loader
 

السؤال: أشكر الأخ الكريم على إجابته الوافية في سؤال الميراث ، ولكن يبدو أنه لم ينتبه إلى سؤالي عن لغة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فأرجو أخذ العلم. يقال أن مهنة سيدنا إدريس عليه السلام كانت الخياطة فإذا كانت هذة المعلومة صحيحة .هل ترى هناك علاقة بين إسم إدريس وبين كلمة اللباس في اللغة الإنجليزية ( درس ) كأن يكون إسم إدريس هو إسم وصفي له ،مما قد يساعدنا على معرفة جنسية سيدنا إدريس عليه السلام ومن ثم مكان بعثته .قال المصطفى عليه الصلاة والسلام للزبير إبن العوام لكل نبي حواريين وحواري هذه الامة الزبير إبن العوام .وسؤالي يكمن في إمكانية الربط بين معنى الحواري ومعنى الزبير. أي وكأن الله عز وجل إختار هذه الأسماء لهؤلاء الصحابة في علمه المسبق لأفعالهم ، كما ذكر عن معاذ إبن جبل ، وسعد إبن أبي وقاس وغيرهم ممن أعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم القابا خاصة بهم .أود معرفة سبب كتابة بعض الكلمات التي وردت في القرآن الكريم بالتاء المفتوحة بدلا من التاء المربوطة ، وذلك مثل كلمة رحمت ....ألزخرف ..33 ) وكذلك كلمة نعمت . ) قال تعالى : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمان لبيوتهم سقفا من فضة .............الزخرف 34 ) كيف نستطيع أن نفهم هذه الآية والتي تليها ؟

فيما يتعلق بالسؤال عن لغة صحف إبراهيم فكنا قد قدمنا إجابة قبل ذلك، لذا وجدت ألا حاجة للتكرار. وعلى كل حال فملخص الموضوع أن الكتب السابقة لم تنزل بلفظها من الله تعالى بل كانت مجموعة الأوامر التي أمر الله بها أنبياءه ومن ثم قام الأنبياء أنفسهم أو من جاء بعدهم بصياغتها بلغاتهم وتقديمها إلى أقوامهم، أي لا نستطيع أن نقول أن لتلك الكتب لغات أصلية.
بالنسبة لعلاقة اسم إدريس عليه السلام بالخياطة وما شابه فهذا قياس لا دليل عليه وهو مجرد تخمين، كما أنه لا حاجة له ولا فائدة ترجى منه.
وبالنسبة لأسماء الصحابة وعلاقتها بأعمالهم فأرى أنها مجرد تخمينات أيضا لا فائدة منها ولا حاجة لها. وعلى كل حال لو صح هذا الأمر وكان الاسم لوحده كافيا لما قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتلقيب بعضهم بألقاب استحقوها نتيجة أعمال أو صفات.
أما كتابة التاء مفتوحة في بعض المواضع في القرآن الكريم، فهي كتابة قديمة مقبولة تجعل التاء المربوطة في المضاف تاءً مفتوحة لأنه لا يتم التوقف عندها، إذ لا يكتمل المعنى إلا بذكر المضاف إليه. والسبب الذي دعا إلى كتابة التاء المربوطة أصلا ما كان إلا بسبب إمكانية التوقف عندها حيث تقلب إلى هاء عند التوقف، فرأى من ذهب هذا المذهب أن الوقوف لا يجوز أصلا لذا فلا حاجة للتاء المربوطة. هذا فضلا عن أن الرسم العثماني لا يتفق تماما مع قواعد الإملاء العامة التي وضعت لكتابة اللغة العربية، حيث روعي في الرسم العثماني أمور متعددة تتعلق بالقراءات.
بالنسبة للآية الكريمة التي ذكرتها وما يليها فالمعنى أن الله تعالى قد جعل الناس بعضهم فوق بعض درجات وفضل بعضهم على بعض في الرزق لكي تتحرك هذه الدنيا ويحتاج الناس بعضهم بعضا ويعملون عند بعضهم بعضا، وضمن هذا الإطار يستطيع المؤمن أيا كان موقعه أن يقوم بالصالحات. ولولا ذلك، لفتح الله أبواب الرزق والثراء للجميع وجعل ذلك للكافر حتى قبل المؤمن فكل هذه الدنيا وزينتها ومتاعها لا تساوي شيئا ولا قيمة لها في أعين الله تعالى. فلا ينبغي أن ينظر أي إنسان، بل والمؤمن بشكل خاص، إلى هذا المتاع والزينة ويحسبه شيئا أو يطمع فيه أو يظن أن الله تعالى قد أنعم به على الكافر وحرمه هو منه. فكما ورد في الحديث "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء". رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة