loader
 

السؤال: كيف تغيرون هذا الحديث "سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي"

كما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كان قد حَذَّرَ من الدجالين من ناحية، فإنه ﷺ من ناحية أخرى قال أيضًا حين أخبر عن نـزول عيسى عليه السلام: "ليس بيني وبينه نبيٌّ، يعني عيسى عليه السلام، وإنه نازلٌ." (سنن أبي داود، باب ذكر خروج الدجال)

 

بهذا الحديث قد حَلَّ النبيُ ﷺ قضية "لا نبي بعدي"، وقضية الدجالين الثلاثين أيضا، إذ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليس بيني وبينه نبي". والمراد من "بعدي" هو أنه مهما خرج الدجالون الكذابون فلا تخلطوا بينهم وبين عيسى عَلَيهِ السَلام فتحسبوه عَلَيهِ السَلام دجالاً، فإنه نازلٌ لا محالة غير أنه ليس بيني وبينه نبي ولا رسول، أي أن من أهم ما يميزه هي النبوة، فكل دجال يخرج لن يتجرأ على ادعاء النبوة، وإذا فعل ولن يفعل فسوف لن يفلح لأن الله تعالى لن يسنده. 

 

هنالك حديث آخر أيضاً أوثق من حديث الدجالين ويناقض جانب البعدية الزمانية فيه وفي غيره من الأحاديث التي تقول "لانبي بعدي". فقد ورد في صحيح مسلم حديثٌ طويل يذكر فيه رسول الله ﷺ نـزولَ عيسى عليه السلام فيقول ﷺ: "... يحصر "نبيّ الله" عيسى وأصحابه... فيرغب "نبيّ الله" عيسى وأصحابه.... ثم يهبط "نبيّ الله" عيسى وأصحابه.... فيرغب "نبيّ الله" عيسى وأصحابه إلى الله." (مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال وصفته وما معه)

 

نلاحظ في هذا الحديث أن الرسول ﷺ قد سمى المسيحَ "نبي الله" أربع مرات، وهذا للتأكيد على نبوته. ومن المؤكد أن الرسول ﷺ يروى هنا حدثاً سيتم لاحقاً بعد وفاته ﷺ. وسواء كان القادم هو عيسى عليه السلام نبي إسرائيل أو غيره، فإن هذا الحديث يؤكد ثبوت نبوته على أي صورة أو وجه جاء فيه، كما أنه يؤكد وجود نبي بعد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم زماناً مستثنى من لا نبي بعدي، لأنه لا بناقض شريعة القرآن الكريم بل يكون تابعاً لها ولنبوة سيده النبي الخاتم سيدنا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

وهذا ما قاله الشيخ ولي الله شاه الدهلوي رحمه الله أحد أهم علماء أهل السنة:

 

"فعلِمنا بقوله عليه الصلاة والسلام: لا نبي بعدي ولا رسول، وأن النبوة قد انقطعت والرسالة، إنما يريد بها التشريع." (قرة العينين في تفضيل الشيخين لولي الله الدهلوي ص319 المكتبة السلفية شيش محل رود لاهور باكستان)

 


 

خطب الجمعة الأخيرة