loader
 

السؤال: السلام عليكم ، في البداية شكراً على التجاوب ، وسؤالي الأول: إلى أي مدى يوجد حوار بين أفراد الجماعة الأحمدية والجهات الاسلامية المنظمة ، كالندوة العالمية للشباب الإسلامي. وسؤالي الثاني: كيف يتم الجمع بين شخصية المهدي والمسيح في شخص الميرزا أحمد ، مع أن الوارد أنهما شخصيتين مختلفتين. والسؤال الثالث: إن شخصية المهدي (كما في الحديث) تمثل تغير جوهري في حياة المسلمين ، ولكن هذا لا يلاحظ في شخصية المهدي (الميرزا).

كيف يكون حوار وهم يكفروننا –بما فيهم رابطة العالم الإسلامي-ويرفضون الجلوس معنا؟ ومكتفين برمينا بمفتريات الله يحاسبهم عليها. نحن مستعدون لمحاورة الجميع، ولكن كثيرا منهم يرفضون، ويفرون بمعتقداتهم التي يخجلون من مواجهتنا بها.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا مهدي إلا عيسى بن مريم كما جاء في سنن ابن ماجة، وليس الحديث بضعيف كما قال البعض معتبرا أحد الرواة وهو محمد بن خالد الجندي مجهولا؛ ذلك أن يحيى بن معين قد وثّقه، ولا يضره جهل الآخرين بـه ما دام ابن معين قد عرفه ووثّقه.
وإليك بعض الأدلة على أنَّ المهدي والمسيح شخص واحد:
1- الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا
إذًا، المسيح الموعود والمهدي ليس شخصيتين مختلفتين، بل هو شخص واحد متصف بصفة المهدوية، وصفة المسيحية، ويجمع في ذاتـه وظيفتين مختلفتين نوعًا وأهمية، فهو مهدي كونـه سيزيل ما شاب العقيدة الإسلامية من شوائب، وكونـه سيعمل على إصلاح أحوال المسلمين. وهو مسيح كونـه سيعمل على كسر الصليب بمعنى إبطال عقائد النصارى بحجج دامغة.
2-الحديث الذي رواه ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً وَلا الدُّنْيَا إِلا إِدْبَارًا وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
فهذا نص واضح في أنَّـهما شخصية واحدة.
3-الحديث الذي رواه البخاري عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ
إذا كان عيسى نبيًا، وكان المهدي رجلا مؤمنًا مجددًا من دون أنْ يكون نبيًا، فمن يتبع الآخر؟
إن جملة (وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ) تحمل في طياتـها أنَّ ابن مريم إمام من أمة الإسلام، لا من بني إسرائيل. ولسنا بحاجة إلى تكرار أنَّ ابن مريم اسم أُطلِق على شخص شبيه بـه، ويسمى هذا في اللغة العربية التشبيه البليغ، حيث نحذف أداة التشبيه ووجه الشبـه.
4-لمّا ثبت يقينًا موت عيسى عليه السلام، لم يبق إلا أن يكون المقصود بنـزوله مجيء شخص شبيه به في هذه الأمة، ولن يكون هذا إلا المهدي.
5-ثم إن قولنا هذا ليس بدعا من القول، بل هكذا جرت سنة الأولين، فاليهود كانوا ينتظرون إيليا لينزل من السماء ليكون علامة على قرب ظهور المسيح، ولكن المسيح عيسى عليه السلام قال لهم: إن يحيى هو المقصود بنزول إيليا، ولكن كثيرا منهم كذبوه. وحالتنا لا تختلف، وعلينا أن نأخذ العبرة من السابقين وأخطائهم.
أما سؤالك الثالث فلعلّي لم أعرف ما تقصد منه بدقة، فأرجو توضيحه قبل أن أجيب عليه.


 

خطب الجمعة الأخيرة