نحن نعتقد أنْ لا مهدي إلا المسيح كما جاء في سنن ابن ماجة، وليس الحديث بضعيف، أما محمد بن خالد الجندي فليس بمجهول، فقد وثقه يحيى بن معين، ولا يضره جهل الآخرين بـه ما دام ابن معين قد عرفه ووثّقه.
أما الأدلة على أنَّ المهدي والمسيح شخص واحد فهي:
1- الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا
إذًا، المسيح الموعود والمهدي ليس شخصيتين مختلفتين، بل هو شخص واحد متصف بصفة المهدوية، وصفة المسيحية، ويجمع في ذاتـه وظيفتين مختلفتين نوعًا وأهمية، فهو مهدي كونـه سيزيل ما شاب العقيدة الإسلامية من شوائب، وكونـه سيعمل على إصلاح أحوال المسلمين. وهو مسيح كونـه سيعمل على كسر الصليب بمعنى إبطال عقائد النصارى بحجج دامغة.
2-الحديث الذي رواه ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً وَلا الدُّنْيَا إِلا إِدْبَارًا وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
فهذا نص واضح في أنَّـهما شخصية واحدة.
3-الحديث الذي رواه البخاري عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ
إذا كان عيسى نبيًا، وكان المهدي رجلا مؤمنًا مجددًا من دون أنْ يكون نبيًا، فمن يتبع الآخر؟
إن جملة (وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ) تحمل في طياتـها أنَّ ابن مريم إمام من أمة الإسلام، لا من بني إسرائيل. ولسنا بحاجة إلى تكرار أنَّ ابن مريم اسم أطلق على شخص شبيه بـه، ويسمى هذا في اللغة العربية التشبيه البليغ، حيث نحذف أداة التشبيه ووجه الشبـه.
4-لمّا ثبت يقينًا موت عيسى عليه السلام، لم يبق إلا أن يكون المقصود بنـزوله مجيء شخص شبيه به في هذه الأمة، ولن يكون هذا إلا المهدي.
من كتاب "ماذا تنقمون منا"ل (للمزيد الكتاب موجود على موقع الجماعة راجع المكتبة)
اقتباس عبد القادر مدلل
يدّعي معارضو الجماعة الإسلامية الأحمدية أن الحديث الذي يقول: “ولا المهدي إلا عيسى" حديث ضعيف. فما هو رد الجماعة على قولهم؟
الجواب
في عام 1379 هـ أخرج السيد محمد ناصر الدين الألباني بحثا تحت عنوان: "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة"، ونشر ذلك البحث في كتاب وكان الناشر هو: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، بيروت ودمشق. وقد ذكر المؤلف هذا الحديث المذكور وحاول إثبات ضعفه ثم كتب يقول:
"... هذا الحديث تستغله الطائفة القاديانية في الدعوة لنبيهم المزعوم غلام أحمد القادياني الذي ادّعى النبوة..."
وليس صعبا على القارئ الفطين أن يفهم لماذا كانت المحاولة لإثبات ضعف الحديث.. لأن الطائفة القاديانية تستغله حسب قوله، ولذلك حاول الباحث أن يُثبت ضعف الحديث. ومن يرقب هذه المحاولات الفاشلة واليائسة لمعارضي الجماعة لا يسعه إلا أن يتذكر قول رسول الله e الذي ذكر فيه أن حال الأمة الإسلامية سوف يشابه حال الأمة الإسرائيلية فقال: "لَيأتينّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل..." (الترمذي كتاب الإيمان باب افتراق هذه الأمة).
