إسلام أحمدية.NET

لم يخدعنا الله تبارك وتعالى، فوعده الحق؛ وهذا ما سيشهد به أصحاب الجنة وأصحاب النار على السواء حيث يقول تعالى:
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الأعراف
بيد أن بعض الأوصاف التفصيلية التي وردت في القرآن الكريم لنعيم الجنة وعذاب النار هي من باب ضرب المثل التي وإن كانت تدلل على حقيقة قاطعة؛ إلا أن الإنسان غير قادر على تخيل هذه الحقيقة في هذه الحياة الدنيا. وكل ما ورد في هذه الأمثلة إنما الغرض منه إيصال فكرة أن ما سيتمتع به من نعيم في هذه الآخرة سيكون أضعافا مضاعفة عما يعرفه من نعيم من نفس النوع في هذه الحياة الدنيا، وليس هذا فحسب، بل إن هناك من النعيم من الأنواع ما لا يعرفه الإنسان وما لم يخطر بباله مطلقا،حيث يقول تعالى:

فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة
حيث تشير هذه الآية إلى أن ماهية النعيم وحجمه وكميته غير معلومة للإنسان، ويكفيه أن يعلم أنه نعيم عظيم مقيم لا يزول.
ولقد أسرف الفكر التقليدي في تناول هذه المسألة، واستند إلى كثير من الروايات المتهافتة والأقاصيص التي تتكلم عن تفاصيل وأعداد، وتركيز على جعل النعيم للرجال دون النساء، وهذا مما لم يذكره القرآن الكريم ومما لا يليق بجمال تعبيره ووصفه لهذا الحياة الطاهرة النقية التي ليس فيها كسل أو خمول أو لهو أو لغو أو تأثيم؛ بل هي حياة عمل صالح لا يخالطه إثم، وحياة صفاء وطمأنينة لا يخالطها كدر، وهي حياة تقدم ورقي لا تراجع فيه، وهي حياة يتمتع فيها المؤمن بثمرات العمل الصالح الذي قام به في الحياة الدنيا الذي سيضاعفه الله له أضعافا مضاعفة بحيث تتراءى له هذه الصالحات بصورة سيعرفها وسيتذكرها عندما ينعم بها، وهي حياة عبودية خالصة لله تعالى وقرب ورضوان يذوق فيها الإنسان من اللذة ما لم يخطر بباله وما لا يتصوره.
ونؤكد مجددا أننا عندما نقول إن الأوصاف التفصيلية لنعيم الجنة وعذاب النار هي من باب التمثيل، وهي ليست مما يدركه الإنسان ومما يعلم حقيقته في الحياة الدنيا، فلا يجب أن يُظن بأنه لا حقيقة له! فكل ما ذكره القرآن حول وصف الجنة والنار هو حق لا ريب فيه؛ ولكننا لن نعلم طبيعة هذه الحقيقة ووجهها إلا في حينه، عندما نمتلك علما ومدارك وحواسا وملكات جديدة مخصصة لتلك الحياة وقادرة على إدراك تلك الحقائق.

لا تسهل الإحاطة بالحكمة من أي أمر ديني، لكن يمكن الاجتهاد لمعرفة شيء من ذلك، فالنبوة بحاجة إلى مجهود ضخم تنوء بحمله النساء. والله أعلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
صدقتِ.. لكن ليت المفترين اكتفوا بالافتراء علينا في بعض الجوانب التفسيرية! فأهم ما افتروا علينا به هو في مجال المعتقدات؛ حيث يقدمون للعالم فكرة مشوهة وصورة منفرة عن الجماعة الإسلامية الأحمدية بينها وبين الحقيقة كما بين المشرق والمغرب. أما التفسير، فينبغي ألا يكون الخلاف فيه ذا بال. ونحن نتقبل نقد تفاسيرنا ولا نرى حرجا في هذا. ولكن نَسْب تفسير لنا لم نقل به بقصد التشويه هو افتراء من جملة الافتراءات بلا شك، ولا نملك إلا أن نقول حياله: حسبنا الله ونعم الوكيل!
وليكن معلوما أننا في الجماعة الإسلامية الأحمدية نتبع مبادئ أرساها الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، وهذه المبادئ تجعلنا نسلك في بحر التفسير بثقة مسترشدين بها وطالبين هداية الله لكي يكشف علينا علوم القرآن الكريم الفياضة المتجددة على الدوام. وتفاسير الجماعة ورؤيتها دائمة التجدد ولا يعتريها الجمود، وهي مستمرة في إظهار بديع توافق كلام الله مع صنعته وخلقه، ومستمرة في إظهار آيات جديدة تجلّي صدق القرآن الكريم وعظمته وسموه.
وفيما يخص قصة آدم، فقد تناولها الخليفة الرابع، رحمه الله، برؤية تفسيرية جديدة وفقا لما تم التوصل إليه من علوم، وقد بيّن حضرته أن القرآن الكريم قد ذكر بشكل معجز حقائق عظيمة عن بداية الخلق وعن حقيقة بعثة آدم. وقد انتقد في كتابه "الوحي، العقلانية، المعرفة، والحق" نظرية داروين وغيرها من النظريات التي تحاول تفسير حدوث الخلق بغير الخالق. ومحور هذا الكتاب يدور حول أن الوحي هو مصدر الحقيقة وأنه أمر لازم مستمر لا يمكن للكون أن يستمر بدونه، وأن آثار الله في خلقه ومخلوقاته ما زالت تظهر في كل حين مع تقدم العلوم والمعرفة، وأن إنكار الخالق أصبح فكرة أكثر تهافتا مع تقدم الزمان. وقد تناول الكتاب مجموعة من المواضيع التي تخدم هذه الفكرة وتدلل عليها.
يمكنك مطالعة هذا الكتاب العظيم في هذا الموقع على الرابط التالي:
http://www.islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=2&magazine=0&book_name=الوحي،%20العقلانية،%20المعرفة%20والحق

هذه معجزة ربانية من دون أدنى شك، وليس لها تفسير مخالف لظاهر الآيات. ومعاذ الله أن يكون هنالك قصص قرآنية خرافية!
إن ما يراه البعض من غرابة في بعض تفسيرنا الأحمدي ليس مرده إلا إلى أنهم اعتادوا على سماع تفسير مخالف لأسس قرآنية أو عقلية. ولا تخرج تفسيراتنا عن اللغة العربية ولا على آيات قرآنية ولا على العقل، ذلك أن آيات الله في كتابه لا تتناقض مع آياته في كونه.


يرجى الانتباه إلى أن القصة القرآنية لا تذكر المدة التي لبث فيها يونس في بطن الحوت؛ ومن المرجح أنها فترة قصيرة قد تكون ساعات معدودة على أبعد تقدير وليست ثلاثة أيام وثلاث ليال كما يذكرها الكتاب المقدس. ولعل المبالغة في تطويل المدة لتصبح أياما، كما هي العادة في الكتاب المقدس، ثم اعتماد هذه المدة والتسليم بها عند بعض المفسرين المسلمين هو العنصر الأكبر في إضفاء الغرابة على القصة.
لذلك، فلا بد من التدقيق في البيان القرآني وجعله مهيمنا على غيره، وعندها تتضح الحقائق الناصعة ويتم نبذ الخرافات والمبالغات بكثير من اليسر والسهولة.

الآية الكريمة شبهت المرأة بالأرض التي تُحرث لتُزرع. فالرجل هو الزارع والمرأة هي الأرض التي يُزرع فيها. ففي الآية تشبيه تمثيلي جميل.

قد تطول الإجابة على هذا السؤال، لذا ننصح بمراجعة المجلد الأول من التفسير الكبير للإمام بشير الدين محمود الخليفة الثاني للمسيح الموعود. أما طروحات عبد الصبور فلا أعرفها كلها، لكن لا أستبعد أن يكون جزء كبير منها يلتقي مع تفسيرنا، فما دام ينطلق من القرآن الكريم كما لاحظته، وما دام يهتم بأن ينظر إلى النصوص مجتمعة لا أن يهدم آخرُ قوله أولَه، فلماذا لا يلتقي معنا؟
أما تفسير الشجرة فليست شجرة معرفة الخير والشر كما توهم اليهود والنصارى، ولا شجرة التفاح كما توهم آخرون، بل هي قبيلة أو مجموعة من الناس يترأسهم إبليس. فالشجرة تُطلق على فخذ عشيرة أو ما شابه ذلك من تقسيمات. وإبليس هو إمام الكفر الذي عادى نبي الله آدم عليه السلام، ولم يكن من الأشباح كما هو شائع.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيك.. ونسأل الله تعالى أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه.
نحن لا نؤمن بتناسخ الأرواح، بل إن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام قد تصدى لهذه الفكرة وناقش قضية الروح بطريقة رائعة في كتابه "فلسفة تعاليم الإسلام"؛ حيث بين أنها تنشأ مترافقة مع الجسد وتتطور مع تطوره وتكمن فيه كمون النار في الزند، وهي ليست بشيء خارجي يسقط على الجسد ويحل فيه. وقد بين حضرته وخلفاؤه من بعده في مواضع عديدة تهافت هذه الفكرة التي يؤمن به الهندوس وغيرهم.

اختار الله تعالى هذا المثل الرائع لوصف طبيعة العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته، ولا شك أن في هذا المثل كثيرا من المعاني العظيمة التي يمكن استنباطها. فالحرَّاث يحرث الأرض ويبذر فيها البذر راجيا أن تنبت زرعا طيبا، وهو عليه الحرث والبذر وعلى الله الزراعة والإنبات. وينبغي ألا يغفل الزوجان عن أن الإثمار هو الغرض الأساس من الزواج، وهو أمر بيد الله، ولكن ما عليهم إلا أن يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه. والإثمار يتضمن كل الثمرات الطيبة من الزواج والتي تشمل السكينة والطمأنينة والذرية الطيبة والعمل الصالح الذي ينبغي توخيه في كل جزئية من جزئيات حياتهما المشتركة.
وهذا القسم من الآية يعلن أن للرجال مطلق الحرية في إدارة شئون كل ما يتعلق بحياتهم الزوجية، ولكن عليهم أن يتذكروا أن الفكرة التي يجب أن يضعوها نصب أعينهم هي أن النساء هن حرث سيحصدون منه ما بذروه بأيديهم في النهاية، لذا لا بد أن يتعامل الرجال معهن بعناية كما يتم التعامل مع الزروع والشجر لأجل الحصول على ثمرات جيدة. وعليهم أن يتجنبوا أي فعل غير مثمر أو غير طبيعي أو ضار أو مدمر كي لا ينحرفوا عن الغرض الذي وجدت الحياة الزوجية لأجله.

هذه ألقاب لا تسمن ولا تغني من جوع. حين يتعصب تلامذة لشيخهم -خصوصًا إن كان متَّهمًأ من مدارس أخرى- فإنهم يُطْلقون عليه مثل هذا اللقب، كما حصل مع ابن تيمية مثلا. وهذا لقب أكبر من أي عالم، فمن هو الذي يستحق أن يُسمّى بشيخ الإسلام كله؟!

هذا دعاء عظيم المعاني. ويمكن للمرء أن يدعو بما شاء من أدعية عقب الصلاة. وإذا رأى بعض الناس أن يختاروا دعاء ما فلا ضير، وإذا رأوْا أن يدعوا جماعة فلا بأس. المهم أن لا يروْا أن نص هذا الدعاء قد أصبح جزءا من الصلاة.

الصيام يعني الامتناع عن الأكل والشرب والجماع، كما يتوجب على الصائم أن يبذل قصارى جهده للابتعاد عن اللغو. ووقت ذلك يمتد من الفجر حتى الغروب. وليس من شروط بدء الصيام أن يكون المرء غير جُنُب. لذا لا بأس لو جامع زوجته ليلا، ثم طلع عليه الفجر وهو جنب. لكن لا بد له من الاغتسال من أجل صلاة الفجر كما هو معلوم.

لا يوجد ما يقيد ظهور أنبياء في الأمة الإسلامية في المستقبل، أما البعثة بحد ذاتها فهي في علم الله تعالى وتقديره، حيث إنه يرسل الرسل حسب الضرورة وبمشيئته وعلمه، ولكن لهذه البعثة مؤشرات وضوابط ترتبط بواقع الحال، كما أن لها ارتباطا وثيقا بمسألة الخلافة كما سنرى لاحقا.ىولكن قبل ذلك، فلا بد من التمييز بين البعثة والمقام؛ فالبعثة هي مهمة يرسل الله تعالى بها مبعوثه، أم المقام فهو مقام المكالمة والمخاطبة والقرب من الله تعالى والذي يصح أن يسمى وفقا له الشخص نبيا، ولكن لا يكون له بالضرورة مهمة خاصة مميزة يعلن فيها دعواه، ولكنه ينال مقام النبوة وتشريفه ومنزلته العظيمة.

وبخصوص بعثة الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فهناك أمر خاص مميز فيها. فهو مبعوث جاء وفقا لأنباء أنبأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وجاء مصداقا لكل النبوءات التي وردت في الأديان الأخرى عن مصلح آخر الزمان الذي سيوحد العالم تحت دين واحد. وهو ليس مجرد فرد وصل إلى مقام النبوة في الأمة الإسلامية، بل هو مبعوث عظيم أوكلت إليه مهمات عظيمة؛ منها إعادة تجميع جماعة المسلمين من جديد وإعادة الخلافة إلى الأرض بعد أن رفعت ونصر الإسلام وغلبته على الأديان كلها. ومما لا شك فيه فإن هذه المهمات العظيمة المميزة تجعله في مقام هو فيه خاتم الخلفاء والأولياء وأعظم من نالوا ومن سينالون النبوة التابعة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا بسبب النبوءات المميزة المحددة بخصوصه على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم إضافة إلى عظمة هذه المهمة التي أوكلت إليه.

وللبعثة والخلافة رابطة قوية كما أشرنا سابقا. وبإدراك هذه الرابطة يمكن أن ندرك شيئا من حكمة بعث الأنبياء؛ مع الانتباه إلى أن هذا الأمر بيد الله وخاضع لتقديره. فالنبي المبعوث يظهر في وقت الفساد المستشري ويدعو الناس وينشئ جماعته بعد معاناة وشدة عظيمة. أما الخليفة فلا يظهر إلا في جماعة النبي من المؤمنين الصالحين الملتزمة بما جاء به النبي والحريصة على استبقاء نوره مستمرا متلألئا. وظهور الخلافة هو وعد مرتبط بالإيمان والعمل الصالح، وطالما بقيا بقيت الخلافة. وهكذا فإن النبي يبعث في وقت الفساد بينما الخليفة يظهر في وقت الصلاح. وطالما أن الصلاح سائد فلا حاجة لبعثة الأنبياء عادة.

وهكذا، فمع بقاء الخلافة الحقيقية القائمة على نور النبوة ومنهاجها فليس هناك بعثة غالبا، والله أعلم. أما مقام النبوة فهو مقام كان مفتوحا ولا يزال، وهو مستمر في الأمة إلى يوم القيامة، وهناك من نالوا ومن سينالون هذا المقام من الأمة بلا شك.

أما الدليل القرآني على ما نقول فهو باختصار أن القرآن الكريم لم يعلن مطلقا انقطاع النبوة، بل هناك عدد كبير من الآيات التي تبين أن الله مستمر في اصطفاء الرسل من الملائكة ومن الناس وهو مستمر في الوحي للمؤمنين وهو رافعهم إلى مقامات النبوة والصديقية والشهادة والصالحية.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لقد ظهر الإمام المهدي، ونحن جماعته! وما عليك سوى أن تتصفحي هذا الموقع لمزيد من التفاصيل.

