القمر وبالتحديد الهلال هي علامة كونية جعلها الله تعالى للمسلمين لصيام شهر رمضان الكريم. أما لماذا في شهر رمضان دون الأشهر الأخرى فلأن في شهر رمضان أُنزل القُرآن الكَرِيم وفيه تلقى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم النداء الإلهي، وفي رمضان نفسه خرج صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من غار حراء لتبليغ الناس رسالة الله تعالى، وإلى ذلك يشير قوله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} وأيضا قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر}. ففي فترة الانزواء إلى الغار كان شهر رمضان قد حل ولم يكن يُطلق عليه رمضان في زمن الجاهلية بل "الناتق" (راجع مرقاة المفاتيح). وفي الحديث الشريف عن سيدتنا عائشة أُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُا وأرْضاها .. أن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو في مرض الموت قال للسيدة فاطمة رَضِيَ اللهُ عَنها وأرْضاها .. "إن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي." (صحيح البخاري، فضائل القرآن) .. أي أن جبريل عَلَيهِ السَلام في شهر رمضان من كل سنة كان يراجع مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ما ينزل عليه من القرآن، ولكنه في رمضان من هذه السنة ختم معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم القرآن مرتين .. ولذلك رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من ذلك أن اقتراب أجله قد حان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. اما عدد أيام شهر رمضان فهو ثلاثون يوماً، وقد يكون في بعض الأحيان 29 يوماً لأنه يتبع الأشهر القمرية.