loader
 

السؤال: ان الانسان البسيط العادى فى هذا الزمن يحتار كثيرا بين ما يقوله اهل الاحمديه واهل السنه فانهم وباصرار يكفرونكم. وبالنظر من قرب الى افكار الا حمديه يجد الانسان الاسلام البسيط السهل الذى يقبله العقل بكل سهولة ولكن من الجانب الاخر يجد المرء من يقول ان الاسلام ليس كل شىء فيه يقبل بالعقل ولقد تاه الانسان المسلم ايذهب الى الاحمديه بيكون قد كفر ام يظل كما هو تابع لاهل السنه



أشكرك على سؤالك الذي يعبر عن عاطفة صادقة، وعن شعور حقيقي يعيشه كثير من الناس الذين تتصارع عندهم الفطرة مع التقليد..
بالعقل خاطبنا الله تعالى، وأمرنا أن نستخدمه في آياته العديدة. (أفلا تعقلون) (أفلا تتفكرون) (قل هاتوا برهانكم).. (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير).
ثم إن الدين يسر وليس معقدا ولا عسر الفهم. لقد أنزل الله الدين لأناس بسيطي الثقافة، ففهموه كل الفهم، فلماذا يريد البعض أن يجعل منه فيزياء نووية لا يفقهها إلا قلة من الناس؟
ثم هل تقبل قولهم في تكفيرنا وأنت ترى صلاتنا وصيامنا وزكاتنا وحجنا وإيماننا بأركان الإيمان كلها؟ هل يمكن أن تسمع لهؤلاء المفترين علينا وتقبل أقوالهم من دون أي مراجعة عقلية؟
إنك وجدت إسلاما سهلا يقبله العقل في أقوالنا.. وهذا هو الإسلام الحق.. إسلام يقبله العقل والفطرة.. لا إسلاما يحرض على القتل والكراهية وهجر العقل والقرآن.
وما دمتَ وجدت هذا فاحمد الله عليه، والتزم به، وإلا فإن الله يحاسبك في الدنيا هذه قبل الآخرة. فأنت مؤاخذ أكثر من غيرك طالما أنك قد توصلت إلى هذه الحقيقة.
ما الذي يعجبك فيما خالفَنا فيه أهل السنة؟ على فرض أن أهل السنة فرقة واحدة؟ هل تريد أن يكون القرآن فيه ثلاثة أنواع من النسخ؟ هل تريد أن يكون المسيح في السماء وقد أكد القرآن وفاته؟ هل تريد أن تؤمن بعودة المسيح ليغير في بعض أحكام القرآن العظيم الذي لا ريب فيه ولا يأتيه الباطل والذي أكمله الله تعالى؟ هل تريد أن تحارب العالم كله، والله تعالى حرم العدوان وقتال من لم يقاتلنا؟ هل تريد أن تقتل من يخالفك في الدين؟ هل تريد أن تؤمن بوجود يأجوج ومأجوج بملياراتهم خلف سدّ غير مكتشف في وقت اكتشف الناس فيه كل شبر في الكرة الأرضية، بل اكتشفوا باطنها؟ هل تريد أن تؤمن بتفسيرهم العقيم للدجال؟ هل تريد أن تؤمن بإساءات للأنبياء وردت في تفسيراتهم لآيات قرآنية؟ هل تؤمن أن ملائكةً قد زنت بامرأة؟ أم تؤمن بنبي يعْرض بناته على القوم؟
أخي الكريم، القائمة تطول، ولا نريد أن ننتقد أحدا، بل إن نريد إلا الإصلاح ما استطعنا.
فالجأ إلى الله أولا، وأكثِر من الدعاء والتذلل له سبحانه ليعينك على قبول الحق، والإيمان بما سمعته من المنادي الذي يقول آمنوا بربكم.
ثم استخدم عقلك الذي وهبك الله لتعرف من خلاله من الصادق من المفتري. وكان الله معك ووفقك.




 

خطب الجمعة الأخيرة