loader
 

السؤال: وردت هذه الآيات في سورة الزخرف (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) وهي تتحدث عن عيسى ابن مريم وأنه علم لقيام الساعة فماذا تعني هذه الآية. شكراً

الآية تقول: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ، ولم تقل سيكون علما للساعة؛ أي أن بعثته الأولى هي علم للساعة، وذلك يتضمن أنه علامة على انتهاء النبوة من بني إسرائيل، فالساعة هنا لا تعني القيامة، بل تعني انتقال النبوة من أمة إلى أخرى. ذلك أن كلمة (الساعة) تعني (الوقت) مطلقًا، والسياق هو الذي يحدد المعنى المقصود.
ثم لو فرضنا أن الساعة تعني القيامة هنا، فبعثته الأولى هي علم للقيامة أيضًا، طالما أن نبوة محمد (ص) هي علم للساعة كما ورد في حديث (بعثت أنا والساعة كهاتين)، وأشار بالسبابة والوسطى.
وقد ناقش شيخ الأزهر، محمود شلتوت، هذه الآية فقال فيهاً:"ومن ذلك يتبين أنَّ في توجيه كون عيسى عِلْمًا للساعة ثلاثة أقوال:
الأول: أنَّـه بنـزولـه آخر الزمان علامة من علامات الساعة.
الثاني: أنَّـه بحدوثه من غير أب دليل على إمكان الساعة.
الثالث: أنَّـه بإحيائه الموتى دليل على إمكان البعث والنشور.
ولقد كان في احتمال الآية لـهذه المعاني التي يقررها المفسرون كفاية في أنَّـها ليست نصًا قاطعًا في نزول عيسى، لكننا لا نكتفي بـهذا بل نرجح القول الثاني.


 

خطب الجمعة الأخيرة