تاريخ النشر: 4 نوفمبر 2025
بني الرأي القديم في فهم ماهية العرش الإلهي والاستواء على تصورات اجتهادية حرفية، انعكس أثرها على مباحث أصول العقيدة في موضوع الذات والأسماء والصفات، وتخبّط وجدل بين اتجاهات كلامية مختلفة امتد أثرها إلى المتأخرين الذين اعتبروها من علوم العقيدة الصحيحة؛ ليتم تدريسها وتوارث مقولاتها التراثية كفرع من فروع العقيدة الإسلامية، ما أدى إلى اعتقادها وتصديقها بطريقة توهم أوصاف التجسيم بدعوى وجوب إثبات ما أثبته الله لذاته على الحقيقة دون تأويل أوتعطيل، ثم ما تفرّع منها من اعتقاد المكان والجهة لله تعالى وتفسير الآيات ذات الصلة بالعرش والكرسي والاستواء بما يحيل إلى الحركة والتحيّز والأحجام والأقطار بأبعاد مادية محدودة، كقولهم إنّ العرش الإلهي كان أول المخلوقات وأعظمها وأنه شيءٌ مادي فوق هذا العالم استوت عليه الذات الإلهية بعد خلق السماوات والأرض. تصورات أدّت إلى وصف الله تعالى بصفات التشبيه دون اعتبار للآيات التنزيهية المحكمة التي تؤكد استحالة قياس الله جل جلاله في ذاته وصفاته وأفعاله بمقاييس المخلوقات كما نص الدليل القرآني في قوله تعالى:
{لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ} الشورى:12
{یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا یُحِیطُونَ بِهِۦ عِلۡماً} طه: 111
ومن هذا المنطلق، ارتأينا في هذا المقال أهمية قراءة مقالات المتقدمين قراءة نقدية لتصحيح مفهوم العرش والاستواء الذي يمس الذات والصفات الالهية؛ ليتضح للباحثين المنصفين أي العقيدتين صحيحة منسجمة مع كمال الله تعالى وتنزيهه في مبحث أصولي هام من أصول العقيدة الإسلامية.
وحتى نضع القارئ أمام مقاربة شاملة حول هذا الموضوع يتحتم علينا طرح مجموعة من الأسئلة المهمة التي تستحق التأمل والدراسة، منها: هل العرش مخلوق من مادة كما في تراجم الأصوليين واجتهادات جمهور المفسرين؟،هل يثبت دليل قطعي على تخليق العرش؟ ثم ما الحكمة من إيراد الله تعالى ذكره في سياق آيات القرآن الكريم؟ بالإضافة إلى ذلك بأيّ معنىً قدّم سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود u وخلفاءه تفسير مسألة العرش والاستواء التي طالما بدت معقّدةً أمام جمهور العلماء والأصوليين الذين أفردوا لها مصنفات ومباحث كثيرة..
وأخيرا كيف يمكن أن يكون إدراكنا لحقيقة العرش بمعناه الصحيح منطلقاً يساعدنا في رحلة التقرّب من الله عز وجل وصفاته وأسمائه؟..
إنّ هذه المقاربة النقدية والتفسيرية تهدف إلى تقديم فهم تجديدي في مبحث أصولي هام من مباحث العقيدة ومفاهيمها ما يدفع الباحثين عن الحق لاستماع القول واتباع أحسنه، وكذلك تجديد المفاهيم العقائدية التي تهمّ كل مسلم والتي تعدّ من صميم العقيدة الإسلامية ..
لمحة عن مقالات الأصوليين القدامى عن العرش وماهيته:
عرّف ابن فارس العرش بمعنى يدل على ارتفاع في شيء مبني وذكر أنه يستعار في غير ذلك(1)،
وعرّفه الطبري في تفسيره: ﴿ذُو الْعَرْش﴾ : «بذي السرير المحيط بما دونه»(2) ،
وفسّره ابن كثير رحمه الله أنه السرير ذو قوائم أربعة! وسقف المخلوقات! وأنّ له أبعاداً وأقطاراً وبُعد ما بينه إلى الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة واتساعه خمسون ألف سنة! (3)
ونقل عن الحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة قوله أن العرش مخلوق من ياقوتة حمراء! بُعد ما بين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة (4).
وقال آخرون بأن العرش هو فلك مستدير من جميع جوانبه محيط بالعالم من كل جهة !
وقالت طائفة هو سرير الله كالذي يكون للملك!.
كما زعم الأشاعرة أنه أكبر المخلوقات باعتباره أول ما خلق الله إظهارا لقدرته دون أن يجعله مكانا لذاته! .
ونقل عن الحافظ ابن حجر عند تفسيره قوله تعالى: (وهو ربّ العرش العظيم) التوبة 130 :
"إشارة إلى أن العرش مربوب، وكل مربوب مخلوق. وفي إثبات القوائم للعرش دلالة على أنه جسم مركّب له أبعاضٌ وأجزاء والجسم المؤلّف مُحدثٌ مخلوق! (5) .
أما ابن تيمية رحمه الله فقد استخلص من رواية أن للعرش شكلا ورسما هندسيا حين قال: " فأما العرش فإنه مُقبّب.."! (6)
أما الإمام الذهبي فيقول بعد إيراده وصف الجنة ونعيمها:
" فما الظن بالعرش العظيم الذي اتخذه العلي العظيم لنفسه في ارتفاعه وسعته، وقوائمه وماهيته وحَمَلَتِه، والكروبيين (أي الملائكة) الحافين من حوله، وحُسنه ورونقه وقيمته، فقد ورد أنه من ياقوتة حمراء! (7).
والناظر في جميع هذه الأقوال يجد أنها سلكت مسلك الحرفية والقياس والحجيمة المادية مما سَرَحَتْ به الأخْيلَة بسبب روايات ضعيفة من ناحية وأخرى تم حملها على الظاهر مع كونها من الاستعارات، ويُجمل لنا الامام البيهقي هذه التصورات كلها بقوله:
" وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير وأنه جسم مجسّم خلقه الله وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتعظيمه والطواف به...." (8)
وكما هو ظاهر جلي من أقوال الأصوليين القدامى فإنهم لم يتأملوا مفهوم العرش واقترانه بصفات الله تعالى أدنى تأمل، وإلا لما جمح بهم العقل إلى اعتباره شيئا ماديا له قوائم أربعة، ووصف الباري بالعلو والجلوس والاستقرار على سرير مخلوق سوف تحمله ثمانية ملائكة يوم القيامة!. اذ كان ضروريا جدا أن تسترعي هذه الآيات التي اقترن فيها العرش بصفات الله وأسمائه انتباههم لاستيعاب سرّ هذا الترابط والمصاحبة لإدراك معنى الاستواء في سياق الصفات الإلهية. والحق هذا الوصف الحرفي للعرش كما ذهبوا إليه مما يستحيل إطلاقه إلا على الأجسام الكثيفة وخواص المادة مما لها شكل ولون وحجم ووزن، أما أن يكون الرب تبارك وتعالى محصورا أو محمولا أو حتى مباينا عاليا فوق عرش مادي مخلوق تحته ماء، فهذا ينافي صفة القيومية أي القائم بذاته لا بغيره، وينافي صفة الغني أي المستغني الذي لا يحتاج.!.
وقد عجب الإمام الراغب صاحب قاموس "المفرادات" لهذا الإشكال التفسيري لماهية العرش الذي راج بين من سماهم "العامة" سالكا مذهب التفويض حيث قال:
"وعرشُ الله ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلا بالاسم، وليس كما تذهب إليه أوهام العامة. فإنه لو كان كذلك لكان حاملاً له تعالى لا محمولاً، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ}."(9)
وبعد هذا التمهيد والمدخل فأوّل ما نبدأ به الرد على هذه التصورات التراثية هو إيراد الآيات التي ورد فيها ذكر العرش مقترنا بصفات الله تعالى ثم مقارنة تفسيرية للآيات التي أًشكل تفسيرها لنرى مدلولها في ضوء تفسير الجماعة الإسلامية الأحمدية..
اقتران العرش بصفات الله بما يفيد المصاحبة والملازمة:
أما الدليل على اقتران العرش بصفات الله تعالى وعلاقته بها فله شواهد كثيرة وجلية من القرآن الكريم حيث قال تعالى:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }النمل26
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }المؤمنون116
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }المؤمنون86
{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ }البروج15
وحيث أنّ القرآن المجيد لا ينصّ البتة على دليل تخليق العرش أو أنه من مادة او أنّ له بداية، فإن هذه الآيات تؤكد أن العرش له معنى المصاحبة والملازمة للصفات الإلهية في قوله :"رب العرش العظيم"، "ذو العرش المجيد" ،" رب العرش الكريم" ، قالملاحظ أن الله تعالى استخدم كلمة "ذو" وكلمة "ربّ" للتدليل أنه صاحب هذه الصفات المقدّسة ومالكها في سياق تنزيه ذاته وتعظيم شأنه. حيث قال تعالى:
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ }غافر15
{سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الزخرف82
{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ }التكوير20
{قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً }الإسراء42
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22
ولغةً فإن (ذو، وذي) فهي كلمةٌ يُتَوَصَّلُ بها إلى الوصف بالأَجناس، ملازمة للإِضافة إلى الاسم الظاهر، ومعناها "صاحِب". يُقال فلان ذو مالٍ، وذو فضل. ( ) .
فالله تعالى "ذو المعارج" وهي صفة للباري صاحب العظمة والعلو والدرجات.
وهو تعالى "ذو الفضل" وهي صفة للباري صاحب النعم واهب العطاء.
وهو تعالى "ذو الطّول" :صفة للباري أي صاحب الغنى والسّعة والقدرة.
وهو تعالى "ذو الجلال والإكرام": صفة للباري ذو نعوت العظمة والإجلال والتكريم.
وهو تعالى "ذو القوة" صفة للباري صاحب القدرة الذي لا يعجزه شيء.
وهذه كلها صفات ونعوت وصف الله بها نفسه في القرآن المجيد وكذلك في كلمة "ربّ" أي صاحب هذه الصفات أو مالك الشيء فربُّ كل شيء: مالكُه؛ مستحقُّه أو صاحبه كما في "رب العزة ".
وبناء على ما سبق فإن الله سبحانه وتعالى هو " ذو العرش" "ورب العرش" أي مالك صفات التدبير والعزة والمقامات الأعلى التي تعكس التجليات وفيوض الربوبية والرحمانية والرحيمية والمالكية. وعند قراءة التعبير "أن الله فوق العرش" فإنه إشارة إلى علو صفاته بمعنى يدل على فوقية الله بصفات عزّه ومجده وارتفاع سلطانه المطلق بمظاهر صفات الربوبية والرحمانية والرحيمية والمالكية التي تُعدُّ أساس الصفات الإلهية التي تتفرّع عنها أخرى يوم القيامة..
أما قولهم أنّ العرش مخلوق أو أنه جسم مادي فظاهر البطلان لثبوت لزوم العرش صفات الله تعالى التي وصف بها ذاته، مما يؤكد أنه ليس شيئا من موجودات هذا الكون وهذا الذي أكدّه سيدنا المسيح الموعود u بكشفه لهذا السرّ العظيم فأوضحه غاية الإيضاح حين أبرز أن العرش إنما يمثّل عظمة الله الأعلى لكون العرش مبدأً قديما للتجليات الإلهية وارتباطها بالصفات التنزيهية مما يعكس ارتباطا عميقا بعظمة الله وصفاته السامية، يقول عليه السلام :
" والسر في ذلك أن العرش ليس شيئا من أشياء الدنيا، بل هو برزخ بين الدنيا والآخرة، ومبدأٌ قديم للتجليات الربانية والرحمانية والرحيمية والمالكية لإظهار التفضلات وتكميل الجزاء والدين. وهو داخلٌ في صفات الله تعالى، فإنه كان ذا العرش من قديم، ولم يكن معه شيء، فكُنْ من المتدبرين." (10).
والحق أن ما ذكره سيدنا المسيح الموعود u من أن الله تعالى ذو العرش أزلا وأبدا هو عين ما أكّده القرآن الكريم وما يجب الايمان به وفهمه؛ إذ لو جاز ما ذهب إليه الفكر التقليدي مما سبق ذكره في كتب التراث للزم وصف الله تعالى بالنقص لا بالكمال، وبما لا يليق به Y من وصف التبدّل والتغيّر والاحتياج إلى عرش يخلقه ليجعله مكانا لذاته تعالى!؟، وهو تعارض صارخ مع صفته "الأول" أي السابق لكل المخلوقات بما كان هو علة وجودها من العدم، وأنه كان ولا شيء قبله ،ولا شيء غيره ، ولا شي معه، كما ذكره النبي r ردا على سؤال وفد مِنْ بَنِي تَمِيمٍ الذين قَدِموا إليه ليتفقّهوا فِي الدِّينِ وَيسألوه عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ؟ فقَالَ لهم : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ) (11)
العرش اسم جامع لمعاني مقام تنزّه الله وتقدُّسِه:
قد أوضح سيدنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام كيف أن العرش هو اسم جامع لمعاني مقام تنزّه الله تعالى وتقدّسه ورفعته، أي من خلال صفاته التنزيهية التي استأثر بها، وأضاف حضرته فائدة أخرى في تعليل سبب ذكر الله تعالى للعرش لإثبات توحيده وتنزّهه عن صفات المخلوقات،. فيقول حضرته في هذا المعنى:
"كون الله مع الإنسان وكونه محيطا على الأشياء كلها يقع في عداد صفاته التشبيهية، وقد ذكر الله هذه الصفة في القرآن الكريم لكي يثبت أنه قريب من الإنسان. وأما كون الله وراءَ الوراء وكونَه الأرفعَ والأعلَى والأبعدَ وكونه على مقام التنزه والتقدّس الذي ينفي كونه مخلوقًا .. كل هذا يُدعى بالعرش. واسم هذه الصفة صفة "تنزيهية"، وقد ذكر الله هذه الصفة في القرآن الكريم لكي يثبت توحيده، ويثبت كونه واحدا لا شريك له، وكونه منزَّهًا عن صفات المخلوقات" (12)
العرش اسمٌ جامع للنظام المركزي التابع لصفات الله التنزيهية:
أما سيدنا الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد t، فيوضح ماهية العرش باعتباره اسما جامعا لنظام الصفات الإلهية التنزيهية ومنبع تجلياتها :
"فليس المراد من قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} أن العرش ماديّ أو أنه لا وجود له، أو أنه استعارة عن الحكم والتدبير فقط. كلا، بل العرش اسمٌ للنظام المركزي التابع لصفات الله التنزيهية التي تكون الصفات التشبيهية بمثابة حاملٍ لها أو كأعمدة لها بتعبير آخر.
وقد ذكر سبحانه وتعالى استواءه على العرش بعد الحديث عن رفع السماوات ليشير إلى أنه - عز وجل - حينما يخلق سماءً وأرضًا روحانيتين جديدتين تتجلى صفاته تجليا كاملاً، فلا يتجلى بصفة واحدة بل يسخّر كل صفة من صفاته التشبيهية التابعة لنظام الصفات التنزيهية المركزي، وكأنه تعالى يُنزل حينئذ بركاته الخاصة من مركز صفاته التنزيهية لكي تظهر جميع الصفات التشبيهية التابعة ظهورًا كاملاً، شأن الملك الذي يصدر أوامره الهامة جالسًا على عرشه. (13) .
إشكالات تفسيرية والتفسير الأحمدي:
المثال الأول:مسألة: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
يقول ابن تيمية رحمه الله في تعليقه على هذه الآيات في سياق "حملة العرش":
ثم إن قوله تعالى: "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ " وقوله "وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ" يوجب أن لله عرشا يُحملْ! ويوجب أن ذلك العرش ليس هو الـمُلْك! (14).
وطبعا لما كان ابن تيمية رحمه الله ميّالاً إلى الحرفية ومنكراً للمجاز في القرآن الكريم فإنه يرفض أي تأويل للعرش مبررا موقفه بالقول:
"أن الله تعالى قد اختص عرشه بمزايا وخصائص كثيرة؛ منها أن له حَمَلَةً يحملونه اليوم ويوم القيامة، وأن الله قد أخبر بوجوده قبل خلق السماوات والأرض، وأنّه تمدّح به نفسه بأنه "ذو العرش"، ووصف العرش بأنه "مجيد،وعظيم، وكريم"، وأنه "يهتزّ" وله "قوائم"و"ثقل" (15).
لقد فنّد سيدنا المصلح الموعود t هذا الرأي والفهم جملة وتفصيلا في تفسيره الكبير قائلا:
" لقد كتب سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود u بحثًا مستفيضًا لطيفًا حول العرش، وقال إنه في الحقيقة اسمٌ للصفات الإلهية التنزيهية (أي التي ينفرد بها الله Y وحده)، التي هي صفات أزلية أبدية لا تتبدل، وتنكشف من خلال الصفات الإلهية التشبيهية (أي التي لها شبهٌ وانعكاس في أخلاق الإنسان إلى حدٍ ما)، وهذه الأخيرة هي التي تسمّى حاملةً للعرش، بدليل قوله تعالى {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (الحاقة:18) .. أي سوف يحمل العرش الإلهي يوم القيامة ثمانية أركان. أي أن الصفات الإلهية التنزيهية سوف تتجلى عندئذ عن طريق صفات تشبيهيّة ثمانٍ كما تتجلى الآن في الدنيا بأربعٍ، وهذه الأربع هي: ربّ العالمين، الرحمن، الرحيم ومالك يوم الدين. (ينبوع المعرفة، الخزائن الروحانية ج 23ص98إلى 277)
وبما أن الصفات الإلهية تنكشف لنا بواسطة الملائكة فلذلك استخدم الضمير {هُم} بدلاً من {ها} فقال {فوقهم}. وكما أن الملوك يعبرون عن جلالتهم وعظمتهم بالجلوس على العرش، فكذلك تجلت عظمته الحقيقية في كونه صاحب العرش، أي باتصافه - عز وجل - بصفات تنزيهيّة لا يشاركه ولا يشابهه فيها الخلق أدنى مشاركة أو مشابهة أبدًا (16).
يتضح من خلال هذا البيان أن ليس المراد بحملة العرش الثمانية معنى مادي عن ملائكة تحمل عرشا ماديا لله تعالى بل هو وصف مجازي ..ثم يستمر حضرته في تفنيد تصوّر العرش المخلوق وما ارتبط بفكرته حملته:
"يظن البعض أن العرش شيء مخلوق ماديّ، وذلك لفَهمهم الخاطئ لآيات من القرآن الكريم، كقوله تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} (غافر:8)، ودليلهم أن العرش مادام محمولاً فلا بدَّ أن يكون شيئًا مخلوقًا ماديًا. والحق أن استدلالهم غير سليم، لأن "الحمل" لا يراد به دائمًا حمل الشيء المادي، بل يُستخدم أيضًا لبيان حقيقة الشيء، كقول الله - جل جلاله -: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا} (الأحزاب:73).
.... وهكذا فإن حمل العرش يعني هنا بيان حقيقة العرش. ذلك لأنه ليس بوسع الإنسان إدراك الصفات الإلهية التنزيهية، اللهم إلا بواسطة الصفات التشبيهية. وهكذا تصبح هذه الأخيرة حاملةً للأولى وتساعد على إدراكها... ..... وهناك آية أخرى يقدّمها البعض دليلاً على زعمهم أن العرش مخلوق مادي، وهي قوله تعالى:
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (المؤمنون:88). يقولون: رب العرش يعني خالقه، فالعرش إذًا مخلوق مادي. ولنعلم أن ربَّ الشيء لا يعني خالقه فحسب، بل يعني صاحبه أيضًا، كما يقولون: رب المال أي صاحبُه. فرب العرش يعني صاحبه.
فكلمة {وَرَبُّ الْعَرْشِ} تعني أنّ لله تعالى صفات تنزيهية كما أن له صفات تشبيهية، وقد أشار إلى التشبيهية منها بذكر خلق السماوات والأرض، كما أشار إلى التنزيهية منها باستوائه على العرش. (17).
2 - المثال الثاني:مسألة: "وكان عرشه على الماء"
يقول الامام البغوي في تفسيره للآية: "أي قبل أن خلق السماء والأرض وكان ذلك الماء على متن الريح" (18)
أما القرطبي فيورد في تفسيره :
"كان عرشه على الماء بين أن خلق العرش والماء قبل خلق الأرض والسماء . قال كعب : خلق الله ياقوتة خضراء فنظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد من مخافة الله تعالى ; فلذلك يرتعد الماء إلى الآن وإن كان ساكنا ، ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها، ثم وضع العرش على الماء"(19) .
فما هو المراد من (وكان عرشه على الماء)؟. فإذا كان الماء يحمل العرش ماديا فمن الذي يحمل الماء الذي يحمل العرش؟. الحق أن الله تعالى كون عرشه على الماء من المجاز، ومن نكاته اللطيفة أنّ سرّ هذا الوجود الذي قطع ستة أطوار زمنية انما ظهر وارتقى بالماء من خلال الكائنات الحية الدقيقة حيث قال تعالى { وجعلنا من الماء كل شيء حيّ}، وكأنّ معرفة الله تعالى وصفاته وفق قدره تعالى لن تتم إلا بالحياة فكان عرشه على الماء بداية لنشوء الحياة والشعور في الكائنات الحية ..
يفنّد سيدنا المصلح الموعود t في ضوء العقل والنقل ما يعتبره أنصار التفسير التقليدي دليلا في تخليق العرش وما دونه :
" والآية الثالثة التي يستدلون بها على كون العرش مخلوقًا ماديًا، قولُه تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (هود:8) يقولون: بما أن العرش على الماء المادي فلا بد أن يكون عرشًا ماديًا مخلوقًا. والحق أن الماء هنا ليس ماديًا، إذ لم يكن له وجود قبل خلق السماوات والأرض، وإنما كان جزءًا منها وقد خُلق بعدها. ولو أنهم قالوا بأن العرش وُضع بشكل مادي على الماء المادي بعد خلق السماوات والأرض، فهذا أيضًا لن يستقيم، لأننا لا نرى أي عرش موضوع على الماء بل لا نجد آثارًا أو علامات لذلك. إن الله - سبحانه وتعالى - حكيم وقول الحكيم لا يخلو من حكمة. فأي جدوى وحكمة من ذكر شيء لا يَمُتّ إلينا بصلة، ولا علاقة لنا به. فمثل هذا العرش المزعوم لا يكشف لنا العظمة الإلهية لأن الله - سبحانه وتعالى - جعلنا في معزل عن إدراك حقيقته. فلا الماء هنا مادي إذًا ولا العرش مادي. ..... إذ إنه لمما يتعارض مع العقل تماما أن الله تعالى بعد أن خلق السماوات والأرض احتاج إلى عرش مادي! كلا، بل إن الإله الذي قدر منذ الأزل على أن يحكم الكون دون أي عرش مادي كان بإمكانه أن يحكمه أيضا في المستقبل دون أي احتياج للعرش المادي.
ولو أنهم قالوا بأنه تعالى يتبوأ هذا العرش المادي إظهارًا لجلاله وجبروته وعظمته لقلنا: إنما يتم هذا الغرض إذا كان هناك شيء يستطيع الإنسان رؤيته، وما دام العرش المزعوم غير مرئي، ولا يُرى له أثر ولا معالم، فكيف يتحقق الهدف المنشود إذًا؟
ومما يدل على أن العرش هنا يعني الصفات الإلهية التنزيهية قولُ الله تعالى {لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (المؤمنون: 117) إذ يتبين من الآية أن للعرش الكريم علاقة خاصة بما يُثبت توحيد البارئ تعالى. وبديهيّ أن الدليل الحقيقي الحيوي على توحيد البارئ إنما يتمثل في صفاته التنزيهية، ذلك أن صفات الله التشبيهيّه يشاركه ويشابهه فيها أيضا المخلوقُ ولو إلى حدٍ ما، ولذلك نجد ذوي العقول السّاذجة يعانون معاناةً شديدةً في فهم قضية توحيده سبحانه وتعالى ." (20)
المثال الثالث: مسألة: الرحمن على العرش استوى
قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله:
"إن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له: نقول: إن الله عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار" (21).
أما أبو بكر الرازي فيقول في تفسير الآية:
"دلّ الدليل على أنه يمتنع أن يكون الإله في المكان، فعرفنا أنه ليس مراد الله تعالى من هذه الآية ما أشعر به ظاهرها إلا أنّ في مجازات هذه اللفظة كثرة، فصرف اللفظ إلى البعض دون البعض لا يكون إلا بالترجيحات اللغوية الظنية والقول بالظن في ذات الله تعالى وصفاته غير جائز بإجماع المسلمين، وهذه حجة قاطعة في المسألة، والقلب الخالي عن التعصب يميل إليه، والفطرة الأصلية تشهد بصحته. وبالله التوفيق"(22)
فمن خلال هذه الرؤى التفسيرية يتضح لنا ذلك الخلاف الكلامي بين العلماء المتقدمين في فهم مسألتي الاستواء بين مؤوّل لمعنى "الاستيلاء والغلبة" كما هو مذهب الأشاعرة والمعتزلة، وبين المدرسة الحرفية التي حملت معناه على "الصعود والاستقرار"..
الحقيقة أنّ مسألتي العرش والاستواء من المفاهيم العميقة التي اكتنفها سرٌّ عظيم حارت فيها الأفهام ولم يصل إلى حقيقتها وسَبر غورها ومعناها إلا سيدنا الامام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام الخادم الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم، بما كشفه الله له من غوامض علوم الغيب وعلم الصفات الالهية .
يقول سيدنا المسيح الموعود u في بيان علة تسمية "العرش" ومعنى الاستواء في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" والعلاقة بين قلب المؤمن الكامل وصفات الله تعالى :
"وحقيقة العرش واستواء الله عليه سِرٌّ عظيم من أسرار الله تعالى وحكمةٌ بالغة ومعنى روحاني، وسُمِّيَ عرشًا لتفهيم عقول هذا العالم ولتقريب الأمر إلى استعداداتهم، وهو واسطة في وصول الفيض الإلهي والتجلي الرحماني من حضرة الحق إلى الملائكة، ومن الملائكة إلى الرسل. ولا يقدَح في وحدته تعالى تكثُّرُ قوابلِ الفيض، بل التكثر ههنا يوجب البركات لبني آدم، ويعِينهم على القوة الروحانية، وينصرهم في المجاهدات والرياضات الموجبة لظهور المناسبات التي بينهم وبين ما يصلون إليه من النفوس كنفس العرش والعقول المجردة، إلى أن يصلوا إلى المبدأ الأول وعلّة العلل. ثم إذا أعان السالكَ الجذباتُ الإلهية والنسيمُ الرحمانية، فيقطع كثيرا من حجبه، وينجيه من بُعد المقصد وكثرة عقباته وآفاته، وينوِّره بالنور الإلهي ويُدخله في الواصلين. فيكمل له الوصول والشهود مع رؤيته عجائباتِ المنازل والمقامات. ولا شعورَ لأهل العقل بهذه المعارف والنكات، ولا مَدخَل للعقل فيه، والاطلاعُ بأمثال هذه المعاني إنما هو من مشكاة النبوة والولاية، وما شمّ العقل رائحته، وما كان لعاقل أن يضع القدم في هذا الموضع إلا بجذبة من جذبات رب العالمين.
وإذا انفكّت الأرواح الطيبة الكاملة من الأبدان، ويتطهرون على وجه الكمال من الأوساخ والأدران، يُعرَضون على الله تحت العرش بواسطة الملائكة، فيأخذون بطور جديد حظًّا من ربوبيته يغاير ربوبيةً سابقة، وحظًّا من رحمانية مغايرَ رحمانيةٍ أولى، وحظًّا من رحيمية ومالكية مغايرَ ما كان في الدنيا. فهنالك تكون ثماني صفات تحملها ثمانية من ملائكة الله بإذن أحسن الخالقين. فإن لكل صفة مَلَك مُوَكَّلٌ قد خُلق لتوزيع تلك الصفة على وجه التدبير ووضعها في محلها، وإليه إشارة في قوله تعالى: " فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا "، فتدبَّرْ ولا تكُنْ من الغافلين." (23) .
لقد اتضح لنا من خلال هذا العرض أن استواء الله تعالى على العرش معنى روحاني صرفٌ، أنه تعالى في مقام القداسة والنّزاهة اللائقة به وبصفاته، فكلمة (استوى) موصولة بـ (على) وتعني الاستقرار في مكانة لائقة بالمستوى، ونظير هذا المعنى اللفظي المقارب، قوله تعالى عن سفينة نوح : {واستوت على الجودي}، أي استقرت بعد غمر الطوفان في وضع مناسب يليق بها على جبل الجودي .. ولما كان الله تعالى لطيفا منزها عن الجسمية والحركة والصعود والنزول والجلوس، كان حريا حمل معنى الاستواء على معان معنوية مرتبطة بصفاته كما وصف بها نفسه.
لم يكتف سيدنا المسيح الموعود uببيان الحقيقة العرشية في جانب الاعتقاد والصفات الإلهية في سياق تجديد العقيدة، بل بين لنا أيضا كيف تتجلى صفات الله تعالى العرشية على الإنسان لأن الاعتقاد بهذه الصفات غير كاف ما لم يكن مرتبطا بأثرها الروحاني والوجداني في علاقة المؤمن بالله تعالى، ولأنّه مجرد العلم بصفات الله تعالى وأسمائه ليس كعين التحقق والتصبّغ بصبغتها، ويشرح حضرته كيفية تحصيل أثر هذه الصفات بالقول:
{صفات الله مؤثّرة بقدر إيمان العبد بها، وإذا توجّه العارف إلى صفة من صفات الله تعالى وأبصرهُ ببصر روحه، وآمن ثم آمن ثم آمن حتى فني في إيمانه، فتدخل روحانية هذه الصفة في قلبه، وتأخذه منه فيرى السالك باله فارغاً من غير الرحمن، وقلبه مطمئناً بالإيمان، وعيشه حلواً بذكر المنّان، ويكون من المستبشرين. فتتجلّى تلك الصفة له وتستوي عليه حتى يكون قلبُ هذا العبد عرشَ هذه الصفة، وينصبغ القلب بصبغها بعد ذهاب الصبغ النفسانية، بعد كونه من الفانين} (24)
وأخير فإنه لمن عظيم منن الله تعالى وعظيم ألطافه أن جلّى في هذا العصر هذه المعاني اللطيفة والعظيمة عن الحقيقة العرشية ومسألة الاستواء من خلال سيدنا الامام المهدي والمسيح الموعود ميرزا علام أحمد القادياني عليه الصلاة والسلام، الذي أخرجنا من ظلمات الجهل إلى نور العرفان بالله تعالى فكشف اللثام عن هذا السر الغيبي المكتوم الذي لم تتكشف معانيه إلا بعد أمدٍ من الآراء والاجتهادات والأخيلة التي عرضنا بعضا منها في تصورات التراث الإسلامي ورجاله اختصارا، وما كان لنا أن نحظى بهذه المعرفة الأصولية الحقة لسلامة الاعتقاد وتوحيد الباري سبحانه وتنزيهه وتقديسه والتحقق بصفات الله العرشية في ترقياتنا الروحانية لولا إيماننا بهذا المبعوث السماوي في الإسلام، الذي أبلى بلاء حسنا في تجديد الدين عقيدة وشريعة في قلوب المسلمين، وربطهم بربهم تعالى ومعرفته ودفع شبه التشبيه والتجسيم عن اله الإسلام، وللدلالة على صفاته الكاملة التي هي وسط بين تنزيه وتشبيه .قال تعالى: "فاسأل به خبيرا" وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم: جمال أغزول
باحث في الفكر الإسلامي والأديان المقارن
2025/10/1
المصادر:
(1) مقاييس اللغة ج4 ص 264
(2) تفسير الطبري، سورة غافر
(3) تفسير ابن كثير ج4 عند تفسيره سورة المعارج
(4) البداية والنهاية لابن كثير
(5) فتح الباري ج13 ص 405
(6) (الفتاوى) لابن تيمية ج5، كتاب الأسماء والصفات.
(7) كتاب العلو، للإمام الذهبي.
(8) كتاب الأسماء والصفات، باب ما جاء في العرش والكرسي.
(9) كتاب المفردات ، للإمام الراغب
(10) كرامات الصادقين
(11) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق
(12) ينبوع المعرفة
(13) التفسير الكبير ج3 تفسير سورة الرعد
(14) الرد على الجهمية، ابن تيمية
(15) الرسالة العرشية لابن تيمية
(16) التفسير الكبير، للمصلح الموعود ج3
(17) المرجع السابق
(18) تفسير البغوي
(19) تفسير القرطبي
(20) التفسير الكبير، للمصلح الموعود ج3
(21) الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن الأشعري
(22) مفاتيح الغيب، للرازي
(23) كرامات الصادقين، للمسيح الموعود عليه السلام
(24) المرجع السابق
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.