loader
 

السؤال: ما صحة الحديث التالي وما تفسيره:

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ , يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ : الْغُرَابُ , وَالْحِدَأَةُ , وَالْعَقْرَبُ , وَالْفَأْرَةُ , وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ .

من البديهي أن كل ما يؤذي الإنسان ويشكل خطرا على حياته فيجب التخلص منه ومكافحته، فالذباب ينشر الأمراض، والعقارب تقتل الناس بسمها، والحدأة تؤذي وتقتل أيضا، والكلب العقور يعض ويتسبب بمرض خطير، والغراب يأكل الزرع والمحاصيل، والفأرة تنقل الأمراض، وقد ورد فيها حديث أيضا يصفها بالفويسقة لكونها تجري بسرعة وتلوث الأواني وقد تقلب المصابيح التي كانت تعمل بالنار في ذلك الوقت مما يتسبب في الحرائق داخل البيوت، حيث ثبت في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "أطفئوا المصابيح فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت.". ولذلك ورد حديث في ضرورة تغطية الأواني قبل النوم، وهنالك الوزغ الذي قد يسقط في آنية ما ثم يستخدمها الإنسان دون دراية منه فيصاب بمرض قاتل، ولهذا أيضا يكافح الزارع الحشرات واليرقات التي تتسلل إلى بستانه أو حديقته وتأكل أوراق النبات وجذورها وغير ذلك مما يجب بديهيا مكافحته للسلامة والمصلحة. هذا في الأوقات الاعتيادية، فما بالك في الحرم وقت تواجد الحجيج بكثرة حيث من عدم المسؤولية تعريض حياة آلاف الناس للخطر. ما ذكرناه لا ينفي أن لهذه الحيوانات الخطيرة والحشرات فوائد، بل حتى في السم فوائد يحتاجها الإنسان في الشفاء من الأمراض نفسها أمرنا القُرآن الكَرِيم أن ندرسها، ولكن الحديث يتناول مخاطر بعض الحيوانات خاصة التي في البيوت والمناطق المكتظة. والخلاصة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يعلمنا أن نتنظف ونحترس من الأخطار التي حولنا لَنَعْلَم كيف نحافظ على أنفسنا وأولادنا.

 


 

خطب الجمعة الأخيرة