إسلام أحمدية.NET

الواجب الشرعي طاعة الوالدين في غير معصية الله تعالى ومصاحبتهما في الدنيا معروفا وخفض الجناح لهما واجب كما جاء في القرآن الكريم .. حيث قال تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا یَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِیمࣰاوَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّیَانِی صَغِیرࣰا} (الإسراء:24-25)، 

ولقوله تعالى:{وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ حُسۡنࣰاۖ وَإِن جَـٰهَدَاكَ لِتُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۤۚ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (العنكبوت:9)

لابأس بمشورة والديك وليكن سعيك اقناعهم بما تختاره بلطف وود ولين جانب رغم أن مسارك الدراسي وتخصصك ونوع عملك المستقبلي الذي ترتضيه فيتوقف على اختيارك انت وحدك .

نعم يصل الدعاء وثواب الصدقة للميت وهذا ما أفتى به سيدنا المسيح الموعود عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام كما جاء في(جريدة بدر، العدد:19/1/1906م ص6)،(فقه المسيح ص172)..

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ  :

{إنَّ أُمِيّ تُوفيتْ أينفعُها إنْ تَصَدَّقْتُ عنها؟ قال: «نعم»، قال: فإنَّ لي مَخْرفًا فأنا أُشْهدُكَ أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عنها.} 

(رواه البخاري ،الترمذي، أبو داود، النسائي)

كما يجوز الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ورفعة الدرجة عند صلاة الجنازة وفي دبر الصلاة من التشهد الأخير وعند زيارة القبور، ولا شك أن هذه الأدعية تستشعرها الروح في عالم البرزخ حين يستجيبها الله تعالى برحمته ومغفرته ورفعته للمدعو له، كما ورد في السنة النبوية الحث على الاستغفار للميت والدعاء له بالتثبيث ،وافشاء السلام على أهل القبور{السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْل الْقُبُورِ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ سَلَفُنَا وَنَحْنُ بِالأَْثَرِ} (الترمذي). بما يجلي أنّ هذه الأدعية تصل إلى  الميت ويستشعرها وعيه وإدراكه في ذلك العالم وإن كنا لا ندرك في هذه الدنيا طبيعته وكيفيته.  

من الواجب أن تستر المرأة سائر جسدها أثناء الصلاة بجلباب أو لحاف أو قميص ساتر بحيث لا يبدو منها غير الوجه والكفين. فستر القدمين داخل في ذلك ، فإذا اشتلمهما لباس الصلاة كساتر سابغ فلا ضرورة للجوارب . عموما  المرأة مطالبة بستر جسدها في الصلاة ويتضح ذلك أيضا من حديث أم سلمة رضي الله عنها لمَّا سُئلت عما تصلي فيه المرأة من الثياب، فقالت:

{تُصَلِّي فِي الْخِمَارِ وَالدِّرْعِ السَّابِغِ الَّذِي يُغَيِّبُ ظُهُورَ قَدَمَيْهَا}

(سنن أبو داود)

الممنوع شرعا لا يكون واجبا  مباحا بالضرورة إلا فيما انعقد دليل إجازته مؤقتا بالاضطرار إليه بما يدفع به الانسان هلاك نفسه ومثاله قوله تعالى:

{وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تَأۡكُلُوا۟ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَیۡهِ وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَیۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَیۡهِۗ وَإِنَّ كَثِیرࣰا لَّیُضِلُّونَ بِأَهۡوَاۤىِٕهِم بِغَیۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِینَ} الأنعام :120

 أما تفسير قوله تعالى :

{قُلۡ تَعَالَوۡا۟ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَیۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰاۖ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَوۡلَـٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقࣲ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكُمۡ وَإِیَّاهُمۡۖ وَلَا تَقۡرَبُوا۟

ٱلۡفَوَ ٰ⁠حِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ}

جاء في التفسير الصغير لحضرة الخليفة الثاني بشير الدين رضي الله عنه  :

"لقد قدَّم القرآن الكريم فيما سبق الأوامر والنواهي في شريعة الإسلام المتعلقة بثمار الأرض ولحوم الحيوانات إزاء ما وضعه الإنسان من قوانين، وهنا يقدم وصايا ومحظورات عامة. ومما يجدر ملاحظته أن ما جاء من وصايا  بعد قوله تعالى ]تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ[ هي الأمور التي يطالبنا الله تعالى القيام بها وليست تلك التي يحرِّمها علينا، لذا فهي على العكس من  الأوامر المنهي عنها في الآية الكريمة. لقد ذُكرت الوصايا بوضوح متضمنةً أيضًا ما يقابلها من محظورات. فمن ناحية استخدمت الآية كلمة ]حَرَّمَ[ ومن ناحية أخرى أتبعتها بوصايا موجبة وبهذا جمعت الآية الكريمة بين كل من الوصايا والمحظورات وجذبت انتباه القارئ للأمرين معًا.

ومن الممكن ترتيب الآية بشكل آخر فتنتهي الجملة الأولى منها بقوله تعالى ]مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ [أي يكون الجزء الأول من الآية الكريمة هو ]قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ[، ثم الجملة التالية تبدأ بـ ]عَلَيْكُمْ[ أي تكون بقية الآية ]عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[.

لقد جاء ترتيب الوصايا في الآية الكريمة بشكل رائع يلفت الانتباه، حيث تبدأ الأوامر بقوله تعالى ]تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ[. وكلمة "رب" في اللغة العربية تعني "الخالق و المُدبِّر والمُرَبِّي" (انظر سورة الفاتحة الآية2) ولقد جاء ترتيب الوصايا في الآية الكريمة مراعيًا كون الله تعالى"المُدبِّر والمُرَبِّي". فالوصية الأولى هي ]عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[ تتعلق بالمرَبِّي الأعظم أي الله تعالى. أما الوصية الثانية فهي تخص المربي الأصغر أي الوالدين، وكلمة "إِحْسَان" تُوضح أن رعاية الوالدين المقصودة في قوله تعالى ]وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[ يجب أن تكون على أفضل وجه، فكلمة "إِحْسَان" تعني لغويًا: "القيام بالشيء على أتم وجه".

ثم تأتي بعد ذلك التوصية بأولئك الذين يُدبر أمرهم ويربون بواسطة المربي الأصغر -الوالدين- أي الأولاد، ولقد أُمر الوالدان بحسن رعاية وتربية أولادهم كما يشير إلى ذلك قوله تعالى ]وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ[. في حقيقة الأمر إن مَن يُهمل تربية أولاده مخافة الفقر فهو فعليًا يقتلهم. وإذا كان على الأولاد أن يحسنوا رعاية والديهم، فبالمثل يجب على الوالدين أن يحسنوا تربية أولادهم. والضمير في قوله تعالى ]نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ[ يعود على الوالدين، أما في قوله تعالى ]وَإِيَّاهُمْ[ يعود على الأولاد، ولقد جاء الحديث إلى الآباء أولاً قبل الأولاد ليلفت الانتباه إلى حقيقة أن عطاء الله تعالى للآباء يؤكد على أنه سبحانه وتعالى سوف يُعطي الأبناء أيضًا.

الوصية التالية جاءت في قوله تعالى ]وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ[. "الفواحش" جمع "فاحشة"، ومن معانيها: الزِنا (انظر سورة النساء الآية 16) وهو شكل آخر من قتل الأولاد. إن الرجل الذي يرتبط بعلاقة آثمة مع امرأة أخرى غير زوجته لا يدمر ذريته فحسب بل إنه يهمل زوجه أيضًا مما يؤثر قطعًا على قدرته على إنجاب الأطفال من زواج شرعي. كذلك أطفال الزنا  الذين ينجبهم الرجل من امرأة غير زوجته لا يعتد بهم ولايعتني بهم حقًا. وقوله تعالى ]مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [المتعلق بالفواحش يشير على الترتيب إلى العلاقة مع المومسات والعلاقات السرية مع نساء غير الزوجة.

بعد تناول العلاقة مع الوالدين والأبناء يأتي الحديث عن العلاقة مع الزملاء والأصدقاء وهو ما أشار إليه قوله تعالى ]وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ[. هذه الوصية تتطلب منا أن نعامل أصدقاءنا وزملاءنا وأفراد مجتمعنا بالعدل والإنصاف. إن كلمة ]وَلَا تَقْتُلُوا[ لا تعني فقط النهي عن إزهاق أرواح الآخرين بالفعل، بل تفيد أيضًا النهي عن محاولة الاعتداء عليهم أو إلحاق الأضرار بهم أو مقاطعتهم..إلخ. (انظر معنى: قتل – البقرة: 62 وآل عمران: 155 والنساء: 158)

وقوله تعالى ]إِلَّا بِالْحَقِّ[ عند معرض الحديث عن القتل يعني أن لا تقتلوا شخصًا إلاَّ إذا اقترف جرمًا يستوجب القصاص منه بالقتل. فعلى سبيل المثال إذا ارتكب شخصٌ جريمة القتل فإنه يُقتل عقابًا على جريمته بأمر من السلطات المسئولة فقط، وكذلك عند مقاطعة شخص فإن هذا يتم بأمر من الأشخاص أو السلطات المسئولة عن ذلك أيضًا، وليس من حق أي أحد أن يأخذ القانون بيده هو. "

(التفسير الصغير)

قال تعالى :{هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡـَٔاخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ} الحديد:4

يشرح سيدنا المسيح الموعود عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام اسمي الله تعالى {الظاهر والباطن} في سياق الآية بالقول:

" أي هو موجود قبل كل شيء آخر، ومع كونه الأول هو الآخر أيضا. وهو أظهر من كل شيء آخر ومع كونه الأظهر فهو أخفى من الجميع أيضا"  (ينبوع المعرفة)

ومعنى صفة الله {البصير} أي أنه تعالى يستجمع في ذاته كافة كمالات البصر، فهو محيط بكل المبصرات الظاهرة والخفية.

يشرح سيدنا بشير الدين الخليفة الثاني رضي الله عنه صفة الله{العليم}:

"أي أنه عليم بكل صغيرة وكبيرة، وهو يعلم ما تخفي الصدور، بل يعلم أيضا الأسرار المخفية في الفطرة الإنسانية التي لا يدركها الانسان بنفسه ، بل تستوي عنده الأشياء  المدفونة في باطن الأرض والموضوعة على قمم الجبال ، إنه يعلم  الماضي ويعلم الحاضر ويعلم أيضا  ما سيحدث في المستقبل " (الأحمدية الإسلام الحقيقي، فصل: تعليم الإسلام عن ذات الله تعالى ص 29، 30)..

 كما انشد حضرة المسيح الموعود عليه السلام في بيت قصيد له هذا المعنى عن علم الله تعالى في ثنائه على الله تعالى  : 

  تُحيطُ بكُنهِ الكائناتِ وسِرّها** وتَعلمُ ما هو مُستبانُ ومُضمَرُُ

الابتلاء من السنن الوجودية في الحياة الدنيا كما أخبرنا الحق تعالى{ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ} (الملك:3)، وهو  خير للمؤمن في كل الأحوال سواء كان خيرا أو شرا اذ يصقل إيمانه ويضبط انفعالاته كما نجد شواهده في سير الأنبياء والصالحين، كما يخفي الابتلاء وراءه كنزا خفيا لا تدركه الأبصار يكون سببا للتقدم الروحاني وعلامة الرفعة والقرب الالهي ويوصل المؤمن إلى أشرف الغايات.. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{ عظَمُ الجزاءِ معَ عِظَمِ البلاءِ وإنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاَهم فمن رضيَ فلَهُ الرِّضا ومن سخِطَ فلَهُ السُّخط} (سنن ابن ماجة).  

الحق أنّ الابتلاء كالنار التي تبرز حرارتها المتقدة جوهر المعدن النفيس وتزيل شوائبه فتصقله فيصير خالصا صافيا.. أو تتغير طبيعته وتتفكك عناصره الرديئة اذا كانت كفاءته أو جودته رديئة أو مغشوشة بفعل النار ذاتها ..

لقد ذكر حضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام الابتلاء وفوائده في تقوية حياة المؤمن وصلته بالله تعالى فقال:

{إن الألم الظاهري والقليل من التعب الذي يصيب الأعضاء نتيجة الرياضة يكون مدعاة لتنميتها وصحتها. كذلك إن فطرتنا أيضا تقتضى شيئا من التكليف بغية اكتمالها. لذا إنه لمن فضل الله ومنته أنه يُلقي الإنسان في الابتلاءات في بعض الأحيان وبذلك تزداد قواه المتعلقة بالصبر والرضا بالقضاء. والذين لا يؤمنون بالله يقلقون على ألم بسيط ويرون راحتهم في الانتحار ولكن تربية الإنسان وكماله يقتضي أن تحل به ابتلاءات من هذا القبيل ليزداد يقينا بالله تعالى. إن الله قادر على كل شيء، ولكن الذين لا يواجهون فُرقة وابتلاء كيف تكون حالتهم؟ فقد انهمكوا في الدنيا وأهوائها ولا يكادون يرفعون عنها نظرهم ولا يفكرون في الله قط. هؤلاء هم الذين أضاعوا الميزات السامية، وبدلا منها تمسكوا بالأمور الدنيوية. كان من شأن الإيمان والعرفان أن يهيئ لهم سعادة وطمأنينة لا توجد في المال والثروة، ولا في أي متعة دنيوية ولكنهم للأسف يرضون بجذوة من النار كطفل صغير جاهلين حرقتها وإيذاءها. ولكن الذين ينزل عليهم فضل الله ويُغدق عليهم ثروة الإيمان يواجهون الابتلاء. والذين يقولون بأنهم لم يواجهوا أي ابتلاء هم أشقياء ويعيشون عيش البهائم. إنهم يملكون لسانا ولكنه لا ينطق بالحق، ولا يجري عليه حمد الله وثناؤه، بل مهمته تذوق الكلام المبني على الفسق والفجور فقط لهم عيون ولكنها لا ترى مشاهد قدرة الله بل هي لنظر السوء، فأنّى يمكن لهؤلاء أن ينالوا المسرة والسعادة. لا تظنوا أن الذي يواجه الهم والغم هو شقي، كلا بل الله يحبه، ذلك كدهن المرهم قبل العملية الجراحية. باختصار، إنه لأمر ثابت في فطرة الإنسان ويريد الله أن يثبت بواسطته حقيقة الدنيا وما هي البلايا والحوادث التي يمكن أن تحدث فيها. ففي الابتلاءات تظهر خواص الأدعية العجيبة وتأثيراتها. والحق أن إلهنا يُعرف بواسطة الأدعية فقط.} الملفوظات ج 3

ويقول أيضا في هذا الباب:

{إن الابتلاء الذي يتعرض له الأنبياء والأولياء في البداية، والذي يُظهرهم أذلاء رغم كونهم أحباء الله تعالى، ومردودين رغم كونهم مقبولين، فلا ينزل بهم لإذلالهم أو إهانتهم أو تدميرهم والقضاء عليهم قضاء مبرمًا ومحو اسمهم من هذا العالم، لأنه لا يمكن أن يشرع الله - عز وجل - بمعاداة أحبائه، ويهلك أحباءه وأوفياءه المخلصين والصادقين بالذلة والإهانة! كلا، بل إن الابتلاء الذي ينزل في الحقيقة كالأسد الهصور أو كالظلام الحالك، إنما ينزل ليوصل قوم الصالحين إلى أعلى مستويات القبول، ويعلمهم دقائق المعارف الإلهية. هذه هي سنة الله التي عامل بها عباده الأحباء منذ القدم. إن الابتهالات الضارعة لداوود - عليه السلام - المذكورة في الزبور، والتضرعات المتواضعة للسيد المسيح - عليه السلام - في الإنجيل تدل على هذه السنة نفسها، وما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية من مناجات وتضرعات متواضعة ونابعة عن عبودية فخر الرسل - صلى الله عليه وسلم - أيضا تدل على قانون القدرة الإلهية نفسها.

 فلو لم تكن هذه الابتلاءات لما بلغ الأنبياء والأولياء تلك المدارج العالية التي بلغوها ببركة هذه الابتلاءات، إذ إن الابتلاء قد وضع خاتم تصديق على وفائهم الكامل، وعزمهم الثابت، وعلى دأبهم في التفاني، وبرهن على صمودهم الرائع في زلازل الابتلاءات والاختبارات، وأثبت أنهم أوفياء صادقون وعشاق مخلصون لله تعالى بحيث قد هبت عليهم عواصف المحن، وتتالت عليهم ظلمات حالكة، وهزتهم زلازل عنيفة؛ لقد أهينوا وعُدّوا من الكذابين المخادعين والمحقَّرين، وخُذلوا وانفض الناس من حولهم حتى إن التأييدات الربانية التي كانت معقد آمالهم قد أخفت وجهها لمدة من الزمن، وقد بدّل الله تعالى فجأة عادته المربّية فبدا وكأنه غاضب جدًّا عليهم، وتركهم في الضيق والمحن وكأنهم يستحقون غضبه، وأظهر لهم وكأنه لا يبالي بهم ولا يشفق عليهم وإنما يبدي اهتمامه بأعدائهم، فطالت سلسلة ابتلاءاتهم فلم يكد ينتهي الأول حتى يبدأ الثاني ثم الثالث .. باختصار، قد هطلت عليهم الابتلاءات بكل شدة كالأمطار الغزيرة في الليالي الحالكة السواد، إلا أن ذلك لم يثنهم عن عزمهم القوي، فلم يتكاسلوا ولم يتخاذلوا بل تقدموا نحو الأمام كلما نزلت عليهم المصائب والشدائد، واكتسبوا القوة والصرامة كلما تعرضوا للهدم والتدمير، وارتفعت عزيمتهم وازدادت شجاعتهم حماسًا كلما خُوّفوا من مصاعب ومخاطر هذا السبيل، وفي نهاية المطاف أحرزوا النجاح الباهر، وخرجوا من هذه الابتلاءات ناجحين ببركة صدقهم الكامل، فوُضع على رؤوسهم تاج الشرف والكرامة، وانعدمت اعتراضات الجهلة وكأنها كانت فقاعات لا تساوي شيئا.

باختصار، إن الأنبياء والأولياء ليسوا بمعزل عن الابتلاء، بل هم أشد الناس ابتلاءً، وإن قوتهم الإيمانية تتحمل كل هذه الاختبارات، أما عامة الناس فكما أنهم لا يستطيعون معرفة الله، كذلك يعجزون عن معرفة عباده المخلصين، بل عند تعرض أحباء الله تعالى للابتلاء والاختبار خصوصًا ينخدع عامة الناس ويقعون في أوهام كثيرة وكأنهم يغرقون فيها ولا يصبرون حتى ينتظروا عاقبتهم. لا يعرف عامة الناس أن الشجرة التي يغرسها الله تعالى بيده فلا يقطع أغصانها بهدف إبادتها والقضاء عليها، بل لتزداد زهرًا وثمرًا ولتكون البركة في أوراقها وأثمارها.
باختصار، لا بد أن تنزل على الأنبياء والأولياء ابتلاءات من أجل تربيتهم الباطنية وتكميلهم الروحاني، والابتلاء ضروري لهؤلاء القوم لدرجةٍ وكأنه الزي الروحاني لهؤلاء الجنود الربانيين الذي يُعرَفون به، ولو أحرز أحد نجاحًا ما بدون المرور بهذه السنة فلا يكون إلا استدراجًا.

وفي الحاشية يقول حضرته عليه السلام:

ورد في المزامير دعاء من أدعية داود - عليه السلام - التي دعا بها لدى تعرضه للابتلاء وهو: خلِّصْنِي يَا اَللهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ دَخَلَتْ إِلَى نَفْسِي. غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ، وَلَيْسَ مَقَرٌّ. ... تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. يَبِسَ حَلْقِي. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلهِي. أَكْثَرُ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي بِلاَ سَبَبٍ. .... لاَ يَخْزَ بِي مُنْتَظِرُوكَ يَا سَيِّدُ رَبَّ الْجُنُودِ. لاَ يَخْجَلْ بِي مُلْتَمِسُوكَ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ. ... يَتَكَلَّمُ فِيَّ الْجَالِسُونَ فِي الْبَابِ، وَأَغَانِيُّ شَرَّابِي الْمُسْكِرِ .... أَنْتَ عَرَفْتَ عَارِي وَخِزْيِي وَخَجَلِي. قُدَّامَكَ .... انْتَظَرْتُ رِقَّةً فَلَمْ تَكُنْ، وَمُعَزِّينَ فَلَمْ أَجِدْ. (انظروا: المزامير، المزمور التاسع والستون).

كذلك توجد في الإنجيل التضرعات التي رفعها المسيح - عليه السلام - ليلة الابتلاء، حيث ظل المسيح - عليه السلام - ساهرًا طول الليل، وكان يعاني حالة مؤلمة من الحزن الشديد حتى الموت، فظل يدعو باكيًا ضارعًا طول الليل لتعبر عنه كأس البلاء الذي كان مقدرًا له، ولكن لم يستجب له رغم هذه التضرعات الحارة، وذلك لأنه لا يقبل الدعاء وقت الابتلاء. ثم انظروا إلى المشاق التي تحملها سيدنا ومولانا فخر الرسل وخاتم الأنبياء محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في حالة الابتلاء، وقد قال في أحد دعواته وهو يناجي ربه: اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس .... لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.}  (الإعلان الأخضر)

والحمد لله رب العالمين

المقطّعات القرآنية وفق رؤيتنا التفسيرية هي اختزال لصفات الله تعالى، كما تشير قيمتها العددية لأحداث تقع في الأمة الاسلامية في مختلف العصور،كما تعمل هذه المقطعات عمل المفاتيح لمعارف تلك السور. ومن الأمثلة في معاني بعض المقطعات وموضوعها السياقي حسب السورة :

الم: أنا الله أعلم.  وموضوعها  السياقي علم الله تعالى..

الر: أنا الله أرى. وموضوعها السياقي في السورة رؤية الله تعالى لتاريخ جميع الأمم.

كهيعص: أنت كافٍ، أنت هادٍ، يا عالِمُ، يا صادقُ. وموضوعها السياقي تفنيد العقيدة المسيحية في ضوء اخلالها بصفات الله تعالى

وقد تناول سيدنا الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه في تفسيره الكبير "ج3 في مطلع  تفسير سورة يونس ص12 الى19" مبحثا مفصلا بصدد المقطّعات ومعانيها، إذ يمكنك تحميل هذا التفسير على الرابط ادناه:

/www.islamahmadiyya.net/Userfiles/File/pdf/tafseerK-3-full.pdf

وفي "التفسير الكبير ج1" في مطلع تفسير سورة البقرة بدءاً من ص 97 الى 109

//www.islamahmadiyya.net/Userfiles/File/pdf/Tafseer%20Kabeer%20vol%201_240823.pdf

ليس فيما صدر عن سيدنا علي رضي الله عنه ما يخالف أحكام الشريعة .. ثم إن كل ما تفيده الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى خالد ابن الوليد لأخذ الخمس وفق ما أمر الله تعالى به في التنزيل:

 {وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَیۡءࣲ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا یَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ یَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ} الأنفال:41

حيث كان الخمس  يقسم إلى خمسة أسهم: لله وَلِلرَّسُولِ، وَلِقَرَابَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلِلْيَتَامَى ، وَلِلْمَسَاكِينِ ،وَلِابْنِ السَّبِيلِ، ويشمل ذلك كل ما يغتنم في الغزوات الدفاعية من متاع مادي .و,إذا أخذ علي كرم الله وجهه أمةً من  هذا السبي كملك لليمين فكيف يلام على أمر أباحه الله تعالى له في الشريعة في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * ﴾ المؤمنون: 30- 32

ثم إن الاسلام قد أجاز  للمسلمين الزواج من السبايا والسراري اللائي يقعن في الأسر نتيجة الحروب التي تثار ضد الاسلام لحماية أخلاق الرجال والأسيرات من الفساد، وقد وضع الاسلام ضوابط لهذه العلاقة الزوجية ومنها التأكد قبل اقامة علاقة معهن أنهنّ لسنا ذوات حمل مستبرئات أرحماهن كيلا تختلط الأنساب..

وقد وهم الراوي أن عليا قد وقع على الجارية من غير استبراء أو غلا وطمعا في الغنيمة مما يخالف أحكام الاسلام وهذا كله  باطل ومما لا ينبغي اتهام سيدنا علي رضوان الله عليه به مع مكانته وفقهه بأحكام الدين وقرابته .. ولعل ما يستفاد من هذه الروايات التي اتيتم على ذكرها وجوب حسن الظن ووجوب التبيّن، لأن هذا الصحابي الذي أبغض عليا على فعله وصنيعه إنما صدر عنه هذا الشعور  بوهمه لأنه رآه أخذ من المغنم فظن أنه غالّ، فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ أقلّ من حقه في الخمس مما  يتوجب له  من نصيب مفروض في حق آل محمد صلى الله عليه وسلم أحبّه وزال بغضه له. أما استنكار اصطفائه سبيئة واستحلالها فلظنّه أنه استحلها متسرعا من غير استبراء،وهذا كله من الظنون التي زالت عند عرض الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم. اذ لو أحسن الظن لرجّح أن تكون وصيفته تلك بكراً أو حاضت عقب صيرورتها ثم طهرت مما يبيح زواجه منها كأمة.

الحقيقة أن هذه الروايات تحتوي درسا في النهي عن اضمار أو اظهار البغض للصحابة وسوء الظن بهم ،ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بولاية علي ويوليه مهمات شريفة :{ من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه} و{أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها}و {أنت مني بمنزلة هارون من موسى وذلك في مناسبات مختلفة للرد على مطاعن زلات الحاسدين والمنافقين الذين يشكونه للنبي صلى الله عليه وسلم .

 الراجح لدى سيدنا المسيح الموعود عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام أنّ الرضعة الواحدة ليست موجبة للتحريم بل خمس مرات في فترات مختلفة..  (فقه المسيح، ص320- 321)

 وتتوافق فتوى حضرته مع ما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : {إنَّما الرَّضاعَةُ مِنَ المَجاعَةِ}(البخاري،كتاب النكاح) أي لا رضاعة معتبرة إلا المُشبعة والمُغنية لسد جوع الرضيع وتغذيته وأنبتت لحمه، ومعلوم عقلا أنّ الرضعة والرضعتان لا ينجم عنهما ذلك بل بتكرار الرضاع في أوقات مختلفة ليؤثر في نمو الرضيع، فيشترك الرضيع في الحرمة مع أولاد مرضعته نتيجة هذه الرضاعة.

ومن الشواهد الأخرى التي تدعم فتوى سيدنا المسيح الموعود عليه السلام ما جاء من آثار كحديث ام سلمة:

 {لا رضاعَ إلا ما فتقَ الأمعاءَ} (ابن ماجة، الطبراني )،وما رواه ابن مسعود رضي الله عنه :

{لارضاع إلا ما شدّ العظم وأنبت اللحم} (أخرجه ابو داود)..

والجدير بالذكر هنا أن حضرته عليه السلام لم يتشدد في فتواه هذه رغم رجاحتها، حيث تساهل مع رأي حضرة الخليفة نور الدين القرشي رضي الله عنه الذي كان يرى من وجه آخر أنّ الطفل إذا ارتضع خمس رضعات مرة واحدة انطبق عليه المبدأ نفسه أي تحريم زواجه من بنات مرضعته وهذا من باب الحيطة في الفتوى. 

(الفضل، العدد: 3-9-1960م ، ص4)

أدلة تحريم الخمر واضحة كل الوضح من الكتاب والسنة وفقه السيرة في ذكر مناسبة خبر تحريمها وإهراقها ولمزيد شرح وتفصيل وأدلة يرجى الاطلاع في مكتبة الموقع على التفسير الكبير ، المجلد2 لحضرة الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه في تفسير الآية 220 من سورة البقرة :

{یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِۖ قُلۡ فِیهِمَاۤ إِثۡمࣱ كَبِیرࣱ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَاۤ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَیَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا یُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة:220 . 

وبارك الله فيكم

نعم نؤمن بخلود أمدي للنار تنتهي إليه كما صرّح بذلك القرآن الكريم وثبت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مذهب كبار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كسيدنا عمر الفاروق وابن عباس وأنس، ويمكنك الاطلاع على هذه الشواهد والأدلة في التفسير الكبير لحضرة الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه، في "المجلد3، من سورة هود الآيات: 108-109" ( راجع مكتبة الموقع).

أما قوله تعالى : {وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّاۤ أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن یُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥۤۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ}البقرة:81

الآية تتحدث عن طائفة من اليهود كانوا يعتقدون أنهم مهما ارتكبوا من الذنوب فإن الله تعالى لا يعذبهم إلا لأيام محدودة، باعتبارهم أبناء الله وأحباءه بزعم أفضليتهم القومية والدينية على باقي الأمم.وقد تبنّوا هذه العقيدة دون أن يأخذوا من الله تعالى عهدا بها أو يوحى بها في توراتهم بل هي مما ذهب إليه وهلهم وما ابتدعه أحبارهم من تصورات تلفيقا وافتراء على الله تعالى..

والحقيقة أنّ النظرية الاسلامية عن فلسفة النار والتعذيب تختلف اختلافا كليا عن النظرية اليهودية المشار إليها وما يعتقد به المشايخ التقليديون أيضا من المسلمين عن خروج اهل المعاصي من أهل القبلة من النار بالشفاعة وتخليد سواهم من الكفار في نار أبدية واستئثار المسلمين وحدهم بالجنة فهذا التصور أقرب للنظرية اليهودية والمسيحية التي أبطلها القرآن في القرآن الكريم:

{وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰۤؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰۤؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ یُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرࣱ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ} المائدة:19

 فالنظرية الاسلامية تؤكد أن النجاة والخلاص من نصيب جميع البشر في آخر المطاف بعد استحقاق الحساب والعذاب،وأنّ من سيستحق عذاب جهنم سوف ينال نصيبه منها أولاً، ثم يُخرج منها لينال جزاءه على ما فعل من خير، لأنه تعالى لا يظلم مثقال ذرّة ولأن عدله مطلق {وما ربُّك بظلاّم للعبيد} فصلت:47،وهذا يلزم منه المجازاة على أدنى ذرة من عمل صالح يصدر من الانسان : {فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره} الزلزلة:8. ولأنه تعالى خلق عباده ليرحمهم لا ليعذبهم إلى ما لا نهاية له. فضلا عن شمول رحمته كل شيء كما أخبر سبحانه:

 {رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَیۡءࣲ رَّحۡمَةࣰ وَعِلۡمࣰا} غافر:8 ..ولهذا علينا أن ندرك أن العقاب والتعذيب في الآخرة هو وسيلة للاصلاح والعلاج من التلوث بالخطايا والآثام والشرور التي لم يتطهّر منها الانسان في الحياة الدنيا بإعراضه أو غفلته الروحانية عن آوامر تعاليم الشريعة المزكية. كما أنّ التعذيب في جوهره هو مظهرٌ من مظاهر الرحمة الإلهية أيضا وليس رغبةً من الله تعالى في ممارسة التّشفي والانتقام إلى ما لا نهاية له.. قال تعالى:

{مَّا یَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَءَامَنتُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِیمࣰا} النساء: 148

المعنى ما ذكره سيدنا الخليفة الثاني رضي الله عنه في معنى الآية حيث قال:

{والمراد من الصلاة على النبي الدعاء والبركة والتعظيم أي أن المؤمن يسأل الله تعالى أن يرفع مدارج سیده محمد ﷺ وإنزال البركات عليه وتعظيمه. وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى "إن الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "(الأحزاب : ٥٧)، أي أن الله ينزل بركاته على رسوله، وأن ملائكته يدعون له ، ويعظمونه، فأيها المؤمنون عليكم أن تدعوا له وتعظموه وتطيعوه في كل ما يأمركم به.}  (التفسير الكبير ج1)

نعم جاء في بعض الأحاديث والآثار ما يفيد أن الله تعالى سيعمّ بعدله وقسطه التام يوم القيامة كل الخلائق حتى الحيوانات وفق حدود إدراكها ووعيها الأدنى، وتدارك آلامهما ومعاناتها ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:

 {لَتُؤَدُّنَّ الحُقوقَ إلى أَهلِها يَومَ القِيامَةِ، حتى يُقادَ للشّاةِ الجَلحاءِ مِن القَرناءِ نطَحَتها.} (أخرجه مسلم وأحمد والترمذي)

{إنَّ الجمّاءَ لَتقْتصُّ من القَرْناءِ يومَ القيامةِ} (أورده الطبري في تفسيره، وابن عدي في الكامل)

وقد تعرّض سيدنا المسيح الموعود عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام لمسألة مصير الحيوانات بعد موتها في معرض سؤال تم توجيهه إليه من البروفيسور ريغ:

البروفيسور: هل تسلّم بأن الحيوانات أيضًا ستعطى أجرًا في العالم الآخر؟

الجواب:  نعم، أنا أقبل أن الجميع سيواجهون الأجر على التكاليف الدنيوية على قدر مراتبهم، ويتم تدارك آلامهم ومعاناتهم.

 البروفيسور: من هنا يُستنتج بالضرورة أن الحيوانات التي نقتلها ينبغي ألا نعدّها ميتة، بل ينبغي أن نعدها حية؟!

قال حضرته:"نعم فمن المؤكد أنها لا تفنى، بل أرواحها باقية، فهي لم تمت في الحقيقة بل هي أيضا حية."   

(الملفوظات، المجلد 10، ص340 ، 341) الطبعة العربية

سألتم عن مدى ترقيات الروح وتطورها بعد موتها ..:

نقول نعم أرواح المؤمنين تترقى بعد موتها ترقيات لامتناهية وهذا ثابت في القرآن الكريم في مواضع عدة كقوله تعالى :

{وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ یَسۡعَىٰ بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَبِأَیۡمَـٰنِهِمۡ یَقُولُونَ رَبَّنَاۤ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَاۤۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ} التحريم:9

{لَا یَمَسُّهُمۡ فِیهَا نَصَبࣱ وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِینَ} الحجر:49..ولمزيد تفصيل في هذا المبحث يمكنك العودة إلى هذه المصادر والكتب في مكتبة الموقع:

كتاب "فلسفة تعاليم الاسلام" لحضرة المسيح الموعود عليه السلام: فصل" كيف تكون حالة الانسان بعد الموت"

كتاب: "الأحمدية الاسلام الحقيقي" لسيدنا الخليفة الثاني يشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه، فصل " الحالات بعد الموت"

ذكرتم فناء الأرواح في الله واتحادها وفق فكرة "وحدة الوجود" حتى لا يبقى سوى وجود الله الأوحد في الآخرة ..:

الحق أن عقيدة  مذهب وحدة الوجود باطلة سواء في الدنيا أو الآخرة لوجود فارق بين مقامي  العبودية والألوهية واستحالة اتحاد أو امتزاج ذات الخالق والمخلوق بالجسد أو الروح، ولأنّ الله تعالى بائن عن خلقه ذاتا وصفاتا..ولأن صفة العبودية ملازمة للانسان على الدوام في هذا العالم وفي العالم الآخر على السواء.. الحق أنّ سيدنا الامام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام قد دحض مذهب القائلين بوحدة الوجود وبيّن فساده، وأوضح أن الانسان في قربه من الله تعالى قد يصل إلى مرتبة"وحدة الشهود و الفناء" التي منشأها غلبة الحب الالهي وفناء النفس عن ثوائرها ضمن مرتبة التوحيد الشهودي والذي يسري أثره على حياة السالك في الدنيا وعلى حالة روحه في الآخرة.

خلاصة القول إنّ الروح مخلوقة وهي باقية لا تفنى بإبقاء الله تعالى لها ولا تشارك الله تعالى في أي صفة من الصفات، ومنه تستمد وجودها وبقاءها وتطورها اللامتناهي في الآخرة بينما الخلود الالهي فبمقتضى ذاته القيومية وصفته الأحدية.

الذي تقول به جماعتنا أن الزواج المؤقت عادة قديمة عمل بها بعض الصحابة لمدة قليلة جدا لضرورة طارئة مؤقتة بسبب أسفارهم الكثيرة ومشاركتهم في الغزوات ومكوثهم لفترات زمنية خارج ديارهم. وقد اضطروا إليه لصون أنفسهم من الوقوع في الزنا والفواحش وتجنب طرق الإخصاء وتعطيل ملكة الغريزة. وقد حرّمه الرسول صلى الله عليه وسلم  بعد فترة قليلة . أما ما جاء في الروايات الحديثية فيجب فهمه في سياق مناسبته الظرفية وفق ما سبق ذكره، وأما القرآن الكريم فلم يجز المتعة قط ولا تنص أية آية على اباحته..والحق أن ما نص عليه الاسلام وأحكامه هو الزواج الدائم الذي يحقق السكينة لا غير..

أما  ما يظنه البعض في سورة النساء:25 في قوله تعالى:

 {وَٱلۡمُحۡصَنَـٰتُ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ إِلَّا مَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُمۡۖ كِتَـٰبَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاۤءَ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ أَن تَبۡتَغُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِكُم مُّحۡصِنِینَ غَیۡرَ مُسَـٰفِحِینَۚ فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةࣰۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ فِیمَا تَرَ ٰ⁠ضَیۡتُم بِهِۦ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡفَرِیضَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا} النساء: 25

فلا علاقة لها بترخيص وإباحة المتعة أبدا ولا نقول بهذا الفهم الذي وهمه البعض من خلال آراء بعض المفسرين ..والحقيقة أن ما تقرره الآية الكريمة هو وجوب إمهار النساء اللواتي أحلهنّ الله للزواج مقابل صداق .والاستمتاع في قوله تعالى {فما اسمتتعتم به منهنّ} أي بما انتفعتم به واستحللتموه منهن من علاقة مباحة، فالاسْتِمْتاعُ في اللُّغَةِ الِانْتِفاعُ، وكُلُّ ما انْتُفِعَ بِهِ فَهو مَتاعٌ كما جاء في أصول اللغة وبيان القرآن الكريم، مثلا قال تعالى :

﴿رَبَّنا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ﴾ [الأنعام: 129]،

وقالَ: ﴿أذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكم في حَياتِكُمُ الدُّنْيا واسْتَمْتَعْتُمْ بِها﴾ [الأحقاف: 21] 

وقالَ: ﴿فاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ﴾ [التوبة: ٦٩]

يقول سيدنا المسيح الموعود عليه السلام في رده على شبهة الآريين ضد الاسلام بزعمهم أنه يبيح زواج المتعة قائلا:

 {النكاح الذي يحدَّد فيه موعد الطلاق سلفاً ممنوع في ديننا؛ إذ يمنعه القرآن الكريم بكل وضوح. كان النكاح من هذا القبيل يُعقد في العرب إلى وقت معين قبل الإسلام، ولكن القرآن الكريم منعه،فحُرِّم بعد نزول القرآن الكريم. غير أن هناك بعض فِرق الشيعة ما زالوا يعملون به، ولكنهم أسرى تقليد زمن الجاهلية، ولا يجوز لعاقل أن يشير إلى خطأ غيره بُغية تعتيم أخطائه.}

(سناتن دهرم، الخزائن الروحانية، المجلد19، ص 470)

لم يأمر الإسلام بالمتعة قط وليست من أحكامه:

يقول  حضرته عليه السلام:
{المتعة قران يُعقَد لمدة محددوة معينة. ومن المعلوم أن المتعة كانت قد أجيزت في أوائل الإسلام لثلاثة أيام فقط حين كان عدد المسلمين قليلا جدا، وثابت من أحاديث صحيحة أن ذلك الجواز كان من نوع جوازِ تناوُلِ الميتة في اضطرار شديد للجائع منذ ثلاثة أيام، ثم حُرمت المتعة كحرمة لحم الخنزير والخمر، وإن أحكام الزواج لم تَترك موطئ قدم للمتعة. لقد أقام القرآن الكريم، في ذكر النكاح، حقوقَ الزوج على الزوجة وحقوق الزوجة على الزوج ولم يذكر في أي مكان أحكام المتعة. فلو كانت المتعة في الإسلام لذُكرت مسائلُها بالتفصيل والإسهاب مثل مسائل الزواج. ولكن لا يخفى على باحث أنه لا يوجد أدنى أثر لمسائل المتعة في القرآن الكريم ولا في الأحاديث. أما مسائل النكاح فقد فُصلت بإسهاب ...
لا بد أن يكون واضحا على قراء القرآن الكريم والحديث أن الإسلام لم يذكر أحكام المتعة مطلقا، لا في القرآن الكريم ولا في الأحاديث. فالبين الآن أن المتعة لو كانت حُكما من أحكام الشريعة الإسلامية لسُجلت أحكامُها أيضا، ولذُكرت أيضا ضمن قواعد الوراثة. فبذلك يتبين أن المتعة ليست من المسائل الإسلامية في شيء. فلو اعتمدنا على بعض الأحاديث الآحاد، فلا يُعلم منها إلا أن بعض الصحابة عندما كانوا بعيدين عن أوطانهم وزوجاتهم أجيزت لهم المتعة لثلاثة أيام لحاجتهم الشديدة وذلك مرة واحد فقط، ثم حرِّمت للأبد حرمة الخنزير والخمر وغيرهما من المحرمات. وما دامت الأحكام الاضطرارية التي لم يَقصد المشرِّع أبديتها لا تكون جزءا من الشريعة لذا لم تُسجَّل أحكام المتعة في القرآن الكريم والحديث. فالحقيقة أن المتعة قبل الإسلام لم تكن مسموحا بها فقط في بلاد العرب بل كانت رائجة بصفة عامة، والشريعة الإسلامية غيَّرت التقاليد العربية تدريجا. فحين اضطر بعض الصحابة للمتعة أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعضهم بحسب هذه العادة السائدة اجتهادا منه ومن الناحية الإدارية لأنه لم يكن النهي عنه قد نزل في القرآن الكريم. ثم بعد بضعة أيام نزلت توجيهات مفصلة عن النكاح تعارض المتعة وتنافيها فثبتت بتلك الآيات حرمة المتعة قطعا.

ومن الجدير بالذكر أن المتعة وإن كان قد سُمح بها لثلاثة أيام فقط، لكن لم يفتح الوحي أو الإلهام باب جوازه، بل كانت رائجة سلفا في بلاد العرب بصفة عامة سابقا. فحين احتاج إليها الصحابة مضطرين بعيدا عن وطنهم -رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المتعة نكاح مؤقت، وليس عمل الحرام والفاحشة، ولا تُشبه الحالة التي تضاجع فيها المرأةُ المتزوجة في حياة زوجها شخصا أجنبيا، بل هي في الحقيقة نكاح الأرملة أو البِكر، يُعقد لمدة معينة -فقد أذن اجتهادا منه بحسب العادة السائدة واضعا في الحسبان أن المتعة بحد ذاتها لا تتسم بما يخالف النكاح. ولكن الله - سبحانه وتعالى - أراد أن يَرفع عادة المتعة أيضا من بلاد العرب كما أزال مئات من العادات السخيفة السائدة فيها، فحرمها الله إلى يوم القيامة. وبالإضافة إلى ذلك ينبغي التفكير في أن زواج المتعة لا يماثل الـ "نيوك"؟ فنحن نعترض أن في النيوك تُدفَع المتزوجة لمضاجعة شخص غير زوجها مع أن زوجها حي يُرزق، لكن التي تمارس المتعةَ لا تكون زوجة أحد عند المتعة، بل تكون بكرا أو أرملة يُعقد قرانُها مع شخص لمدة معينة، فتأملوا بأنفسكم فيمَ تشبه المتعة بالنيوك، وما علاقة النيوك بالمتعة.}

