loader
 

حُب المسيح .. بين المسيحي والمسلم


● ● المسيحية ● ●
يصف الرسولُ بولس (مؤسس الديانة المسيحية) سيدنا المسيحَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
"إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»." (الرسالة إلى غلاطية 3:13)
فالمسيح صار اللعنة كلّها، ولم يكتف بولس بأن جَعَلَ المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لعنةً بل أردف أيضاً بأن الملعون فقط هو الذي يُعلّق على خشبة الصليب إشارةً للمسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الذي يعتقد بولس بأنه قُتِلَ على الصليب، على الرغم من دعاء المسيح طوال الليل لله أن ينجيه من موت اللعنة، وَعَلَى ما يبدو لم يُستجب دعاء المسيح فصُلِب ولُعِن عند المسيحيين.

وبحسب الكتاب المقدس فمعنى الملعون:
"لأَنَّ الْمُبَارَكِينَ مِنْهُ يَرِثُونَ الأَرْضَ، وَالْمَلْعُونِينَ مِنْهُ يُقْطَعُونَ." (المزامير 22:37)
فالملعون هو الذي يُقطع ويُبعد عن الله تعالى.
آية أخرى من الكتاب المقدس توضح أيضاً معنى اللعنة:
"لَعْنَةُ الرَّبِّ فِي بَيْتِ الشِّرِّيرِ، لكِنَّهُ يُبَارِكُ مَسْكَنَ الصِّدِّيقِينَ." (الأمثال 33:3)
فاللعن صنو الشر ومعاكس للبركة التي هي للصدّيقين. فاللعنة تعاكس البركة!
إذن، حُب المسيحي للمسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ببساطة شديدة يتجلّى باعتبار المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام إنساناً ملعوناً والعياذ بالله بل هو اللعنة نفسها!

● مما سبق فإن أساس العقيدة المسيحية هي أن المسيح ملعونٌ وقد أُدْخِلَ إلى جهنم ليحمل اللعنات كلها ويحترق في الجحيم، ولولا هذا الاعتقاد لا يمكن للإنسان أن ينال لقب المسيحي!


● ● الإسلام ● ●
يصف الله تعالى المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في القُرآن الكَرِيم:
﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ (آل عِمْران 46)
فالمسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بحسب القُرآن الكَرِيم وجيـهٌ ومِن المقرّبين، أي أن القُرآن الكَرِيم يردّ على لعن المسيحيين للمسيح (أثبتنا أعلاه بأن اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى) يردّ على المسيحيين بأن المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وجيهٌ عالي الشأن ليس ملعوناً من حضرة الله بل محبوبٌ ومن المقرّبين عند الله ﷻ. وجاء قول المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في القرآن الكريم:
﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ (مريم)
﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ (مريم)

فالله تعالى يرد ويقول بل المسيح مبارك (البركة أثبتنا أنها عكس اللعنة) وأنه مبارك أينما حل، أي أن المسيح مبارك في كل مكان، ولذلك لا يمكن أن يُدخَل جهنم مقر المجرمين. فالسلام عليه والبركة أينما حل منذ ولادته وحتى مماته وبعثته ثانية.

الخلاصة مما سبق هي أن الذي يحب السيد المسيح عَلَيهِ السَلام حقيقةً هم المسلمون، لأنهم يرونه وجيهاً ومقرّباً عند الله ﷻ سَلامٌ عليه وبركة يوم وُلِدَ ويوم يَمُوتُ ويوم يُبعَث حياً أينما حَلَّ وارتحل، بينما عند النصارى دعاة حب المسيح فإنه ملعونٌ مرفوض الدعاء وقد تعرض نتيجة اللعنة إلى الدخول في جهنم لمدة من الزمن. فالذي لا يعتقد بأن المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام مبارك وجيه سلام الله عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً فلا يمكن أن يكون من المسلمين.


وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة