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ومن كل حدب ينسِلون. وقد تبينت خياناتهم في الدين وفتنهم في الشريعة، وفي كل ما يصنعون. أترون لدجالكم المفروض في أذهانكم سعةَ موطئِ قدم في الأرض ما دام فيها هؤلاء؟ فالعجب من عقلكم! من أين تنحتون دجالا غير علماء هذا القوم، وعلى أي أرض إيّاه تسلّطون؟ ألا تعلمون أن المسيح لا يجيء إلا في وقت عبدة الصليب، فأنى تؤفَكون؟ ألا ترون أن الله تعالى مكّن هذه الأقوام في أكثر الأرض وأرسل السماء عليهم مدرارًا، وآتاهم من كل شيء سببا، وأعانهم في كل ما يكسبون؟ فكيف يمكن معهم غيرهم الذي تظنون أنه يملك الأرض كلها؟ يا عجبا لفهمكم! أأنتم مستيقظون أم نائمون؟ أنسيتم أنكم قد أقررتم أن المسيح يأتي لكسر الصليب؟ فإذا كان الدجال محيطًا على الأرض كلها، فأنى يكون من الصليب وملوكه أثر معه.. ألا تعقلون؟ ألا تعلمون أن هذان نقيضان فكيف يجتمعان في وقت واحد أيها الغافلون؟ وإن زعمتم أن الدجال يكون قاهرا فوق أرض الله كلها غير الحرمين، فأي مكان يبقى لغلبة الصليب وأهل الصليب، أأنتم تثبتونه أو تشهدون؟ ما لكم لا تفهمون التناقض؟ وأفضَى بعض أقوالكم إلى بعض يخالفها، ودجلتم في أقوال رسول صلى الله عليه وسلم ثم أنتم على صدقكم تحلفون. وتُضِلّون الذين ضعفوا قلبًا ولُبًّا وعقلا، وتزيّنون باطلكم في أعينهم، وتزيدون على أقوال الله ورسوله وتنقصون. لن تستطيعوا أن ترفعوا هذه الاختلافات، أو توفّقوا وتطبّقوا ولو حرصتم، ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا، فلا تميلوا كل الميل إلى الباطل وأنتم تعلمون". (التبليغ، ص 55-57)
ويقول أيضا: ""وأما قولنا إن يأجوج ومأجوج من النصارى لا قوم آخرون فثابتٌ بالنصوص القرآنية، لأن القرآن الكريم قد ذكر غلبتهم على وجه الأرض وقال: (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)، يعني يملكون كلَّ رفعة في الأرض، ويجعلون أعزّةَ أهلها أذلّةً، ويبتلعون كلَّ حكومة ورياسة وسلطنة ودولة ابتلاعَ الحوت العظيم الصغارَ. وإنّا نرى بأعيننا أنهم كذلك يفعلون، واضمحلّت رياسات المسلمين، وتطرّقَ الضعف في دولتهم وقوتهم وشوكتهم، ويرون سلاطينَ النصارى كالسباع حولهم، ولا يبيتون إلا خائفين. وقد ثبت من النصوص القوية القطعية القرآنية أن كأس السلطنة والغلبة على وجه الأرض تدور بين النصارى والمسلمين، ولا تتجاوزهم أبدا إلى يوم القيامة، كما قال الله تعالى: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ). ومعلوم أن المتبعين للمسيح في الحقيقة المسلمون، والمتبعين بالادعاء النصارى، والآية تشير إلى الاتّباع فقط حقيقيًّا كان أو ادّعائيًّا... فالحاصل أن هذه الآية.. يعني: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ) دليل صريح وبرهان واضح على أن القوة والغلبة والشوكة والتسلط الكامل الفائق على وجه الأرض لا يُجاوز هذين القومين: النصارى والمسلمين، وتَداولُ الحكومة التامة بينهم إلى يوم القيامة، ولا يكون لغيرهم حظّ منها، بل تُضرَب على أعدائهم الذلة والمسكنة، ويذوبون يوما فيوما حتى يكونوا كالفانين. فإذا كان الأمر كذلك فوجب أن تكون الحكومة والقوة متداولة بين هذين القومين إلى الدوام ومخصوصة بها، فلزم بناءً على هذا أن يكون يأجوج ومأجوج إما من المسلمين وإما من المتنصرين. ولكنهم قوم مفسدون بطّالون، فكيف يجوز أن يكونوا من أهل الإسلام؟ فتقرَّرَ بالقطع أنهم يكونون من النصارى وعلى دين النصارى. وقد جاء في حديث مسلم أن المسيح لا يُحارب يأجوج ومأجوج، وجاء في البخاري أنه يضع الحرب، يعني لا يُحارب النصارى. فثبت أن يأجوج ومأجوج هم النصارى، وثبت أن المسيح الموعود لا يُحاربهم، بل يسأل اللهَ نُصْرتَه في ساعة العسر وهو خير الناصرين. وثبت من ههنا أن المسيح الموعود يأتي عند غلبة النصارى على وجه الأرض، ويدخل مِن باب الرفق للإصلاح كما دخلوها للإفساد، ولا يرفع السيفَ عليهم لأنهم ما رفعوه للدين، ويُجادلهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يقتُل الغافلين المعتدين.
وأمّا ما جاء في حديث مسلم أن نُشّابَ يأجوجَ ومأجوج وقَسِيَّهم تُحرَق كالوقود ويستوقدها المسلمون، فهذا تحريف آخر في الحديث، فإن القسيّ والسهام قد انعدمت وذهَب وقتُها وقامت الأسلحة النارية مقامها، فتقبَّلْ إن شئتَ أو أعرِضْ كالمنكرين". (حمامة البشرى، ص 37-39 الحاشية)

ويمكن مراجعة كتاب الخزائن الدفينة في الموقع لقراءة المزيد من كلام المسيح الموعود عليه السلام حول هذا الموضوع وغيره.


 

خطب الجمعة الأخيرة