السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد تفسير متن حديث {واذا تغولت لكم الغيلان فابدأوا بالأذان}؟
روى جابر رضي الله عنه هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يلي:
{إذا سِرتُم في الخِصْبِ فأمْكِنوا الرِّكابَ أسنانَها، ولا تُجاوِزوا المنازِلَ، وإذا سِرتُم في الجَدْبِ فاستَجِدُّوا، وعليكم بالدَّلْجِ؛ فإنَّ الأرضَ تُطوى بالليلِ، وإذا تغَوَّلَتْ لكم الغِيلانُ فنادوا بالأَذانِ، وإيّاكم والصَّلاةَ على جَوادِّ الطريقِ، والنزولَ عليها، فإنَّها مأوى الحَيّاتِ والسِّباعِ، وقَضاءِ الحاجةِ فإنَّها المَلاعِنُ.}( أخرجه ابن ماجة واحمد والنسائي في السنن)
وقد ورد فيه جملة من النصائح والأداب في السفر عند الأسفار في الصحاري والبوادي، ووجوب مراعاة أسباب الرفق وحسن التدبير في المسير والترحال بالحرص على أسباب السلامة والراحة والاعتناء بالمطية واتقاء مواضع المهالك التي تعرض للمسافر.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم "وإذا تَغوَّلتْ لكمُ الغِيلانُ" فالمقصود بها عموما هو أن تتوهموا مخلوقات أو خيالات ترعبكم؛ حيث يمكن أن يتخيل الخائف نتيجة لخوفه أو نتيجة للإرهاق أشياء عجيبة، فعليه أن يرفع الأذان ويذكر الله فسيرى أن هذه الخيالات تتبدد.
كذلك يمكن أن يعني ذلك الأفاعي والمخلوقات الضارة، فالغيلان جمع غول والغُول: الحيَّة، وَالْجَمْعُ أَغْوال؛ حيث تطلق العرب على الأفاعي أغوالا كما أنشد امْرُؤُ الْقَيْسِ:
ومَسْنونةٍ زُرقٍ كأَنْياب أَغْوال ( انظر لسان العرب لابن منظور)
وقصد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله {إذا تغولت لكم الغيلان}أي إذا استترت وتموّهت عنكم هذه الأفاعي السامة المستترة فادفعوا شرها بذكر الله تعالى لتنزوي بعيدا عنكم ويقيكم أذاها وشرها ، ولذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام المسافر في هذه البيئة الموحشة من الصلاة وسط هذه الأماكن الخطرة الوعرة كونها مأوى للضواري المفترسة والحشرات السامة والحيات،كما نهى عن قضاء الحاجة الطبيعية في أفنيتها لأن هذه العلل كلها تجلب الأذى أو تتعداه إلى غيره .
والحمد لله رب العالمين