loader
 

هل سيدنا عيسى حي لايموت ؟؟

 بسم الله الرحمن الرحيم
يستهل المشايخ الاحتجاج بأن الوفاة المذكورة في شأن سيدنا عيسى خاصة لا تعني الموت.
ويكثرون لسيدنا عيسى من الخصوصيات، وأنواع المدائح المفرطة التي هي باب الشرك المتسلل من حدود التوحيد.
........
وفي شأن خصوصية الوفاة يعبثون بدين الله عبثا لغويا:
يضربون مثلا على أن الموت هنا يعني أخذه كله من باب توفى، كما يقبض الدائن ماله كله وافيا من المدين.
من ناحية الصياغة اللغوية فتوفى الدائن ماله أصله وفّى المدين فتوفى الدائن المال. والتوفي هو استجابة لفعل وفى.
كلمة توفى التي يقصدونها هذه ليست توفى التي في الآية. توفى في فهمهم هو فعل تم من طرف سبقه فعل من طرف آخر. ومصدره التفعيل ( توفى توفية = تفعل تفعيلا)..
فعل توفى في مثالهم مصدره (توفية) = وفيته فـــــــــتوفى توفية ( مصدر من باب التفعيل) = مثل رقّيته فترقى ترقِية وعلمته فتعلم تعليما ( ففعل توفى هنا من باب المطاوعة كعلمته فتعلم ومزقته فتمزق وقطعته فتقطع وصبرته فتصبر) ..
فعل توفى عندهم هو فعل اشترك فيه معط وآخذ.( وفّى فتوفّى). والمصدر الخاص بتوفى هنا هو التوفية ووزنها التفعيل.
......
لكن توفى في الآية ليس للمطاوعة، بل هو فعل مستقل يتم دون اشتراك طرف آخر ومصدره من باب التفعُّل.
وهو الخاص بالموت، والموت هو قبض الروح وترك الجسم للأرض لامحالة. راجع قاموس: تاج العروس.
لقد كشفهم المسيح الموعود وحل لغزهم هذا في كتابه : حمامة البشرى منذ عام 1893م.. ومن أين له هذا العمق لسر الفعل صرفيا ؟ تحتاج هذه كتابا من ألف صفحة.
.......
ثم هم يعبثون عبثا عقائديا:
لو كان المعنى هكذا فليس هناك أي أساس لملك الموت لقبض روح سيدنا عيسى قط، ويكون عيسى عليه السلام حيا باقيا لا يموت، ولا يرد عليه الموت قط وهي صفة إلهية الطابع. وهكذا يكون قد قضي على التوحيد دون أن ندري، وترقص محاكم التفتيش طربا، ويتحزم زكريا بطرس ويتمايل.
ما الذي يخول لملك الموت تنفيذ فعل الموت لسيدنا عيسى عليه السلام؟ لقد تم شطب فصل روحه عن جسمه بموجب دستور وفاته الخاص. وكلما جاء ملك الموت لقبض الروح (حتى ولو بعد نزول عيسى بجسمه كما هو التصور) قال له عيسى عليه السلام: أنا حالة خاصة لا ينفصل روحي عن جسمي فاذهب وسأصعد للسماء خلفك حيا كما أنا.
وهذا هو التأليه الخفي لسيدنا عيسى
.....
لنذهب لكلام الله تعالى عن التناقض:
في آية المائدة. عندما سأل الله الرسل: (قالوا لا علم لنا...إنك أنت علام الغيوب) وبعدها فورا: (إذ قال الله ياعيسى ابن مريم ... ).. ومعنى هذا أن أهم رسول قال لا علم لي هو ابن مريم عليه سلام الله.
والعجيب أن كلمة (إنك أنت علام الغيوب) جاءت مرتين كقوسين يحصران كلمة (إذ قال الله ياعيسى). التي ذكرت مرتين.
فقبل آية (إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر ...) جاءت كلمة: علام الغيوب.
وآخر آية (إذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت...) جاءت كلمة علام الغيوب.
فهو حصار للتفهيم ، فافهموا يامشايخ الإسلام.
سيدنا عيسى لا يعلم بشرك الإطراء في قومه وأنهم عبدوه هو سوى يوم البعث ..
الحي في السماء 2000 سنة لابد يعلم كل هابة ودابة من قومه.
التفسير النبوي:
استدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس قول عيسى ابن مريم ( فلما توفيتني) ليشير إلى ضلال تابع له بعد وفاته هو أي موته، وهذا هو تفسير رسول الله لقوله تعالى ( فلما توفيتني). صلى الله عليه وسلم .
من حسن حظ المشايخ لهدايتهم: أن سيدنا البخاري رحمه الله عمل شيئا حسنا:
1 - أنه ادخر تفسير متوفيك في آل عمران ليذكرها في المائدة / لماذا ؟ لأنه تساعد على الهضم في المائدة. وهو تفسير ابن عباس رضي الله عنه وعن والده: ( متوفيك مميتك ) .
2 أنه ادخر الحديث التالي لتفسير المائدة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يُجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: يا رب أصيحابي، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: كما قال العبد الصالح –أي عيسى عليه السلام – وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم. فيقال : إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ) رواه البخاري في صحيحه. كتاب التفسير.
فكروا في ( كما قال العبد الصالح )..
كلمة (كما ) هي للمماثلة :
الموقفان يتماثلان في انحراف أتباع.
وفي عدم علم النبي بما تم هنالك.
وفي الشهادة منه على جيله.
وفي الوفاة موتا وترك الرقابة لله .
.......
هكذا حوصر المشايخ ولات حين مناص.
ويكون معنى آية آل عمران: ( إني متوفيك ورافعك إلي) = إني مميتك ثم رافع ذكرك.
لماذا ليس رافع جسمك؟؟ لأنه بعد الموت يلقى الجسم هنا على الأرض، ويكون خطاب عيسى بالكاف موجها من الله نحو الهوية والشخصية، والشخصية بعد الوفاة صارت الروح لا هذا البدن ، فالرفع سينصب إليها ..
الخطاب يكون من الله لسويداء الشخص ولذات ذات الشخص ولمصير أم أصل الشخص .. والمشايخ عن كل ذلك هم لاهون أو هم قوم مرعوبون.
....
يقول البعض قالوا لا علم لنا وهم يعلمون لكن كانوا مذهولين ..
عجبا لتعليلهم : يوم القيامة طوله 50000 سنة، فهل السؤال (ماذا أجبتم ؟) يتم فور بعثهم بثانية أو دقيقة؟؟
سبحانك يارب عما يقول المشايخ، بل الرسل يقومون ويشاهدون ويستظلون بظل الرحمان ويرون العظمة والجمال وتأتي لحظة جمعهم على مهلهم، ويسألهم الله بالراحة خالص: ما ذا أجبتم؟؟؟
ولكن المشايخ يخلعون حالهم المتدهول على الرسل فيظنونهم مثلهم سكارى من البعث مذهولين .
http://new.islamahmadiyya.net/inner.asp?recordId=1783


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة