loader
 

فتوى من دار الإفتاء في الجماعة عن مصافحة النساء

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود

حكم مصافحة النساء
فتوى من دار الإفتاء في الجماعة عن مصافحة النساء

وصل استفتاؤكم إلينا بشأن مصافحة الأجنبيات، فالجواب أن الإسلام لا يمنع من مجرد ارتكاب السيئة فقط، بل يمنع مما يدفع إلى السيئة، فلا يكتفي بالمنع من النظرة إلى المرأة بشهوة، بل يقول: لا تنظروا إليها قط، لا بنظرة سيئة ولا غيرها، لأنكم إذا نظرتم إلى النساء هكذا فسوف تثور فيكم الأفكار الشهوانية شيئا فشيئا..
يقول الله تعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (31) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (النور 31-32).
ويقول المسيح الموعود عليه السلام في تفسير هذه الآيات:
"على المؤمنين أن يكُفّوا عيونهم عن رؤية المحارم، ولا يحدقوا بالنساء اللواتي ربما كن مثارا للشهوة، وأن يتعودوا في هذه المواقف على غضّ البصر، أي النظر بطرف فاتر، ويستروا عوراتِهم قدر الإمكان. وكذلك يجب أن يصونوا آذانهم، فلا يسمعوا أغاني الأجنبيات وألحانهن، ولا يصغوا إلى أحاديث جمالهن، فإن ذلك أفضل طريقة لطهارة العيون ونـزاهة القلوب." (فلسفة تعاليم الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 10 ص341)
ويقول المسيح الموعود عليه السلام:
"لا يقول لكم القرآن كالإنجيل أن لا تنظروا إلى النساء غير المحارم نظَرة سوء وبشهوة، بينما يحلّ لكم النظر إليهن بدون ذلك، بل يقول لا تنظروا إليهنّ أبدًا لا بنظرٍ سيئٍ ولا بنظرٍ حسنٍ؛ لأن كل ذلك موطنُ عثارٍ لكم.. بل حريٌّ بك أن يظلّ طرفك غضيضًا فاترًا تجاه المرأة غير المحرمة بحيث لا تعرف من صورتها إلا بقدر ما يراه المصاب في عينه بداء الرمد حديثًا من رؤية ضبابية." (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص 28-29)
ويقول المسيح الموعود عليه السلام:
"إن تعليم الإنجيل القائل بعدم النظر إلى المرأة بنظرة سيئة؛ يُستدَلُّ منه أنه يمكن النظر إليها بنظرة طيبة. لا شك أن هذا التعليم يهيئ لصاحب النية السيئة فرصةَ خيانة النظر، ويوقع الصالح في الابتلاء، لأن هذه الفتوى تهيئ فرصة لخائنة الأعين، كما تُهيِّئ قلبَ التقي والورع للاقتراب من مصدر الشر. والسبب في ذلك أن الإنسان البسيط قد يحبُّ امرأة بالنظر إلى حسنها وجمالها، ثم تنشأ وتدور في قلبه أفكار سيئة. إذن، فإن مَثَل هذا التعليم كمثل بناية تُبنى جانبَ البحر، ويمتد إليها البحر بأمواجه واضطرابه الشديد، فإن لم تتهدم نهارا فلسوف تنهار ليلا حتما. وكذلك إن لم يقع مسيحيٌّ في السيئة نتيجة هذا التعليم بسبب عقله وحيائه ونور الإنسانية الذي هو بمنـزلة النهار، فإنه لن ينجو من النتائج الوخيمة لخيانة الأعين في فترة الشباب وهجوم أهواء النفس، وخاصة حين يسودُّ ليله بتراكم ظلمات أهواء النفس عليه إثْرَ شربه الخمر. أما التعليم الذي أعطاه القرآن الكريم مقابل ذلك فإنه يبلغ من السمو والرفعة بحيث يجعل القلب يُفتى تلقائيًا بأنه كلام الله حقا. ويقول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ. أي قل لهم ألا ينظروا لغير المحارم، ولا إلى مواضع الشهوة، ولا يحدِّقوا إلى الوجوه، وألا يقع نظرهم على الوجوه دون وازع ورادع. وألا يطلقوا العنان لبصرهم - لا بشهوة ولا بغير شهوة- لأن ذلك مآله العثار في نهاية المطاف. أي لا يمكن صون الطهارة كاملاً عند إطلاق العنان للبصر، بل يتعرض الإنسان للابتلاء أخيرا. وما لم تتطهر العين لا يمكن أن يتطهر القلب ولا يُنال المقام الأزكى الذي يجب على كل طالب حق أن يصبو إليه. والآية المذكورة تعلِّم المؤمنين وجوب حفظ فروج الجسم كلها التي يمكن أن تتطرق إليه السيئة من خلالها. إن كلمة الفروج المستخدمة في الآية الكريمة تضم كُلاًّ من الأعضاء الجنسية والأذنَ والأنفَ والوجه.
لاحِظوا الآن، ما أعظمَ وما أسمى هذا التعليمَ! فهو لم يُشدّد على أي جانب إفراطًا أو تفريطا بغير وجه حق، بل رُوعي فيه اعتدالٌ حكيم. والقارئ لهذه الآية سيعرف فورا أن الهدف من الأمر بعدم إلقاء النظرة دون وازع ورادع في الآية هو ألا يقع الناس في الابتلاء في وقت من الأوقات، وألا يتعرض أحد الطرفين - الرجل والمرأة - للعثار. أما في الإنجيل فقد أُعطي تعليم الحرية المطلقة، وجُعل مداره على نية الإنسان الخفية فقط، والعيب والنقص في هذا التعليم ليس بالأمر الذي يحتاج إلى أي توضيح." (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية 15 ص 163-165)
فالمهم هو الزنا الذي ينهى عنه الإسلام، ولكنه لا ينهى عن الزنا فقط، بل ينهى عن الأمور التي تؤدي إلى الوقوع في هذا الإثم. فلا يقول: لا تزنوا، بل يقول الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (الإسراء 33).. حيث يقول المسيح الموعود عليه السلام في شرح هذه الآية: "أي ابتعدوا عن كل ما يدفعكم حتى إلى التفكير في هذه الفاحشة، ولا تسلكوا طرقًا فيها خطرُ الوقوع في هذه المعصية، فإن الذين يرتكبون الزنى يبلّغون السيئةَ ذروتَها. إن سبيل الزنى سيئ جدا إذ يحول دون غايتكم ويُشَكّل خطرا شديدا على هدفكم الأخير." (فلسفة تعاليم الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 10 ص342)
فالإسلام يأمر باجتناب مقدمات الزنا ودوافعه. ورؤية الأجنبيات ومصافحتهن ومقابلتهن على انفراد هي مما قد يدفع بالإنسان إلى هذه المعصية. والنبي صلى الله عليه وسلم قد شرح لنا أهمية اتخاذ التدابير الاحتياطية قائلا: الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ. (البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه)
فالإسلام ينهى أتباعه عن الأمور التي تؤدي إلى المفاسد ويوصيهم باجتناب مقدمات الزنا ودوافعها.
في تفسير قول الله تعالى الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ (المائدة:6)، قال المسيح الموعود عليه السلام شارحًا صفة الإحصان: المراد من الإحصان ذلك العفاف الذي يختص بالشهوة الجنسية بين الذكر والأنثى. فالمحصن أو المحصنة هو من يجتنب الفجورَ أو حتى مقدماته، وهكذا يمنع نفسه عن الفحشاء التي لا تُكسبه سوى الذلة واللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة، بالإضافة إلى الخسارة العظيمة لأقربائه، علاوة على الفضيحة العائلية. فلا يخفى أن من ارتكب الزنى مع امرأةِ رجل آخر، أو على الأقل بدتْ من الاثنين مقدماتُ الزنى ومبادئه، فإن زوجها المظلوم الغيور سيضطر إلى تطليقها، لأنها فعلتْ الفاحشة أو رضيتْ بها. ثم لو وضعتْ مولودا منه لحدثتْ فتنة كبيرة. فبسبب هذا اللئيم يتكبد رب البيت هذه الخسارة كلها..............
وبما أن هذا الفعل القبيح ومقدماته يمكن أن تصدر من المرأة كما يمكن صدوره من الرجل، لذلك أرشد الله كلا الجنسين في كتابه الشريف بقوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إن اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِن ... وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (النور: 31-32)....... ثم يقول الله : وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا (الإسراء: 33)..... إن الله تعالى لم يشَرع في هذه الآيات تعليمًا ساميا يُكسب الإنسان خُلُقَ الإحصان أي العفاف فحسب، بل وصف خمسة علاجات أيضا لذلك، وهي: غضّ البصر؛ أي صرْفُه عما لا يحل له رؤيته؛ وحفظُ السمع عن صوت غير المحارم، وعدمُ الإنصات إلى أوصاف جمالهن؛ ومنعُ النفس عن كل ما يؤدي إلى هذا الإثم؛ والصومُ وما شابهه في حالة العزوبة.
وهنا نعلنها مدوّيةً أن الإسلام وحده يمتاز بهذا التعليم الأسمى الشامل لكافة التدابير اللازمة، والمذكور في القرآن المجيد.
ثَمّة حكمةٌ جديرة بالذكر، وهي أن الحالة الطبْعية التي هي منبع الشهوات، والتي لا يتحرر منها الإنسان إلا بعد تحول كامل، إنما تتمثل في أن نـزعاته الشهوانية لا تلبث أن تضطرم عندما تُصادف مواقعَ الإثارة، أو بألفاظ أخرى إنها تصبح في خطر شديد عندئذ، لذلك لم يُبِح الله لنا أن ننظر إلى المحارم بلا حرج، ونتطلع إلى زينتهن، ونشاهد رقصهن وما إلى ذلك حتى بالنظر الطاهر؛ وكذلك لم يَسمح لنا أن نسمع من الأجنبيات الشابات الغناء والموسيقى، أو نستمع لقصص حسنهن وجمالهن ولو بنية صالحة. كلا، بل وصّانا ألا ننظر إلى غير المحارم وإلى أماكن زينتهن أبدا، لا بالنظر الطاهر ولا بالنظر الخبيث؛ وألا نسمع كذلك أصواتَهن ذات الألحان والغناء، وألا نصغي إلى قصص جمالهن، لا بالنية الصالحة ولا بغيرها، بل علينا أن ننفر من كل ذلك كما ننفر من الجيفة.. لكيلا نعثر، إذ لا بد وأن نتعرض يوما للعثار بسبب هذه النظرات الطليقة. فبما أن الله سبحانه وتعالى يريد أن تبقى أبصارنا وقلوبنا وخواطرنا جميعها مصونةً، فأرشدنا لهذه المبادئ السامية. فأي شك في أن التحرر المطلق يؤدي إلى العثار والسقوط؟ أوَليس من الخطأ الفاحش أن نضع أمام الكلب الجائع أرغفة ناعمة.. ثم ننتظر منه أن لا يمر بباله أي خاطر عن الرغيف؟ لذلك فقد أراد الله تعالى ألا تتاح للقوى النفسانية فرصةُ نشاط خفي أيضا، وأنْ لا يتعرض الإنسان لموقف يهيج خواطرَ السوء فيه. هذه هي الحكمة من الحجاب الإسلامي. وهذه هي الهداية الشرعية فقط. (فلسفة تعاليم الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 10 ص340-344)
فالإسلام لا ينهى عن الأفعال المحرمة، بل ينهى عن الاقتراب منها والوقوع في مقدماتها؛ فمقابلة الرجالِ الأجنبياتِ على انفراد ورؤيتُهم لهنّ ومصافحتُهنّ قد توقعهم في هذه المعصية. ولأن تأثير مصافحة الأجنبيات أشدّ وأخطر من مجرد رؤيتهن، فنهى الإسلام عن مصافحتهن أيضا.
ونبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو الأسوة الكاملة لنا لم يكن يصافح النساء الأجنبيات. لقد أُمر النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بأخذ البيعة منهن، وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي عاشت مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت شاهدة على أفعاله: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النِّسَاءَ بِالْكَلَامِ بِهَذِهِ الْآيَةِ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا. قَالَتْ: وَمَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ إِلَّا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا. (البخاري، كتاب الأحكام، باب بيعة النساء).
وذات مرة أرادت امرأة أن تبايع النبي صلى الله عليه وسلم آخذةً يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لا أصافح النساء. (النساء، كتاب البيعة، باب بيعة النساء)
فسواء في البيعة أو في أي مناسبة أخرى، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ليس من سنتي مصافحة الأجنبيات.
وبحسب قوله تعالى وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (الأحزاب 7)، فإن كل نبي يكون أبا روحانيا لأمته، وأبناءُ أمّته أولادُه، ومع ذلك ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح النساء.
لقد قال الله تعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ (الأحزاب 22). وقال أيضا: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (آل عمران 32). ولو لم نتأسَّ بأسوة النبي صلى الله عليه وسلم فسوف نُحرم من حب الله تعالى. وقال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (الحجرات 2).. أي لا تقدموا أنفسكم ولا آراءكم ولا أعمالكم على ما يقول الله تعالى وما يقوله رسوله ويفعله. إذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمل خاص خلاف ما أمر به أمته فالأمة ملزمة بالعمل بما أمرها به، وعملُه الخاص الذي خلاف هذا يصبح من خصائصه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمح في أي آية أو حديث بمصافحة الأجنبيات، لذا فلا بد من التسليم أنه لا بد للمسلمين من اتباع أسوة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر أيضا. أما إذا بدأ أفراد أمته يصافحون الأجنبيات فسوف يخالفون أسوته بدلاً من أن يتأسّوا بها، ويعملون خلاف قوله تعالى لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
يقول المسيح الموعود عليه السلام:
"انظروا إلى تقوى سيدنا أفضل الأنبياء وخير الأصفياء محمد  الذي لم يكن يصافح حتى النساء العفيفات والصالحات اللواتي أتين ليبايعنه . كان يُجلِسهن على بعد منه ويعِظهن ويحثّهن على التوبة. ومَن مِن العقلاء الصالحين يعتبر مَن لا يمتنع من لمس الشابات طاهرَ الباطن؟" (نور القرآن، الخزائن 9، ص449)
وكما أنّ تبادُل النظرات بين الرجال والنساء الأجنبيات يولّد الأفكار السيئة في نفوسهم ونفوسهن، كذلك فإن لمس بعضهم لبعض ومصافحتهم أيضا يولد هذه الأفكار، ولذلك لا بد من تجنب هذه المصافحة تفاديًا لهذه الأفكار الفاسدة.
يقول سيدنا المصلح الموعود: "يتضح من دراسة علم النفس أن الإنسان مزود بشتّى القوى؛ بعضها مؤثرة وبعضها متأثرة، ومن الأمور المعروفة أنّ أفكار الإنسان ومشاعره ورغباته السيئة أو الحسنة تؤثر وتنتقل إلى الإنسان الآخر، وحيث إن الإسلام دين كامل وأغلق أبواب مقدمات السيئة ودوافعها فإنه قد نهى عن ارتكاب مقدمات الكبائر نفسها. ولما كان في اختلاط الرجال والنساء ومصافحة بعضهم لبعض خطرُ وقوعهما في المفاسد والسيئات، فقد نهى عن الاختلاط والمصافحة أصلا. وحيث إنّ رؤية بعضهما لبعض أيضا تؤدي إلى بعض العيوب والأخطار فإنه قيّد حرية الأعين أيضا، وأمر الرجال والنساء معًا بغضّ البصر وعدم لمس بعضهم بعضا. ولكن النهي عن استخدام اللسان يعيق كثيرا من حاجات الحياة، لذلك فلم يفرض أي قيد على حديث بعضهم لبعض." (جريدة الفضل، 10/11/1924، ص4)
لقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم أنواع الزنا لأمته فقال: فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ. (مسلم، كتاب القدر، باب قدر ابن آدم حظه من الزنا)