ما معنى مراسلة أخ في الله؟ ها قد أرسلت لنا سؤالا، وهو رسالة، فهل عملك محرم؟! كلا.
المراسلة مباحة بحد ذاتها، لكن المباح قد يصبح حرامًا إن كان يؤدي إلى حرام حسب ظاهره. كما أنه محرم إن كان بنية فاسدة. فالنية لها دور رئيس في هذ المسألة. واستفت قلبك في التفاصيل ما دامت نواياك حسنة، وما دمت ملتزمة بالشرع كله، وما دام ظاهرك كباطنك، وما دمت بلسان واحد وبوجه واحد.

المشكلة في الفقه الإسلامي أنه مُتخم. ولكن ليس هنالك إشكالية أخلاقية ظاهرة فيه. لذا فإن الناظر في دعوة الإمام المهدي عليه السلام يرى أنها متمحورة حول نقض بعض الأخلاقيات المنسوبة إلى الإسلام، ونقض بعض العقائد المخالفة له، أما في الفقه فلا نكاد نجد أثرًا ظاهرًا لدعوته التجديدية عليه السلام. أما أصول الفقه المتخم أيضا فكثير من تفريعاته باطلة، كعلم الناسخ والمنسوخ، والإجماع كما يعرضونه، وكذلك القياس المملّ في تشعباته، ومثله الاستحسان عديم القيمة، وكذلك المصالح المرسلة المبنيّة على أخطاء لتصحيح أخطاء.. بل نحن نخالف كثيرا من الفقهاء في مكانة الحديث من التشريع، حيث نراه مفسرا ومبينا للقرآن فقط؛ فلا يخصصه ولا ينسخه ولا يزيد أي حكم عليه لا أصل له فيه. فماذا بقي من هذه الأصول؟ ألا ترى أنها متخمة وغير دقيقة وغير مجدية؟ ألا ترى أن الأحكام أبسط مما أصّلوه وفرّعوه؟
ومن المؤسف حقًّا أن يتحدث غالبية الأصوليين القدامى عن نظرية الناسخ والمنسوخ الباطلة، بيد أن هذا لا يقدح في أنهم أئمة مجتهدون.
باختصار، بعثة الإمام المهدي عليه السلام هدفت إلى تنـزيه الإسلام عن الانتهازية الآتية من خلال مفهوم الجهاد الهجومي ومنع الحرية الدينية ومن خلال اختلاف المكي عن المدني، باعتبار أن هذا كله قد بُني على نظرية النسخ الباطلة من جذورها. كما هدفت إلى نقض العقائد المخالفة وخصوصا الثالوث. وهنالك أهداف عديدة غير هذين الهدفين البارزين.

قولهم لا يصح بالمرة. السنة تفصّل وتشرح القرآن ولا تزيد عليه. وليس هنالك أي أمر أو نهي نبوي إلا له أصل في القرآن الكريم، ولكن قد لا نجده بيسر وسرعة. وقد يخطئ البعض في استنباطه أيضا. لكن يجب الحذر من ترك الأحاديث بناء على هذا، كأن يقول متسرع هذا الحديث لا أجد له أصلا في القرآن فهو باطل، بل إذا كان حديثا صحيحا فلا بد أن يكون له أصل في القرآن حتى لو لم نجده.
والأهم من هذا هو نقض قولهم إن الحديث يخصص القرآن أو ينسخه. فهذه هي المسألة الواجب تفنيدها.
فالله تعالى يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نـزل إليهم)، فوظيفة الرسول (ص) هي البيان وليس التشريع.
أما حديث (أوتيت القرآن ومثله معه) فهو لا يصح سندا ولا متنا. فالحديث ليس مثل القرآن بأي حال من الأحوال.
أما تحريم الذهب والحرير على الرجال الوارد في الأحاديث فهو من باب النهي عن الترف والبطر والكبر وكنـز الأموال.. وهذا كله منصوص في القرآن العظيم.. كما إنه يندرج تحت باب منع تخنث الرجال، لأن الإسلام يريد أن ينشئ جيلا منتجا مبدعا تقيا حاملا الإسلام.. وهذا لا يتم إلا بأن يكون الرجال رجالا.. ولبسهم الحرير والذهب يتنافى مع ذلك.. فهذا كله له أصل في القرآن الكريم.
ولمزيد من التوضيح يمكن مراجعة كتاب (الفرقان في إبطال مقولة السنة قاضية على القرآن) على موقع: www.hanitaher.i50.de ففي هذا الكتاب تتبع لكل الأحاديث التي ظنوها ناسخة أو مخصصة أو زائدة على ما في القرآن.

الحكم الإسلامي هو الحكم الأمين العادل، وليس الحكم الذي تطبق فيه الحدود وقد يسود فيه الظلم وخيانة الأمانة. وتطبيق الحدود مسئولية المشرعين والحكومات. فعلى المشرعين في البلاد الإسلامية أن يدرجوا الحدود في نظام العقوبات وعلى الحكومات تطبيقه. ولكن لا يضير الناس شيئا إن قصر المشرعون في التشريع وقصرت الحكومة في التطبيق، فإثم هذا التقصير على المسئولين عنه.

إن تطبيق الشريعة الإسلامية بالنسبة للفرد المؤمن فيما يخص الحدود هو اجتناب الأفعال التي توجب تطبيق الحدود. فعلى المسلم ألا يزني أو يسرق، وبهذا هو يطبق الشريعة. وإن التزم المؤمن بإحكام الإسلام وتحرى الصدق والأمانة والعدل في حياته وتعاملاته، فعندها هو يطبق الشريعة كاملة ولا يلزمه أي أمر بخلاف ذلك لكي يكون تطبيقه للشريعة كاملا.

واجبات الحاكم المسلم هي تأدية الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل. هذا هو المبدأ الأساسي الذي تتفرع منه أمور كثيرة ترتبط باختلاف الظروف والزمان والمكان. وكل ما كان أساسه الأمانة وهدفه العدل هو الحكم الإسلامي.

ولا بد من التمييز بين الخليفة وبين الحاكم. فالخليفة هو إمام جماعة المؤمنين وأميرها، وهو قد يكون حاكما وقد لا يكون. وبصفته خليفة، أي إماما لجماعة المؤمنين، فهو لا يعزل. وهذا أمر يتضح بعد معرفة حقيقة الخلافة وارتباطها بالنبوة ودورها وأسلوب نشأتها.

أما الحاكم المسلم فمن الممكن عزله إن تعمد مخالفة الأمانة والعدل واستبد وظلم. ولكن لا بد من الانتباه إلى أن تكون إجراءات عزله ليس فيها إجرام أو خيانة أو ظلم أومخالفة لتعاليم الإسلام.

إن كيفية غسل النبي صلى الله عليه وسلم ملزمة لنا، وكذلك كيفية صلاته وحجه، وبقية المناسك. ذلك أن السنة مُبيّنة لِما في القرآن مفصّلة له وشارحة لأوامره المجملة. ولكن هنالك بعض الأمور التي يُستحب التقيد بها ولا تعتبر أساسية في الفعل، وهذا متعلق بتفاصيل المناسك. لكن المسلم يتقيد بكل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حبًّا به من دون التركيز كثيرا على التفريق الحدّي بين ما هو مستحب وما هو واجب. فالمسألة مرتبطة بتعظيم النبي أيضا.

لم يذكر اصطلاح الدجال صراحة في القرآن العظيم، لكن هنالك حديث شريف أشار فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستعاذة من فتنة الدجال بقراءة العشر الأوائل من سورة الكهف، مما يشير إلى أنه منصوص عليه فيها، وهو في قوله تعالى (الذين قالوا اتخذ الله ولدا). وهنالك إشارات تدل عليه في آيات قرآنية أخرى.