
كتب المسيح ابن مريم
في كرامات الصادقين في تفسير دعاء اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم يبين المسيح الموعود عليه السلام أن الله يشجعنا على الأمل، ويعلن أن من حقوقنا أن ندعو الله طامعين أن ننال ما نال الصالحون من قبلنا، لأننا خُلقنا على نفس استعداداتهم ومَلَكاتهم، والله أوصى بالدعاء لأن للجواب رصيدا فينا، والهداية ستنزل متجاوبة مع لحن عميق مسجل على روحنا، أو ستكون على شاكلة طيبة مغروسة فينا. وفي كتاب التبليغ وفي رسالة للعرب بين المسيح الحبوب الموعود أن الله خلقنا على طبائع طاهرة ونماذج ثابتة لها مدد في السماء يمدها. وكلما كنا متقبلين متصدعين كانت السماء سخية بالعطاء والرجع به مرة بعد مرة دائما. على مسيح الله السلام.
الصالحون من قبل بلغوا ما قدر لهم ونالوا النعمة فتطهروا من آثار الدنيا، وكانوا على الصورة المطهرة التي فطروا عليها، وقد فطر كل منهم على صورة جميلة لعابد من العباد، مهما اختلفت مشاربهم كما تختلف الفاكهة في جمالها وحلاواتها.
معلومة نتعلمها من مسيح الله الموعود عليه الصلاة والسلام وهي: (أننا خلقنا أصلا مِن جوانا على طبائع ناس طيبة ونماذج ناس منعم عليهم .).
ونحن من الناس وشوقنا للمعرفة والمغامرة يدفعنا لمعرف نفسنا وحقيقة فطرتنا .
تربية الأبناء
وأحدث نظم التربية تنص على لزوم استخراج مَلَكات الطفل وتنميتها لتبلغ مداها.
فعلينا أن نراعي هذا في قراءات وثقافة ومعاملة الأبناء.
ولو تخيلنا ولدا نجيبا من أولادنا، عرف هذه القضية وتشبع بها، يقص رحلته الحياتية على ولده أو مَن حوله: لقصَّ أنه قرأ قصص العظماء الصالحين من الرسل وكبار الصحابة وعظماء المسلمين اﻷحمديين.. وتساءل عن خلقته اﻷصلية ومعدن جبلته هو .. واشتاق أن يعرف النموذج الكنز الذي هو أصلا مطبوع عليه .. فقد اعتبر نفسه مجندا ليعثر عليه واعتبرها مغامرة روحه ورحلة حياته ليلتقي بحبيبه البطل الكامن فيه في صحراء روحه ومجاهل نفسه.. وهو نوع من محبي الله ولون مميز من عشقه تعالى.
في علم التربية العميق أن المربي والوالدَين في الدول المتقدمة جدا يبحثون خلال فترة النمو اﻷولى عن موهبة الطفل الكامنة التي هو مطبوع عليها لينموها، ليكون الولد فريدا في نوع سعيه مستقبلا. ليعرفوا هل ميوله علمية أو فنية أو قيادية أو رياضية أو روحية أو أدبية أو مغامرة أو تعاونية أو ماذا؟
ولكن المسيح الموعود عليه السلام يضبط هذه النكتة الدقيقة بأننا طبعنا على نماذج موهوبة فعلا، ولكنها لا تقتصر على النماذج التي نتخيلها حاليا، من رياضي لا يدري ما دينه؟ وعالم لا يفقه من ربه؟، ولكنها نماذج الصالحين التاريخية ..
الصالحون شخصياتهم متكاملة وهي مزيج من العلم والفن والقيادة والرياضة واﻷدب وروح المغامرة مع اﻻستعانة بالله وإدخال الله تعالى في النسيج الحياتي لحمة وسدى ليكون حب الله تعالى هو روح النسج..
مهمة بطولية وتحقيق حلم
هي مهمة بطولية وأحداث فيلم بطولي وابننا هو البطل . وفي رحلته سيجتاز اﻷهوال ويقتحم اﻷدغال ويركب اﻷفيال ويصطاد النمور وينجو من أكلة لحوم البشر، ويكتشف منابع النيل ويرسم خرائط مستنقعات مجراه .. هي رحلة البحث عن الذات أو رحلة للقاء الروح، والله هو وحده سيكون صاحب الفضل ومستحق الشكر لأنه هو العالم بما غرس، والموفق لاستــنـــباته، والمعلم والنصير والمداوي والشافي سبحانه وتقدس.
ويقص الشاب أو الصبي (وليكن اسمه يحيى)، أنه انشغل بمشروع يغذي اهتمامه بالدراسة والتفوق اللغوي واﻻستمتاع بروائع اﻷدب والشعر، واﻻهتمام بالتحقيق بحثا عن حل لغز ما وكان عليه اﻻستعانة في هذا السبيل بهدي الله وتعليمه، وبقراءة العلوم وقراءة المجلات العلمية والفكر في الكون والتعرف على سننه الدقيقة وتتبعه لظواهر علمية بشغف..
ويقص فتانا كيف رأى من تاريخ العلم زلزلة اﻷرض زلزالها وإخراجها أثقالها .. وأنه يسأل الله (الذي أنزل ليلة القدر وبعث من روح الحيوية والقوة في كل نفس لتخرج ما فيها من طاقات فأخرجت النفوس إنتاجا هائلا لكنه مختلط بتلوث تربة التربية وخلطة الثقافة الضالة) يسأل الله تعالى أن ينقذه من آثار البيئة المحيطة والنشأة الخاطئة، ويسأل الصبي ربه أن يغسله بماء الحياة ويغرس فيه قوة الروح وروح القوة للرجوع للفطرة التي طبعه الله عليها أول مرة..
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.