بعد مطالعة رد قساوسة التنصير على استشهاد المسلمين بنبوءة سِفر التثنية 18:18 كدليل من بين الأدلة العديدة على صِدق النبي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قمتُ بصياغة ردهم وتقديمه باختصار ومن ثم الرد على هذا الرد بنفس المقاييس وتبقى للقاريء العزيز المقارنة والحكم.
● رد القسس:
يحب المسلمون كثيراً الترويج لنبوءة سِفر التثنية على أنها تخص نبي الإسلام. والنبوءة هي خطاب الله لموسى كما يلي:
"أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ." (التثنية 18: 18)
فنبي الإسلام عندهم أصبح بقدرة قادر مثل موسى أما السيد المسيح الذي هو من بني إسرائيل التي كان منها موسى فليس مثل موسى ! وللجواب نقول بأن الفهم يجب أن يكون للنص كله وليس هذه الآية لوحدها. لذلك دعونا نبدأ من الآية السابقة للآية أعلاه حيث قال الرب لموسى:
"يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ." (تثنية 18: 15)
وما دامت سابقة فهي حاكمة على التي تليها حيث ورَدَ فيها ما يلي:
١. عبارة (لك) في الآية تعني بأن النبي المقصود سيكون لبني إسرائيل بينما مُحَمَّد لم يأت لإسرائيل بل لإخوتهم كما يقول المسلمون أنفسهم لإثبات تحقق النبوءة في نبي الإسلام.
٢. عبارة (من وسطك) أي من وسط إسرائيل بما أن النبوءة كما يقول المسلمون هي لبني إسرائيل. وبذلك فعلى النبي المقصود أن يكون من وسطهم أي من وسط إسرائيل، بينما نبي الإسلام ليس من بني إسرائيل ناهيك عن أن يكون من وسطهم.
٣. أ. استخدمت (من أخوتك) 14 مرة للأسباط الاثني عشر باعتبارهم أخوة بعضهم لبعض.
ب. استخدمت لمرة واحدة عن اللاويين، سبط لاوي، باعتبارهم أيضًا أخوة.
ج. استخدمت مرتين عن الأدوميين، نسل عيسو الملَّقب بأدوم، شقيق يعقوب/إسرائيل التوأم.
د. استخدمت لمرة واحدة عن الأخوة بمعناها الحرفي "إذا سكن أخوةٌ معًا" (تث 25: 5).
هـ. استخدمت مرتين في نفس هذه النبوءة.
في المقابل لم تُستخدم على الإطلاق لا في هذا السفر ولا في غيره من أسفار الكتاب المقدَّس عن أبناء إسماعيل كأخوة لبني إسرائيل. ومن ثم يكون معنى الأخوة بحسب مفهوم ومنطق وتطبيق الكتاب المقدَّس وقواعد تفسيره (الأخوة) أي بقية الأسباط، فالأسباط هم الأخوة الأقرب لبعضهم البعض، حيث قال الله لهم "إذا بيع لك أخوك العبراني أو أختك العبرانية وخدمك ست سنين ففي السنة السابقة تطلقه حرًّا من عندك." (تث 15: 12)".
ثم إن أخوة بني يعقوب هم بنو عيسو الأخ الشقيق والتوأم ليعقوب، فبنو عيسو (أدوم) هم الأحقُ بأن يُدعوا أخوة لبني إسرائيل، وليس بنو إسماعيل الأخ غير الشقيق لإسحق، ولاسيما أنه كان هناك أخوة آخرون لإسحق من قطورة وهم زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا (تك 25: 1) فالنبوءة تسلط الضوء على بني يعقوب الذي هو إسرائيل وليس لبني إسحق.
كذلك المُماثلة بين موسى والسيد المسيح هي لكونه من وسط أخوة إسرائيل لا من خارجها تماماً كما تنص النبوءة وهو أيضاً نبي كما أن موسى نبي أيضاً.
وأخيراً والأهم هو أن السيد المسيح بنفسه استشهد بهذه الآية على أنها نبوءة عَنْهُ هو:
"فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ." (أعمال الرسل 3: 22)
فماذا بقي للأحبة المسلمين في هذه النبوءة التي هي كما ترون ثابتة وقطعية للسيد المسيح؟
● الرد على الرد:
لعل سبب تركيز المسلمين على هذه النبوءة هو الوضوح التام لتطابقها مع رسول الله نبيٌنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لأنه مثل موسى ؑ كما يقول القُرآن الكَرِيم:
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا﴾ المزمل 16
فـ (كما) هي أداة تمثيل وتشبيه، أي أن الله تعالى أرسل النبي مُحَمَّداً ﷺ مثل موسى ؑ!
فهذا نص صريح على أن عبارة (مثلك) بحق موسى عَلَيهِ السَلام تنطبق على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وليس مجرد رأي كما يفعل الأحبة المسيحيون.
أما الرد على (١) فهو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أُرسل إلى الناس كافة ومنهم بنو إسرائيل، أي أن (لك) في التثنية تنطبق على النبي مُحَمَّدٍ ﷺ لأنه أرسل إلى بني إسرائيل والعرب والنَّاس جميعاً لقوله تعالى:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾ سبأ 29
إلا إذا كان بنو إسرائيل ليسوا من الناس بل من جنس آخر.
أما النقطة (٢) فعند أخذ النص الأصلي في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس التي تعتبر أقدم ترجمة للكتاب المقدس إذ تمت في القرن الثالث الميلادي، عند أخذ النص الأصلي فإننا لا نجد فيه عبارة (من وسطك) التي في الآية 15، بل وردت فيه فقط (يقيم لكم) ولا وجود لـ (من وسطك). والترجمة السبعينية إلى جانب كونها أقدم ترجمة يونانية من النص الأصلي للكتاب المقدس فهي كما يصفها القسيس الدكتور غالي:
"الترجمة السبعينية هي ترجمة هامة جداً تصل اهميتها الى اقتباس العهد الجديد منها." (هل قام يهود مصر بالترجمة السبعينية؟ shrtm.nu/xTJO)
لهذا لا يصلح الاستدلال بعبارة (من وسطك) لأنها غير موجودة في الترجمة الأصلية. وقد يقول قائل إن باقي الترجمات بما فيها النص العبري توجد فيها عبارة (من وسطك)، والجواب أن النص العبري طرأت عليه العديد من التغيرات عبر الزمن فلا يمكن الوثوق به بل الأولى الترجمة السبعينية لأنها ترجمة أقدم نص للتوراة والكتب الخمسة ولم تنقل لنا عبارة (من وسطك) في التثنية الآية 18:15، بل نقلت لنا العبارة (من وسط إخوتهم) في التثنية الآية 18:18. أما الترجمات الأخرى فهي ترجمات متأخرة جداً لا يمكن الاعتماد عليها بل تبقى الترجمة السبعينية هي الأقرب للنص الأصلي لأنها الأقدم والأدق مباشرة من النص الأصلي كتبت في القرن الثالث الميلادي أي هي الأقرب للمسيح عَلَيهِ السَلام.
أما تكرار كلمة (أخوتك) لبني إسرائيل في الكتاب المقدس فسببه كما يظهر للقراء بكل وضوح أن الخطاب لم يكن موجهاً فيها لبني إسرائيل ككل بل لمجموعة أو طائفة/طوائف منهم، فطبيعي أن يكون القصد بنو إسرائيل أنفسهم، أما إذا جُمعت كل طوائف بني إسرائيل وقيل لهم بأن (أخوتكم) كذا وكذا فإن المعنى لا يمكن أن يكون بنو إسرائيل أيضاً بل أخوتهم أي بنو إسماعيل أو بنو عيسو الخ. ولهذا لم يجد علماء المسيحية حلاً لهذه المسألة إلا أن يجعلوا المقصود هو نسل عيسو لأنه أخ ليعقوب أو إسرائيل، ولكن هذا مستحيل لأن نسل عيسو الذي يسمى بالأدوميين حيث أدوم هو الإسم الثاني لعيسو لم يظهر فيهم نبي حتى نهاية وجودهم كأدوميين فضلاً عن أن الكتاب المقدس نفسه تنبأ بدمار الأدوميين على لسان الرب للنبي حزقيال 35: "كَمَا فَرِحْتَ عَلَى مِيرَاثِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ خَرِبَ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِكَ. تَكُونُ خَرَاباً يَا جَبَلَ سَعِيرَ أَنْتَ وَكُلُّ أَدُومَ بِأَجْمَعِهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ." (حزقيال 35: 15).وكذلك حين طلب موسى الصلح من ملك أدوم أي نسل عيسو فرَدَّ عليه: «لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِالسَّيْفِ.» (سفر العدد 20: 18) ولهذا عوقب نسل عيسو بقطعه من أخوة إسرائيل أي لم يعد نسل عيسو وإسرائيل أخوة بل أصبحوا أعداء، وهو ما صرّح به سفر العدد 24: 18: "وَيَكُونُ أَدُومُ مِيرَاثًا، وَيَكُونُ سِعِيرُ أَعْدَاؤُهُ مِيرَاثًا. وَيَصْنَعُ إِسْرَائِيلُ بِبَأْسٍ.". ونفس الأمر ورد في سفر صموئيل الأول 14: 47: "وَأَخَذَ شَاوُلُ الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ: مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَحَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ.". وأيضاً في سفر صموئيل الثاني 8: 14: وَجَعَلَ فِي أَدُومَ مُحَافِظِينَ. وَضَعَ مُحَافِظِينَ فِي أَدُومَ كُلِّهَا. وَكَانَ جَمِيعُ الأَدُومِيِّينَ عَبِيدًا لِدَاوُدَ. وَكَانَ الرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ.". وفي سفر الملوك الأول 11: 15 ورد: "وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ دَاوُدُ فِي أَدُومَ، عِنْدَ صُعُودِ يُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ لِدَفْنِ الْقَتْلَى، وَضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ.".
فلا يمكن والحال هذه أن يكون نسل عيسو هو المقصود بنبوءة التثنية. بالإضافة إلى ذلك فإن المقارنة الصحيحة لا تتم بين يعقوب وعيسو الذين عاشوا في حروب دائمة مستمرة فيما بينهم حتى تحولوا أخيراً إلى اليهودية وانقرض تواجدهم ككيان مستقل وانقرضت لغتهم أيضاً وانتهى الأمر، ولا يمكن أيضاً أن تنطبق على نسل باقي أبناء إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام من قطورة أي زمران ويقشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا وذلك لأن الوعد الإلهي كان لإِسْحق وأسماعيل فقط ولم يظهر أنبياء وشريعة إلا من هذين النسلين فقط، بل المقارنة الصحيحة بين الأخوة لا تنطبق إلا بين نسل إسماعيل ونسل إسحق حيث النسلان متوازيان كل منهما يحمل نبوءة؛ تحققت الأولى في بني إسرائيل والثانية تحققت في بني إسماعيل عَلَيهِما السَلام.
إذن (أخوتهم) الواردة في نبوءة التثنية لا يمكن أن تعني نسل عيسو ولا غيرهم بل تنطبق فقط على نَسْلَي إِبْرَاهِيمَ أي إسحق وإسماعيل عَلَيْهِمْ السَلام. وأما لماذا سبق ذِكْر نبي من وسطك من أخوتك في الآية 18:15 لماذا سبق الآية القصيدة 18:18 فالجواب أن هذا هو أسلوب الكتاب المقدس للتأكيد على النبوءات مع ما بيّناه من استحالة صحّة هذه العبارة بالذات وتناقضها مع النبوءة الأساسية في 18:18 وهنالك رأي آخر يقول بأن النص الأول يخص المسيح عَلَيهِ السَلام بينما النص في 18:18 يخص النبي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وهذا محتمل أيضاً ولا غبار عليه، ولكن إذا تركنا هذا الرأي فستصبح النبوءة واحدة ولا تنطبق إلا على النبي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. إذن، في كل الأحوال لا تفيد هذه النصوص في كون المقصود هو المسيح عَلَيهِ السَلام لأنه ليس من أخوة إسرائيل بل هو من إسرائيل نفسها. وبهذه المناسبة أيضاً نعرّج على تفسير اليهود لهذا النص أنه يخص يشوع فتى موسى عَلَيهِ السَلام، حيث أن فتى موسى ؑ هو أيضاً من إسرائيل تماماً مثل المسيح عَلَيهِ السَلام في هذه النقطة وليس من أخوتهم وكلاهما لم يحمل شريعة جديدة لقومهم.
أما قول القس بأن إسماعيل هو أخٌ غير شقيق لإِسْحق فهذا لا يغيّر من الأمر شيئاً إذ يبقى كل منهما أخاً للآخر، حيث ورَدَ عند وفاة إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام:
"فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ إِسْحاقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ." (سفر التكوين 25:9)
فكلاهما إبن لإبراهيم عَلَيهِ السَلام أي أخوة، وطبيعي أن أولاد الأخوة أخوة لبعضهم البعض.
وبهذا لا تنطبق المُماثلة بموسى على المسيح عَلَيهِما السَلام، فالوعد لأخوة إسرائيل وليس لإسرائيل أنفسهم. ولا تصلح إلا أن يكون المماثل لموسى ؑ من وسط أخوة إسرائيل، وبالفعل فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان من وسط العرب نسل إسماعيل، وقد ورَدَ في القُرآن الكَرِيم وصف أمة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأنها الوسط بين الأمم: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مثل موسى ؑ صاحب شريعة بدأ بها تحقق النبوءة، فكما بدأ بموسى ؑ تحقق نبوءة ووعد الله تعالى لإسحق ؑ بإنزال الشريعة الأولى لبني إسرائيل على موسى ؑ كذلك كان مبدأ تحقق النبوءة والوعد الإلهي لإسماعيل ؑ بإنزال الشريعة لأول مرة على النبي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
نعم، لا بد أن سيدنا موسى عَلَيهِ السَلام قد أنبأ ببعثة المسيح عَلَيهِ السَلام ولكن ليس في هذا النص لاستحالة أن ينطبق على المسيح عَلَيهِ السَلام لأنه من إسرائيل لا من أخوتهم، فالنبوءة لازمة للمسيح عَلَيهِ السَلام ولكن ليست هذه بل في غيرها. أما القول بأن المسيح عَلَيهِ السَلام بنفسه قال أن النبوءة هذه عني فليس بصحيح لأن هذا النص ليس بلسان المسيح بل ورَدَ على لسان بطرس في أعمال الرسل وهو تفسيره الشخصي الخاص الذي لم يكن صحيحاً وفق كل المعطيات والأدلة السالفة على فرض صحة سفر أعمال الرسل ودقته 100% الذي لا دليل عليه.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مُسْلِم للّه
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.