وبنو إسرائيل لم يستفيدوا من النبوءات المذكورة في التوراة والإنجيل عن مقدم سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يُفسرونها تفسيرا خاطئا بحيث يجعلونها لا تنطبق ولا تشير إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ، لأنها في زعمهم كانت تختلف عما قرروه هم لشخصية النبي المنتظر. وبكل الأسف فإن المسلمين قد حذوا حذوهم، وبدلا من أن يستفيدوا من النبوءات والأحاديث والآثار والأقوال التي تعينهم على معرفة حقيقة الإمام المهدي وشخصية المسيح الموعود به لهم، فإنهم راحوا يقطعون على أنفسهم السبيل، ويُسقطون تلك الأحاديث من اعتبارهم، لأنها تبدو مخالفة لما تصوروه هم وما قرروه هم لشخصية الإمام المهدي والمسيح الموعود.
ونعود إلى هذا الحديث الشريف موضوع السؤال فنرى أن الحافظ أبي عبد الله بن يزيد القرويني (207-275) قد أخرجه في سُننه، وحقق نصوصه، ورقّم كتبه وأبوابه وأحاديثه، وعلّق عليه الباحث المصري المعروف محمد فؤاد عبد الباقي. وفيما يلي نص الحديث:
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا يزداد الأمر إلاّ شدة، ولا الدنيا إلاّ إدبارا، ولا الناس إلاّ شُحّا، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس، ولا المهدي إلاّ عيسى بن مريم".
في الزوائد: قال الحاكم في المستدرك، بعد أن روى هذا المتن بهذا الإسناد: هذا حديث يعد في أفراد الشافعي، وليس كذلك، فقد حدّث به غيره. وقد بسط السيوطي القول فيه. وخلاصة ما نقل عن الحافظ عما الدين بن كثير أنه قال: هذا حديث مشهور بمحمد بم خالد الجدندي الصغاني المؤذن، شيخ الشافعي. وروى عنه غير واحد أيضا. وليس هو بمجهول، بل روي عن ابن معين أنه ثقة. (كتاب الفتن-باب شدة الزمان-سنن ابن ماجه الجزء الثاني ص1341)
ونلفت نظر القارئ الكريم إلى هذه الكلمات المذكورة: "وروَى عنه غير واحد أيضا، وليس هو بمجهول، بل رُوِيَ عن ابن معين أنه ثقة". وتكفي هذه الكلمات لمن لم تأخذ به عماية التعصب لكي يدرك صحة الحديث المذكور.
وبالإضافة إلى الحديث المذكور، فقد ورد حديث آخر في مسند الإمام أحمد بن حنبل، رواه أبو هريرة رضي الله عنه وذكر أن رسول الله قال:
"يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى بن مريم إماما مهديا وحكما عدلا".
ويشير هذا الحديث، كما يشير الحديث السابق، إلى أن عيسى بن مريم والإمام المهدي هما في حقيقة الأمر فرد واحد. وهكذا تضح الصورة، ويتبيّن كيف أصبح افتراء معارضي الجماعة الإسلامية الأحمدية واضحا مكشوفا، وكيف أنهم على استعداد لتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكذيب أقواله لكي يُثبتوا ما يروه هم صحيحا.
ونريد أن نُذَكر معارضي ومخالفي الجماعة الإسلامية الأحمدية أن إعلان مؤسس الجماعة كونه مسيحا موعودا ومهديا معهودا ليس مبنيا على حديث واحد أو اثنين أو ثلاثة، وإنما أعلن حضرته ذلك بناء على الوحي الذي تلقاه مباشرة من الله عز وجل، وقد أمره الله تعالى أن يُعلن بين الناس كافة كونه المسيح الموعود والمهدي المعهود. وقد حقق الله عز وجل نبوءات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وأقوال أولياء الأمة ببعثته المباركة. وهم بمحاولاتهم الفاشلة لإثبات ضعف حديث واحد أو اثنين أملا في هدم دعوى مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، فمثلهم في ذلك كمثل رجل يحاول أن يغطي نور الشمس بعباءته.
أفيقوا يا قوم واتبعوا داعيَ الله! ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون.
من كتاب "اعتراضات وردود "لحميد كوثر
اقتباس عبد القادر مدلل
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8