وقال النووي في شرح هذا الحديث: " أَنَّ ابْن آدَم قُدِّرَ عَلَيْهِ نَصِيب مِن الزِّنَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُون زِنَاهُ حَقِيقِيًّا بِإِدْخَالِ الْفَرْج فِي الْفَرْج الْحَرَام، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُون زِنَاهُ مَجَازًا بِالنَّظَرِ الْحَرَام أَوْ الِاسْتِمَاع إِلَى الزِّنَا وَمَا يَتَعَلَّق بِتَحْصِيلِهِ، أَوْ بِالْمَسِّ بِالْيَدِ بِأَنْ يَمَسّ أَجْنَبِيَّةً بِيَدِهِ، أَوْ يُقَبِّلهَا، أَوْ بِالْمَشْيِ بِالرِّجْلِ إِلَى الزِّنَا، أَو النَّظَر، أَو اللَّمْس، أَو الْحَدِيث الْحَرَام مَعَ أَجْنَبِيَّة، وَنَحْو ذَلِكَ، أَوْ بِالْفِكْرِ بِالْقَلْبِ. فَكُلّ هَذِهِ أَنْوَاع مِنْ الزِّنَا الْمَجَازِيّ، وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ كُلّه أَوْ يُكَذِّبهُ. مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ يُحَقِّق الزِّنَا بِالْفَرْجِ، وَقَدْ لَا يُحَقِّقهُ بِأَلَّا يُولِج الْفَرْج فِي الْفَرْج، وَإِنْ قَارَبَ ذَلِكَ. وَاَللَّه أَعْلَم" (شرح النووي على صحيح مسلم)
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ". (المعجم الكبير للطبراني، باب الميم، حديث أبو العلاء يزيد بن معقل بن يسار)
لقد استدل بعض العلماء من هذا الحديث على أنّه لا ينهى عن المصافحة، بل ينهى عن المسّ، والمسّ في القرآن الكريم يعني الجماع، فالحديث هنا يبيّن خطورة الزنا.
ونقول: لا شك أن المسّ يُستخدم أحيانا بمعنى الجماع مجازا، ولكن لا بد له من قرينة، لأن المعنى المجازي لا يؤخذ إلا إذا استحال المعنى الحقيقي. ومعنى المس الحقيقي هو اللمس، وقد حدد القرآن الكريم عقوبة الزنا بمائة جلدة، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم قد عوقب بعض الزناة بالرجم أيضا، لذا لا يمكن بيان شناعة الزنا التي هي من الكبائر بمجرد وخزة مخيط من حديد في الرأس؛ فشتان بين هذه العقوبة وبين مائة جلدة أو الرجم. فثبت أن المسّ هنا بمعناه الحقيقي، وهو مسُّ الأجنبية، وهذا الرواية تصف شناعة مسّ الأجنبية.
وورد في رواية أخرى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِن الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا. (سنن ابن ماجة، كتاب الزهد، باب البراءة من الكبر).
وبعض العلماء يستدلون بهذه الرواية على جواز مصافحة الأجنبيات. وهو استدلال باطل، لأن الحديث إنما يشير إلى تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته للفقراء البسطاء. والحديث بكلماته لا يشير إلى حادث معيّن، إنما يشير إلى تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وبساطته، بأنه كان يستمع حتى للأَمَة، ويحلّ مشكلتها. لقد استُخدمت كلمة الأمة هنا للإشارة إلى قلة حيلتها ومسكنتها، لأن العبيد والإماء كانوا يتعرضون لأسوأ معاملة بين العرب، ثم إن الإماء كنّ أقلّ شأنا من العبيد أيضا، لذلك قد استخدم أنس رضي الله عنه كلمة الأَمَة إشارة إلى حقارة شأنها. فالحديث لا يقصد بيان مسألة مصافحة النساء، بل قد جاءت كلمة الأمة لبيان تواضعه  وشفقته على الفقراء حتى إنه صلى الله عليه وسلم كان يصغي إلى الأَمة البسطية من المدينة ويحقق طلبها. فالقضية هنا هي المبالغة في بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم فقط، كما هي المبالغة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالاستماع إلى أولي الأمر منكم وطاعتهم وإن كان هذا عبدا حبشيا كأن رأسه زبيبة.
