loader
 

حقيقة كون المسيح الموعود سيدنا أحمد عليه السلام من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها

 

 يدّعي معارضو الجماعة الأحمدية وجود التناقض في قول المسيح الموعود عليه السلام من جهة بأنه فاطمي، حيث قال في كتاب إزالة خطأ: "مع أن ّ الله شرفني بأنني إسرائيلي وفاطمي"  ومن ناحية أخرى قوله إنه ليس فاطميا في كتاب مواهب الرحمن حيث قال: "وما كنت من جرثومة العلماء الأَجِلّة، ولا من قبيلة من بني الفاطمة، لأُظَنَّ أني أطلب منصب بعض آبائي بهذه الحيلة".

فهل بالفعل ناقض المسيح الموعود عليه السلام نفسه في أقواله هذه، أم أن هناك سرّ دقيق لا بدّ من فهمه من أجل معرفة قصد المسيح الموعود عليه السلام في هذه الأقوال؟

نعرض فيما يلي أقواله عليه السلام بالترتيب وفق السنوات في مسألة نسبه من السيدة فاطم رضي الله عنها:

1: من  الخطبة الإلهامية سنة 1900):  أن الله يعلم حقيقة الأحوال وحقيقة النسب والآل، ومع ذلك إني أنا المهدي الذي هو المسيح المنتظر الموعود، وما جاء فيه أنه من بني الفاطمة فاتقوا الله والساعةَ الحاطمة (يقصد حضرته عليه السلام في هذا النصّ، أنه لم يُذكر عن المسيح أنه من بني الفاطمة، وإن ذُكر ذلك عن المهدي.

2: من كتاب إزالة خطأ سنة 1901: " مع أن ّ الله شرفني بأنني إسرائيلي وفاطمي"

3: من كتاب مواهب الرحمن سنة 1903 "وما كنت من جرثومة العلماء الأَجِلّة، ولا من قبيلة من بني الفاطمة، لأُظَنَّ أني أطلب منصب بعض آبائي بهذه الحيلة."

4: من كتاب الاستفتاء سنة 1907: "  وإني قرأتُ في كتب سوانح آبائي وسمعت من أبي أن آبائي كانوا من الجرثومة المُغْليّةولكن الله أوحى إليّ أنّهم كانوا من بني فارس لا من الأقوام التركيّة. ومع ذلك أخبرني ربي بأنّ بعض أمهاتي كُنَّ من بني الفاطمةِ، ومن أهل بيت النُّبوّةِ، والله جمع فيهم نسل إسحاق وإسماعيل من كمال الحكمة والمصلحة".

فالنص الأخير يحل الإشكال كلّه. فانظروا أولا  كيف أنه عليه السلام سنة 1901 يصرح أنه من بني الفاطمة، فكيف يمكن له أن ينفي ذلك في النصّ الثالث سنة 1903 !!؟  لذا جاء النصّ الرابع ليفسّر كل هذه الأقوال، ويظهر أنه لا إشكال.

والمعنى أن حضرته يرجع إلى السيدة فاطمة من نسب الأمهات وليس من نسب الآباء، لذلك لا يمكن أن يُعد من قبيلة من قبائل بني الفاطمة ويطالب بمنصب آبائه، لأنه لا يعود إلى نسب السيدة الفاطمة من جهة الآباء، بل فقط من جهة الأمهات؛ فلا تناقض إذًا !!!

فمفهوم أقوال حضرته عليه السلام عن نسبه من السيدة فاطمة رضي الله عنها، هو أنها يعود إليها بالنسب عن طريق الامهات وليس عن طريق الآباء! وهذا هو السّر الذي غاب عن المعارضين،  وظنوا وجود التناقض في كلام حضرته عليه السلام.

 فتفكروا يا أولي الألباب.

  


زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.
 

خطب الجمعة الأخيرة