loader
 

السؤال: قال تعالى( فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى) صدق الله العظيم سورة طه ارجو تفسيرا لهذه الاية

سأنقل ما جاء في التفسير الكبير لهذه الآية من سورة طه:
شرح الكلمات:
طُوًى: مِن طوَى الصحيفةَ يطويها: نقيضُ نشَرها (الأقرب). والطُوَى: الشيء المَثْنِي (تاج العروس).
وورد في "المفردات" عن "طوى": "قيل هو اسم الوادي الذي حصل فيه (كلامُ الله مع موسى). وقيل إن ذلك جُعل إشارةً إلى حالة حصلت لـه على طريق الاجتباء، فكأنه طَوَى عليه مسافةً لو احتاج أن ينالها في الاجتهاد لبَعُدَ عليه".. بمعنى أن "طوى" إشارة إلى أن الله تعالى قد بوّأ موسى باصطفائه لـه مقامًا روحانيًّا يصعب الوصول إليه بالمجاهدات عادة.
التفسير: قوله تعالى (فاخلَعْ نعلَيك) يعني حرفيًّا: انـزعْ حذاءك، ولكن المراد الحقيقي هو اقطَعْ علاقاتك الدنيوية كلها ابتغاء مرضاة الله تعالى، وكُنْ لـه وحده كلية. ذلك أن النعل في الرؤيا أو الكشف يعني الأقارب والأصحاب كالزوجة والولد والصديق (تعطير الأنام للنابلسي). ولما كان المشهد الذي رآه موسى عليه السلام كشفًا من الكشوف فأمر الله تعالى موسى بقوله (اخْلَعْ نعليك) أن يقطع صلاته الدنيوية كلها لوجه الله تعالى. ثم قال (إنك بالواد المقدس طُوًى).. أي لأنك قد دخلت الآن في واد لـه طرفان: فأحد طرفيه متصل بالله وطرفه الآخر متصل بالعباد، أي أن الله تعالى قد شرّفك الآن بالنبوة والرسالة، ومَن تبوأ هذا المقام تبتّلَ عن الدنيا إلى الله تعالى كلية، ووجّه فطرته من الماديات إلى الروحانيات. فمن واجبك الآن أن تقطع كل صلاتك المادية وتتخلى عن كل محبة دنيوية، وتصبح لله تعالى كلية، وتقوّي صلتك به.

نقله


 

خطب الجمعة الأخيرة