loader
 

السؤال: السلام عليكم...يتردد على السنة بعض الناس ان الخليفة ميرزا بشير الدين محمود رضى الله عنه انه قال وجاء أيضا في الصحيفة نفسها " المجلد الثالث " ما نصه " إن ميرزا هو النبي - محمد صلى الله عليه وسلم - " زاعما أنه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسى - عليه السلام - سورة الصف الآية 6: ﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ٌ﴾ كتاب إنذار الخلافة ص 21 ". ارجوا الرد سريعا

من هو أحمد في قوله تعالى (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)؟
باختصار، هذه نبوءة عن بعثة نبي بعد المسيح الناصري عليه السلام، والمقصود بأحمد فيها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن هذا هو اسمه الصفاتي. كما أنه يمكن تفسير المقصود بأحمد أنه سيدنا المسيح الموعود لأن هذا هو اسمه الذاتي.. ثم إنه ظلّ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يقول المسيح الموعود عليه السلام في هذه الآية: "لقد سُمِّي النبي صلى الله عليه وسلم باسم آخر وهو أحمد، كما تنبأ به المسيح الناصري عليه السلام قائلا: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد). وفي ذلك إشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم يكون أكثر الناس حمدا لله تعالى. الحق أن الإنسان يمدح شخصا إذا نال منه شيئا، وكلما زاد نواله منه زاد في حمده. فمثلا إذا أعطيت أحدا قرشا فسيمدحك بِقَدَرِه، وإذا أعطيته ألف دينار فسيمدحك بقدرها. فيتبين من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس نوالا لأفضال الله تعالى. فالحق أن في هذا الاسم نبأً أن صاحب هذا الاسم سوف ينال أفضال الله تعالى كثيرا جدًّا جدًّا (جريدة الحكم، مجلد 5، عدد 17-1-1901، ص4)
ويقول عليه السلام في موضع آخر: من المؤسف جدا أن الله تعالى يبرهن على موت المسيح الناصري ولكن هؤلاء الناس يعتبرونه حيا إلى الآن وبذلك يثيرون فتنا كثيرة في الإسلام؛ إذ يعتبرون المسيح حيًّا وقيّومًا للسماء ويعتبرون النبي صلى الله عليه وسلم ميتا ومدفونا في الأرض، مع أنه قد وردت شهادة المسيح نفسه في القرآن الكريم: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد). إذن، فإذا كان المسيح عليه الصلاة والسلام لم يُتوفَّ بعد، فكيف يمكن أن يُبعث نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا؟ النص صريح في أن المسيح عليه الصلاة والسلام عندما يموت وينتهي من هذا العالم المادي سيُبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا، لأن الآية تُبيّن أن الإتيان مشروط بالذهاب (إتيان الرسول مشروط بذهاب المسيح وموته). (مرآة كمالات الإسلام، ص42)
ويقول عليه السلام في مكان آخر: وفي هذه الآية (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) إشارة إلى أنه في آخر الزمان سوف يُبعث ظلٌّ للنبي صلى الله عليه وسلم، ويكون بمثابة يده اليمنى، وسوف يُسمّى في السماء بأحمد، وسوف ينشر الإسلام بصورة جمالية كما نشر المسيح الناصري عليه السلام الدين بصورة جمالية (ضميمة التحفة الغولَرْوِيّة، ص21)
ويقول عليه السلام في التحفة: إن للرسول صلى الله عليه وسلم بعثتين؛ ... والبعثة الثانية جمالية ((التحفة الغولَرْوِيّة، ص96)
أما الخليفة الثاني رضي الله عنه فيقول تحت عنوان: عقيدتي عن نبوءة اسمه احمد:
إن عقيدتي حول هذه النبوءة أنها نبوءة ذات شقين، نبوءة عن الظل ونبوءة عن الأصل، أما النبوءة المتعلقة بالظل فهي عن المسيح الموعود عليه السلام والنبوءة الأصلية هي عن النبي صلى الله عليه وسلم، غير أن هذه النبوءة تخبر عن الظلّ بصراحة، والخبر عن الظلّ يستلزم النبوءة عن الأصل حتمًا. لأن وجود النبي الظلّي يقتضي وجود النبي الأصلي، لذا يُستمد من هذه الآية خبرٌ عن نبيٍّ يستفيض بفيوض النبي الذي هو الأصل. وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس نبيًّا ظليًّا، بل هو الأصل، فلم يأخذ الفيض من غيره، بل الآخرون هم من يأخذون منه الفيض؛ والقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الفيوض من الآخرين يُعتبر إهانةً له، وبناء على ذلك وعلى أدلة أخرى فإنني أعتقد أن المصداق الأول لهذه النبوءة هو المسيح الموعود عليه السلام الذي هو ظل للنبي صلى الله عليه وسلم ومثيل للمسيح الناصري عليه السلام.
بيد أني أرى أن هذه نبوءة لم يحدد أي نبي معناها من خلال الإلهام، فاعتقادي عن هذه النبوءة لا يزيد عن كونه بحثا اجتهاديا، فلو فسر أحد هذه النبوءة بغير هذا المعنى فيمكن أن نقول له بأنه مخطئ، ولن نقول أنه خارج عن الأحمدية أو أنه مذنب. إذًا، هذه ليست قضية نعطيها أهمية بالغة من ناحية دينيّة. (آئينه صداقت (مرآة الصدق)، مجلد 6 من أنوار العلوم ص111)
أما العبارة المشار إليها للخليفة الثاني في كتابه (أنوار الخلافة) فقد وردت ضمن موضوع طويل يثبت فيه حضرته أن (أحمد) ليس اسمًا ذاتيًّا لحضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو اسم صفاتي له، أما المسيح الموعود فإن (أحمد) هو اسمه الذاتي. وفي كتابه (مرآة الصدق) الذي نقلنا منه آنفًا، يبين اعتقاده حول تفسير هذه النبوءة.


 

خطب الجمعة الأخيرة