loader
 

الحرية الدينية في الإسلام فخرنا ... 2

- الحرية الدينية في هذا العصر أمرها خطير.
فسكان العالم 8 مليار، ولن يسمح الله سبحانه وتعالى باستعبادهم دينيا وتدمير حكمة كثرتهم ونعمة تقدمهم .. فكثرة البشر تتطلب بالضرورة وبمقتضى الحكمة تحريرهم، ومنحهم نعمة وصول دعوة الإسلام إليهم، وتتطلب إتاحة فرصة ملاحقتهم في لغاتهم، وهذا ما تم فعلا بحمد الله ويسر الله تعالى سهولة ترجمة هذه الدعوة.
وتتطلب الكثرة وسهولة الترجمة أيضا أن يكون هذا النص المترجم رائعا فاخرا يطيل رقبة الداعي إليه والذي يقدمه للناس، وتتطلب الحكمة منح الحرية لهذا الداعي وخلاصه من ضغوط الحكومات ورؤساء الدين، فتنفق جماعته المستقلة لربها عليه أو ينفق على نفسه أو بمعاونة مخلصين معه، ولا يتلقي عونا من جهة لها غرض فيلوّن الغرض الكلام – وهذا هو ما حدث فعلا في هذا العصر، وما فعل الله ذلك إلا انعكاسا لصفات الكمال الإلهي.
فالله يكمل عمله، وهو الواحد فهو يجمع الناس على شيء واحد في كل القارات ويتكلم وليُّه بلسان واحد حيثما بلغ نور الله سبحانه .
لقد أكمل الله الطاقم: عملت صفات الله تعالى على رعاية مسار الحرية الدينية حتى استوي في العالم، وتم النفور من الإكراه في الدين ( فالتنفير من الإذلال هو ضمان استقرار الحرية) وأيضا فقد وهب الله العالم علوما تسبب الاتصال، ومن الاتصال نوع هو الترجمة، وقد نمت علوم الترجمة كثيرا، وأرسل الله تعالى المسيح الموعود ليستخدم الحرية وعلوم الاتصال ليعيد التوحيد، وأنزل الله تعالى عليه سلامه، ووهبه العلم والحجة والنهج والرزق وهمة الدعوة، ووهبه نفس التأييد في خلفائه وأتباعه.

- معاكسة التاريخ الكاسح عبث .. لا إكراه في الدين أمر شرعي لكنه قدري عند المعصية .. إن الله فرض الرحمة علي نفسه وخطط لترقية الإنسان وقدر البلاغ للإعذار. ولمن رفض الترقية السلمية حساب يوم ترقية طويل.
وتيار القدر مع ثلاثة أمور هي:
التوحيد وليس التثليث.
والحرية وليس الاستعباد الفكري.
والاتصال بين الناس وليس الحصار والمنع والحجر.
المستقبل هو: مصداقية وعقلانية التوحيد، وفرصة الحرية، ويسر الاتصال.
ذلك هو المستقبل، والكذب والخرافة إلى غروب وهزيمة ساحقة، وسيتاب عنها ويعتذر. والاستعباد والإذلال والإكراه إلي هزيمة ساحقة. والمَعرض الحر قدر لا مفر منه ولا حذر. والقطيعة والعزلة والانحصار وسجن الجهالة بالآخر إلى هزيمة ساحقة.
والنتيجة : تشريف محمد صلي الله عليه وسلم وظهور براءته وبالتالي ثبوت عظمة ومجد الله تعالى ورحمته وحكمته وسمو خطته. وحتمية صيرورة الحكم أن مَعرض محمد صلي الله عليه وسلم وجناحه هو الحق

- العقل الغربي عقل باحث متعمق مبتكر ثاقب ويفلق الذرات ويستخرج كامن الطاقة من النواة ويخترع الحاسب والأقمار ويسخر الموجات والرياضة والكيمياء .. ولن يطول به الأمر إلا ويخرج منهم طائفة تبحث ذرة الإسلام وتفلق ذرة القرآن وتظهر للعالم بالتجربة والبرهان طاقة الفاتحة والحمد والشكران .. وبعيد عن الذهن بقاؤهم في عبودية العنصرية للأبد وعبادة الذات والأسباب إلي غير حد.
لذلك على المسلمين تقديم الإسلام كتجربة علمية ناجحة نجاحا ظاهرا للعيان. عليهم تقديم القدوة، والله تعالى سيجعل من ظهور البركات عليهم دليلا، أن هناك عملية تفاعلية معملية بين الله تعالى الحي والإنسان الحي والدعاء الحي والواقع الحي .. ولما كان للغيب وللدعاء الأثر في عالم الفيزياء والكيمياء والطب، وبالدعاء يستبدل الله تعالى الكيمياء المعروفة بكيمياء مجهولة، وبالعمق في الفكر سنجد أن عالم الدعاء يجعلنا نتعامل مع الوجود من منطقة تقع في عالم الإدارة العليا للكيمياء وللفيزياء. ولما كان الله تعالى هو مصدر استبدال هذه الكيمياء فإنه تعالى هو خالق أصلها هي نفسها وهو أصل إقامة بديل لها.

- كل دولة فيها حجر على الواردات الصناعية وتكتفي بالمصنوع فيها فهي تخاف من فضح إهمالها وسوء نظامها أو غباء ناسها. وهي تجبر الناس على استعمال آلات سيئة "زي قلتها" تقريباً/ هي دولة مجرد حية أو هي ميتة .
إن الله لم يطلق الحرية عبثاً وتشجيعا للكفر به تعالى. هذا خداع.. بل أطلق سبحانه حرية الاختيار في نفس الوقت الذي فطر فيه الإنسان علي قابلية الانجذاب للحق، وأيضا في نفس الوقت عرض الله هذا الحق الجميل متألقا، وشرع إقامة معرض للحرية لما نفى الإكراه في الدين بصيغة نفي الجنس المطلق. ووضع الله تعالى في المعرض منهجا كفيلا بنجاح مشروع وجود سام راق للإنسان.
لما كان الله قد أبدع خلق الإنسان وعقله ووعيه وعلمه اللسان الفخم وغرس فيه الجذب للجمال فإنه :
( لما كان الله تعالى يصنع كل شئ جميلا ويرسل الجميل جدا وينزل الوحي البالغ الجمال الجذاب)
(ولما كان الله تعالى واثقا من عمله ومن كلامه ومن جدواه ومن أثره أن يكون المرء مؤمنا به وواثقا من قدرته على عقاب الكافر والتعامل معه بطرقه)
لذلك: اكتفت أوامر الله بالحظر على أمرين (القسوة والظلم ليكون هناك مخ صالح للوعي التام) .. ( والإكراه الفكري والقهر ليكون هناك روح صالح للاختيار التام) .. حرم الظلم والإكراه بأي صورة وبأي شكل.
ولما كان الله تعالى متوليا للإدارة الكونية سبحانه:
فقد آلى على نفسه إرسال الرسل والبيان والتجميل والإغراء بالحق ليوجد صالحون بعدد كافٍ لوترك الناس (الظلم والقسوة) و(الإكراه والقهر) وتركوا الناس أحرارا .
ولما كان الإيمان الفخم لا يكون فخماً إلا بسبب الاختيار الكامل القناعة والكامل الحب وبكل حرية - فالله تعالى كامل يحب الإيمان الكامل ويحب ترك الفرصة لوجود ذلك الكمال الإيماني الفاخر – ولما كان ذلك ليتم إلا بمعرض حر حقاً وعرض جيد لجناح عامل شغال بالحق:
فالله تعالى قد تكفل برسالة عارضة لأزيائها الجميلة تغطي كل مجال الحق/ وطلب تعالي منا ترك الإنسان حراً كما خلقه الله . وكان شرطا عند الله القدوس جازما أن يكرم من يتبني أمر إطلاق هذه الحرية سواء من فطرته أو من دينه . فهذا في الفطرة هو الصحيح وفي كل دين هو الصحيح. ورهن الله الملك السلام بركات كثيرة للحكام وأولي الأمر القائمين بهذا الإطلاق .. لأن من خلال إتاحة الفرصة كاملة للصومعة والبيعة والصلوات سيجد المسجد طريقه عندما يأتي وسوف يجذب بجماله أهل الصوامع والبيع والصلوات .

الإنسان متدين بطبعه ، وكل حجر ومنع واتهام للآخر بالضلال فذلك يعني فرض عبادة معينة أو عبادات معينة حكومية متحكمة. ولذلك عند الله فكل حجر فهو خوف من الحق ورواج بضاعة معرض الحق مع العلم أنها حق. وإما فقط الثقة النفسية في قلب الحاجر بما عنده من بضاعة . وضياعه وتيهه عن كبد الحقيقة بسبب كسله عن المذاكرة والعمل بها . ومع التيه فهو يحافظ عليه ويرفض الخروج لفضاء احتمال الحق التام.
 

 


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة