loader
 

السؤال: لقد قلتم بأن حديث لا مهدي إلا عيسى صحيح. لكني قرأت في كتاب منشيء القاديانية أن احاديث المهدي كلها ضعيفة و ضرب مثالا هو حديث "لا مهدي إلا عيسى". فكيف يصح بعد هذا استدلاله لاحقا بنفس الحديث الذي ضعفه هو نفسه في السابق.

المسيح الموعود عليه السلام لم يقل بضعف أحاديث المهدي كلها، بل ضعّف الأحاديث المتعلقة بالمهدي الدموي الذي يقتل الناس إنْ لم يؤمنوا.


تعرّض الإمام المهدي لهذا الحديث في كتابه حمامة البشرى، وكان سياق الكلام متعلقا بأن أحاديث المهدي لو أخذت على ظاهرها، أو لو طُبِّقت وفقا لما يحلو للبعض أن يطبقوها، فإنها ستكون متناقضة، وذكر هذا الحديث مدللا على أنه يتناقض مع الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن مهدي يولد من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
ما قد ركز عليه الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هو أن التصور التقليدي لمسألة المهدي هو تصور انتقائي مستند إلى أضعف الأحاديث والمرويات، متناقض مع المبادئ الراسخة في القرآن الكريم كالحرية الدينية والعدل والرحمة، وناقض لكمال الشريعة واستحالة نسخ أي حكم من أحكامها، ثم إن هذه المرويات متناقضة فيما بينها في تحديد نسب المهدي وشخصيته وولادته.
أما بعثة حضرته عليه الصلاة والسلام، فهي تقدم صورة متكاملة غير متناقضة، تستند إلى القرآن الكريم وأصح الروايات، وتعاضدها المرويات الأخرى إذا فُسِّرت على ضوء القرآن الكريم والروايات الأصح والأوثق منها. وهذا ما كان يركز عليه حضرته في كتاباته مرارا.
وهذا الحديث بالذات يؤكد على أن المبعوث سيكون شخصا واحدا يحمل صفة المهدي وصفة المسيح. وهذا يتوافق تماما مع وفاة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام المؤكدة في القرآن الكريم في مواضع عديدة، كما أنه يساعد على تفسير أحاديث النزول تفسيرا صحيحا محوره أن المقصود بالنزول هو ظهور شخص يشابهه في صفاته ومهمته في الأمة المحمدية. وهذا متوافق تماما مع دعوى حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام.
تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة