loader
 

السؤال: السلام عليكم....كثيرا ما يتردد سؤال على السنة الناس وهو ما هو تفسير الجماعة الاحمدية للاحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص المهدى بانه من نسل فاطمة وانه سيبايعه الناس بين الركن والمقام وسيأتى جيش لقتاله فيخسف به....ارجوا الرد فى اسرع وقت ممكن

البحث عن صدق الإمام المهدي لا يتم من خلال أخبار ظنية طالما اختلف أهل الحديث بين قائلين بصحتها وبضعفها. ثم بين مختلفين في تفسيرها في حالة صحتها.
نقول للمحتجين بهذه الأحاديث قولا مُجملا: عليكم أن تهتموا بمسألة الإيمان بالمسيح أكثر من الاهتمام بمسألة الإيمان بالمهدي، رغم أنهما صفتان لشخص واحد عندنا.. والسبب أن الرويات المتعلقة بنـزول المسيح لا خلاف في صحتها لتواترها، أما أخبار المهدي فهي كثيرة التعارض فيما بينها.. فمن ناحية النسب يقال في بعض الأحاديث إنه من نسل فاطمة، وفي أحاديث أخرى إنه من نسل العباس، وحديث البخاري المتعلق بسورة الجمعة يذكر أنه لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجل أو رجال من فارس، أي أنه يشير إلى أن المهدي سيكون فارسيا.. ومن ناحية الركن والمقام يمكن فهمها بأكثر من طريقة، والخسف بالجيش يمكن أن يتحقق مستقبلا، ويمكن أن لا يكون الحديث صحيحا، ويمكن أن يُختلف في تفسيره..
التفاصيل قد لا تُجدي في هذه المسائل، بل الأصل أن يأخذ المسلم القطعي ويجعله حاكما على الظني.. أقصد أنه ما دامت وفاة المسيح قد ثبتت، وما دام النبي صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن نـزوله، وما دام أن الظروف والنبوءات المتعلقة بنـزوله قد تحققت، وما دام أن هناك شخصا قد أعلن أنه هو المقصود بالمسيح، وما دام صدقه معروفا للناس في زمانه وبلده، فما الذي نطلبه أكثر من ذلك؟ رغم وجود عشرات الأدلة الأخرى.. أقصد لماذا يلجأ الناس الى روايات هم يختلفون في صحتها وفي تفسيرها؟ هذا ليس سبيل المؤمنين.
نقول لمن يُكثر من الاهتمام بتطبيق روايات ضعيفة بحرفيتها: ألم يكفكم صدق المسيح الموعود عليه السلام؟ ألم تكفكم تجديداته في الدين؟ ألم تكفكم آيات الله التي تحققت على يديه؟ ألم يكفكم أن الله ينصره وجماعته باستمرار، وأنتم كل يوم في شقاق؟ أيقبل الله أن يتحدث أحد باسمه عشرات السنين ثم تقوم من بعده جماعة تزدهر دوما؟ ألم تكفكم آيات الخسوف والكسوف؟ ولا آية تعلم اللغة العربية في ليلة واحدة؟ ولا الخطبة الإلهامية؟ ولا نجاته وجماعته من الطاعون بعد تحقق النبوءة به رغم عدم التطعيم؟ ألم يكفكم تنـزيهه آي القرآن عن النسخ والنقصان في زمن كان التقليد فيه مقدسا ولا زال؟ ألم يكفكم تفسيره العظيم للجهاد؟ ألم تكفكم كتبه التي تغرس الروحانية والأخلاق العظيمة غرسا؟ لماذا تكذبونه؟ لماذا تظنون ظن السوء؟ فلتتقوا الله، ولا تقلدوا اليهود في مواجهة مسيحهم قبل ألفي سنة.


 

خطب الجمعة الأخيرة