loader
 

السؤال: السلام عليكم عندي بعض الاسئله واطلب جواب لها. س1.سورة البقره106 هل في القران ناسخ ومنسوخ اي هناك ايات حذفت من القران. س2.سوره النحل106 هل مسموح للمسلم ان يكفر بلله في اوقات واوقات س3.سورةالعمران27 التقيه هل يسمح لنا الله بان نكذب على الاشخاص الاخرين س4.سورة النساء2،23 هل يمكن ان ناخذ ماطاب لنا من نساء مثل ما فعلوا الصحابه . س5.كيف تحسب ايام القيامه كل يوم بالف سنه سورة سجده4 ام اليوم بخمسين الف سنه سورة المعارج 3 س6.هل فرعون اغرقه الله سورة القصص37ـ39 ام نجاه الله من الغرق سورة يونس 89ـ91 س7كم يوم خلق الله الارض والسموات اهيه ستة ايام سورة يونس 2 ام ثمانية ايام سورة فصلت8ـ11 س8.من هو اله الفسق هل الله ام الشيطان سورة الاسراء 15

ليس في القرآن منسوخ، بل هو ناسخ للكتب السماوية السابقة، ومهيمن عليها. قال تعالى { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (المائدة 49).. أما آية {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } (البقرة 107)، فهي تتحدث عن نسخ التوراة وليس القرآن، كما يدل على ذلك السياق، فالآية التي سبقتها هي قوله تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (البقرة 106).. فهي تنتقد اليهود لكراهيتهم نزول الخير وهو القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أن الله يختص برحمته من يشاء، لذا فإن ما يلغيه الله من أحكام في التوراة أو ينسي اليهود إياه، فإنه يأتي بخير منه أو مثله في القرآن، فلا مبرر لموقف اليهود الرافض للقرآن. ونرجو أن تراجع تفسيرها في المجلد الثاني من التفسير الكبير في هذا الموقع.

ليس مسموحا للمسلم أن يكفر، لكن الله تعالى قد يغفر لضعيف الإيمان إن لم يستطع تحمل أذى الكفار وتعذيبهم، فتلفَّظَ ببعض الكلمات التي خيروه بين القتل وبين التلفُّظ بها، وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكنه لم يكن كالمؤمنين الصابرين درجة، ذلك أن الإسلام يحض على مواجهة الظالمين والمعتدين، ويحث على الصبر على الأذى وعلى مواجهة الموت من أجل الفكر والعقيدة والإيمان. والنصوص في هذا لا حصر لها.

التقية حسب مفهومها التقليدي لا أصل لها في الإسلام. أما قوله تعالى {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } (آل عمران 29) فيعني: لا يناصر ولا يصادق المؤمن الكافر ضد المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس عنده ذرة من الإيمان، أي من تحالف مع الكفار أو من صادقهم فليس بمؤمن عند الله، ولكن إذا اضطر المؤمن للتعامل مع الكفار فعليه أن يأخذ حذره منهم. فمعنى (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) أي إلا أن تتخذوا حذركم منهم.. أي لا بأس بالتعامل معهم بشرط الحيطة من غدرهم وخداعهم. أما مناصرتهم ضد المؤمنين فلا تجوز بحال. وإما الكذب على الآخرين فهو حرام مطلقا، والآية لا تتحدث عنه.

أما قوله تعالى {وإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا } (النساء 4).. فتحدد الحد الأقصى لعدد الزوجات؛ ذلك أنه لم يكن قبل الإسلام حد لعدد الزوجات في أي دين أو شعب، فجاء الإسلام ومنع الرجل من الزواج من أكثر من أربعة. وهذا التعدد له شروط وضوابط، وليس فوضويا، وله غايات وحِكم عظيمة، من أهمها تزويج الأرامل والمطلقات والعوانس، وليس كالمجتمعات غير المسلمة التي يكثر فيها الزنا وأولاد الحرام. ولقد كان الصحابة يحسنون لزوجاتهم كل الإحسان، كما كان سيدهم وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.

هذه الآيات التي أشرتَ إليها لا تتحدث عن طول يوم القيامة.. بل لكل آية موضوع منفصل. وهاتان هما الآيتان:
{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (السجدة 6).
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} (المعارج 5)
الآية الأولى تتحدث عن تدبير الأمر ثم العروج إليه، وهذا يستغرق ألف سنة مما نعدّ.. الآية الثانية تتحدث عن عروج الملائكة والروح إليه، وهذا يستغرق 50 ألف سنة، ولم تذكر الآية أن هذه السنين من نوع سنيننا، بل هي من نوع سنين الله التي ذكرتها الآية { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (الحج 48). فموضوع الآيتين مختلف تماما.
وقد أشار الخليفة الرابع للمسيح الموعود عليه السلام في تفسيره إلى آية سورة المعارج إلى أنها تتحدث عن تغيرات مناخية تحدث بعد كل 50 ألف سنة، حيث تفنى الحياة، ثم تبدأ مرة أخرى.. وأضاف يقول: لو كانت 50 ألف سنة من سنيننا لذكر الله هنا عبارة "مما تعدون". ولتحويلها إلى السنين المعروفة لدينا، يجب أن نضربها بـ 365 ألف. وذلك حسب الآية { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}، فنحصل على الرقم 18 مليار وربع سنة من سنواتنا. والعلماء يقولون أن عمر الكون يبلغ من 18 إلى 20 مليار سنة. والآية تتفق مع هذا التقدير. والله أعلم بالصواب.

أما غرق فرعون، فلا تعارض بين الآيات بشأنه، بل تؤكد آية أنه غرق، والأخرى تبين أن الله أخرج بدنه من البحر ليكون عبرة، وإخراج الجسد يعني أنه لم يتحلل داخل البحر ولم تفترسه الأسماك، بل ظلت جثته عبرة لمن بعده. وقد كان اكتشاف هذه الجثة في العصر الحديث دليلا إضافيا على صدق القرآن العظيم، بينما لم تتحدث التوراة عن مثل هذا. أفليس هذا دليلا أكيدا على أن القرآن العظيم من عند الله تعالى؟
وفيما يلي الآية التي تؤكد غرقه: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (40) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ } (القصص)
وفيما يلي الآيات التي تؤكد نجاة جثته من التحلل والضياع في البحر:
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (92) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } (يونس). حيث أضيفت كلمة (ببدنك) إشارة إلى أنه هلك في الماء، بيد أن جثته أُخرجت.

س7كم يوم خلق الله الارض والسموات اهيه ستة ايام سورة يونس 2 ام ثمانية ايام سورة فصلت8ـ11
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (الأعراف)
{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (هود)
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} (يونس)
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } (السجدة)
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (ق)
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} (الحديد)
هذه ست آيات تبين أن خلق السماوات والأرض تم في ستة أيام، أي في ست مراحل.
أما آيات سورة فصلت، وهي قوله تعالى {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (فُصِّلت)، فلا تقول إن خلق السماوات والأرض تم في ثمانية أيام، بل تتحدث عن عدد مراحل خلق هذه الأشياء؛ فالأرض على مرحلتين، وتقدير الأقوات فيها على أربعة مراحل، والسماوات في يومين، فالنتيجة ليست ثمانية، لأن هذه المراحل تمت بالتوازي وليس بالتوالي، أي أن خلق السماوات الذي تم في مرحلتين، كان يتم خلال خلق الأرض وأقواتها..
باختصار، آيات سورة فصلت تتحدث عن تفصيل خلق الأرض والأقوات والسماوات، والآيات السابقة الستة تتحدث عن خلق السماوات والأرض كلها.
وسؤالك الأخير لم أفهمه، والآية التي تشير إليها {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (الإسراء 16)، أفلا يجب عليك التعمق في معانيها العظيمة؟ أليس واجب العقلاء أن ينحنوا تقديرا لهذا النص الذي يفيد أن كل نفس مسؤول عن عمله، وليس كما قال شراح الأناجيل أن المسيح افتدانا من لعنة الناموس وحمل خطايانا.


 

خطب الجمعة الأخيرة