(الديانة الآرية، الخزائن الروحانية المجلد10، ص 67 )

لا يوجد سن محدد للزواج غير شرط البلوغ والنضج مع القدرة على تحمل أعباء الزواج ومسؤلياته المادية والاجتماعية. والزواج المبكر مستحسن للشباب لصيانة النفس وإحصانها حيث ورد في الحديث الشريف {يَا مَعْشَرَ الشَّبَاب مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجُ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَر وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْم فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء} (صحيح مسلم والبخاري) أي أيها كان منكم قادرا على عقد القران فليتزوج لأن الزواج أغض للبصر ويحمي أعضاء الحياء من الزنا وغيره..

ثانيا لا نكاح إلا بولي وموافقته اذ لا بد من ولي للفتاة ينظر مدى أهلية الشاب وصلاحه وتقواه وقدرته على تحمل أعباء المسؤلية..ويجب النظر إلى دور الأهل كعامل تقريب، واحترام قرارهم حال الرفض اذا رأوا أن هذا الزواج لا يحقق شرائطه وظروفه الملائمة لنجاحه.   

كل ما ورد في القرآن الكريم من تصوير لنعيم الجنة ومفرداتها فهو من باب ضرب المثل وليس حقيقة تلك الأعيان كما هو متصور في الدنيا مما ندركه بالمشاهدة والملكات الحسية الجسمانية من حولنا.قال تعالى :

{ مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ أُكُلُهَا دَاۤىِٕمࣱ وَظِلُّهَاۚ تِلۡكَ عُقۡبَى ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوا۟ۚ وَّعُقۡبَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ ٱلنَّارُ} الرعد:36

و"حورالعين" وردت في سياق النظير والمثيل في الآخرة لذوي المقام الروحاني من غير تذكير أو تأنيث بحيث تتحقق معنى الزوجية بهذا المعنى ، قال تعالى:{وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} وقال :{كَذَ ٰ⁠لِكَ وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِینࣲ} وحور العين كناية عن الصفاء والبياض ..وأصل الحور البَيَاض، والتَّحْوير التبييض..والمعنى الطهارة الروحانية لرفقاء الآخرة وحسنهم ونقاءهم المعنوي من كل رجس. قال تعالى:

{قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَیۡرࣲ مِّن ذَ ٰ⁠لِكُمۡۖ لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَا وَأَزۡوَ ٰ⁠جࣱ مُّطَهَّرَةࣱ وَرِضۡوَ ٰ⁠نࣱ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ}آل عمران:16

ولا شك أن هناك زواج في الجنة، وأن من معاني الحور العين الأزواج من الرجال والنساء، ولكنه زواج طاهريجتمع فيه الأزواج الأتقياء معا في الجنة ينعمون بالسعادة وبالرقي الروحي الذي لا نهاية له، كما تتزوج النساء الطاهرات اللاتي كن متزوجات من أزواج كفار أو فجار أو دونهن بمن يكون في مقامهن، كما يتزوج من لم يتزوج في الدنيا من الرجال والنساء بمن يكافئه من الأتقياء والتقيات. ولكن حقيقة طبيعة الحياة في الجنة هي مما يفوق الإدراك في هذه الحياة الدنيا ومما لا يعلمه إلا الله، أما التفاصيل التي يتداولها الناس حول الحور العين وعددهن وأوصافهن وغير ذلك لا أصل لها في القرآن ولا في صحيح الحديث، وكثير منه من خيال بعض القصاصين. 

 القسم باسم الله الذاتي عند دواعي الإشهاد والشهادة هو الأصل لأنه لفظ الجلالة وهو الاسم الأعظم الجامع لجميع الصفات الكاملة للباريء تعالى ..ومثل هذه الأقسام التي نوهتم إليها ليست جائزة ولو كان المرء سيقسم ، فليقسم بالله تعالى مع إلحاق صفة من صفاته أحيانا إن شاء.

العمل كوسيط تجاري الكتروني باتفاق مع صاحب البضاعة لترويجها وتسويقها له مقابل تقاسم نسبة الربح وفق المتفق عليه جائز وكسب مشروع متى تقيّد بشروط البيوع والتجارة في الاسلام بالتنزّه عن الخداع والتغرير والغش، والوضوح عند العرض، ووجود تراضٍ بين البائع والمشتري.

 قال تعالى :  

{یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأۡكُلُوۤا۟ أَمۡوَ ٰ⁠لَكُم بَیۡنَكُم بِٱلۡبَـٰطِلِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً عَن تَرَاضࣲ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِیمࣰا} النساء:30

جميع كتب الجماعة متاحة في الموقع العربي الرسمي للتحميل والقراءة على مختلف الاجهزة الالكترونية اللوحية وبارك الله فيكم

قال تعالى: {مِنۡهَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ وَفِیهَا نُعِیدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ} طه: 56

يقول سيدنا المسيح الموعود عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام في معنى الآية الضمني:

{وثابت من نص القرآن الكريم الصريح أن كل إنسان سيموت على الأرض فقط ويُدفن فيها وسيُخرج منها كما يقول الله تعالى: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا تُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } البراهين الأحمدية

تخبرنا هذه الآية باختصار عن نشأة الانسان من مادة هذه الأرض وعناصرها، ومآله ومنتهاه إليها بعد الموت، ثم بعثته ونشوره منها تارة أخرى كما جاء ايضا في (سورة طه:27) التي تقرر هذه السنة الالهية كيف أن الأرض موضع حياة الانسان وفيها موته ومنها خروجه. غير أننا لا نعلم طبيعة هذا الخروج عند البعث والنشور وكيفيته، فهذا موكول إلى علم الله سبحانه:  {وَنُنشِئَكُمۡ فِی مَا لَا تَعۡلَمُونَ} الواقعة:62