قرار الحكم العدل:
لقد أطلق النبي صلى الله عليه وسلم على المسيح الموعود نبيَّ الله، وقد فرض الشرعُ الإيمان بالنبي، وسواء كان النبي مشرعا أم غير مشرع فلا بد من طاعة أحكامه وقبول شروحه وقراراته، لأن إنكارها كفر.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف المسيح الموعود حكَما.. أي أنه سيحكم بين أبناء أمته صلى الله عليه وسلم فيما اختلقوا فيه من أمور دينهم، وبحسب هذه البشارات قد جاء المسيح الموعود عليه السلام في أمة النبي صلى الله عليه وسلم نبيًا تابعا له وحَكَمًا عَدْلاَ للفصل فيما اختلفوا فيه من القضايا.
يقول الله تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ (النساء 65).. أي أننا لا نبعث أي رسول إلا لكي يطيعه الناس بأمر الله وبإذنه، وأن يرضوا بأحكامه وقراراته وشروحه بصدق القلب. وهذه هي حقيقة البيعة، لأن البيعة مشتقة من البيع، والمبايع يبيع نفسه لمن يأخذ منه البيعة، فقبول أوامره وشروحه وقراراته هو بمثابة بيع نفسه له. يقول المسيح الموعود عليه السلام: والذي ينقض، بشكل من الأشكال، العهدَ الذي قطعه معي عند البيعة فليس من جماعتي. والذي لا يؤمن بي مسيحًا موعودًا ومهديًّا معهودًا في الواقع فليس من جماعتي. والذي هو غير مستعدّ لطاعتي في الأمور المعروفة فليس من جماعتي. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية مجلد19 ص 19)
وقد نصح المسيح الموعود عليه السلام جماعته في مناسبة أخرى وقال: فيا مَن بايعتم على يدي وآمنتم بي مسيحا موعودا وحكما عدلا، إذا تكدرت بعد ذلك قلوبُكم وانقضبت وحزنتْ نتيجة أي قرار أو فعل مني، فعليكم أن تراجعوا إيمانكم، لأن الإيمان المشوب بالأوهام والشكوك لا يأتي بنتيجة طيبة. إذا كنتم آمنتم بصدق القلب أن المسيح الموعود جاء حَكَمًا بالفعل، فلا بد لكم من أن تستسلموا أمام كل حكم وفعل يصدر منه، وتقدروا قراراته وتعظّموها، لكي تُعَدّوا من الذين يعظّمون أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم المقدسة. إن شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لكافيةٌ، وهو الذي يُطَمْئِنُكم بأن هذا الموعود سيكون إمامَكم وحكمًا عدلاً بينكم، فإذا كنتم لا تطمئنّون بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم فبماذا تطمئنّون؟ (ملفوظات، مجلد 3 ص 73)
وهذه هي مكانة خلفاء المسيح الموعود عليه السلام بعده أيضًا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: فَإِنْ رَأَيْتَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ فَالْزَمْهُ وَإِنْ نهكَ جِسْمكَ وَأخذ مالكَ. (مسند أحمد، حديث رقم 23425، حديث حذيفة بن اليمان)
وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي. (البخاري، كتاب الأحكام، باب قوله تعالى أطيعوا الله)
إن الله تعالى هو الذي أقام المسيح الموعود عليه السلام والخلفاء الذين جاءوا في جماعته بعده، فطاعتُه وطاعة خلفائه هو طاعة الله ورسوله، وعصيانه وعصيان خلفائه هو عصيان الله ورسوله.
وقال المسيح الموعود عليه السلام: "هناك طريقتان عظيمتان لإنزال رحمة الله وبركاته الروحانية... والطريقة الثانية لإنزال رحمة الله إرسالُ المرسلين والنبيين والأئمة والأولياء والخلفاء، لكي يقتدي بهم الناس ويهتدوا إلى الصراط المستقيم، ويصبحوا من الناجين متأسين بأسوتهم." (الإعلان الأخضر، الحاشية ص 16)
وقد روى حضرة المولوي شير علي رضي الله عنه: "قال الدكتور محمد إسماعيل خان المرحوم للمسيح الموعود عليه السلام ذات مرة: هناك طبيبة إنجليزية في المشفى الذي أعمل فيه، وهي سيدة عجوز، وهي تصافحني أحيانا، فما الحكم في ذلك؟ فقال المسيح الموعود عليه السلام: هذا غير جائز. كان عليك أن تعتذر لها وتقول: هذا ليس جائزا في ديننا." (سيرة المهدي، مجلد 1 ص362 رواية 404)
ويقول المصلح الموعود رضي الله عنه: قبل أيام كنتُ في مأدبة طعام، وكان الجنرال الذي أقيمتْ على شرفه المأدبة قد قابلني من قبل، ولذلك لم يخطر ببالي أنه سيأتي بزوجته ليعرّفها عليّ في هذه المناسبة، ولكنه جاء بها، ولما قدّمها إليّ وعرّفني بها مدّتْ يدَها لمصافحتي، ولما كنتُ أؤمن بأن مصافحة الأجنبيات حرام شرعًا فلم أصافحها.........
ومؤخرا جاء السيد "ايلن بي" إلى مركزنا في لندن، ولم يخبرني في رسالته أنه سيأتي مع زوجته، ولو أخبرني لأخبرناه بقضية مصافحة النساء سلفًا. إنه رجل ذو منصب كبير جدا، ويحظى باحترام كبير من الناحية الدينية أيضا.... وهو قائد الجيش الإنجليزي، ولكن داعيتنا هناك لم يصافح زوجة هذا الرجل الكبير أيضا، لأن ديننا لا يسمح بذلك، أو هذا غير جائز عندنا على الأقل. وما دمنا نؤمن بهذا المبدأ فيجب أن نؤمن به بصدق وأمانة، ولأنني كنتُ قد نهيتُ الداعية عن مصافحة الأجنبيات، فلم يصافح زوجته هذا القائد.. فجلس عنده قليلا ثم ذهب.. ربما لضيق وقته لأنه رجل كبير، وربما لأنه استاء من تصرّف داعيتنا. فمع أنه ليس لنا أيّ نفع في عدم المصافحة، بل هناك ضرر في الظاهر، ومع ذلك نعمل بحسب هذا الحكم. (خطبة جمعة 20/7/1928، جريدة الفضل، 31/7/1928، وخطبات محمود مجلد 11، ص424، 425)
وقال سيدنا الخليفة الثاني أيضا: مسُّ النساء (مصافحتهن) ممنوع، والأفضل أن تخبروهن سلفا بأسلوب ملائم. (جريدة الفضل 14/9/1915، مجلد 3 عدد 36)
وسئل الخليفة الرابع رحمه الله: أيجوز للمرأة أن تصافح إخوة زوجها أو أبناء أعمامه وأبناء أخواله أو أبناء أعمامها وأبناء أخوالها، فقال حضرته: إنّ مصافحة النساء عادة غربيّة تسربتْ إلى مجتمعنا من الغرب. ومن مقتضى التقوى أن نأخذ الحذر بهذا الصدد..... لو جاء أبناء العمومة والخؤولة إلى بيت قريباتهم وبدأوا يصافحونهم، فهذا قد يؤدي إلى مفاسد كثيرة، إذ هي بداية الاختلاط، لذلك يجب نهيهم عن ذلك بشدّة. إذا تركتم هذه العادة تشيع بينكم فسوف تقع في المجتمع مساوئ كثيرة. ندعو الله تعالى أن يحمينا منها. يمكنهم أن يسلّموا ويعبّروا عن احترام بعضهم لبعض بالإشار باليد أو بالرأس، وهذا يكفي. إذا فعلتم ذلك فسوف تنتشر محاسنكم بين الغربيين أيضا. (مجلس العرفان، مسجل يوم 6/5/1994، جريدة الفضل ص3 يوم 15/10/2002)
فالمسيح الموعود عليه السلام وجميع خلفائه لم يصافحوا الأجنبيات ولا يرونه جائزا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المخلص مبشر أحمد كاهلون
مفتي الجماعة الإسلامية الأحمدية


 

خطب الجمعة الأخيرة