الاعتراض:
يدّعي معارضو الجماعة الإسلامية الأحمدية ورود التناقض في أقوال المسيح الموعود عليه السلام، حيث إن حضرته من ناحية يقول بأن الله تعالى في السماء، كما في الفقرات التالية:
_ ولا تنسوا حاكمكم الذي في السماء. (مواهب الرحمن)
_ أرى في السماء غضبا فاتقوا يا عباد الله غضب الربّ، وابتغوا فضلَ مَنْ في السماء ولا تُخلِدوا إلى الأرض كالض (مواهب الرحمن)
ومن ناحية أخرى يقول عليه السلام إن الله عز وجل في كل مكان. كما في الفقرة التالية:
_ من يستطيع أن يقول بأن الله ليس موجودا في كل مكان! بل هو موجود في كل مكان وهو ذو العرش أيضا. (حقيقة الوحي)
الردّ:
في ردّ سريع مقتضَب، دون الخوض في التفاسير والشرح المطوَّل، نُبطل هذا الاعتراض بما ورد في القرآن الكريم من عبارات مشابهة، لندع المعارضين وغيرهم يتفكرون فيها، ولنقول لهم إن فهم عبارات المسيح الموعود عليه السلام، هو ذات الفهم المستنبَط من آيات القرآن الكريم المشابهة لها. ومن يدّعي التناقض في أقوال حضرته عليه السلام فهو في الحقيقة يدّعي التناقض في آيات القرآن الكريم. كما أن أي تأويل أو تفسير لإزالة هذا التناقض المتوهَّم في آيات القرآن الكريم، يمكن حمله لفهم أقوال المسيح الموعود عليه السلام ذاتها.
فعجبا من هؤلاء المعارضين، ألا يقرأون القرآن الكريم كيف يقول من ناحية إن الله في السماوات العلى وفق الآيات التالية:
{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (16)} (البروج 16)
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ} (آل عمران 56)
{بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (159)} (النساء 159)
{ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (8) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (9) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (10)} (النجم 8-10)
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (14) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (15) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (16) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (17) } (النجم 14-17)
{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (5)} (المعارج 5)
ثم من ناحية أخرى يصرح القرآن الكريم بأن الله تعالى في كل مكان، كما في الآيات التالية:
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (النور 36)
{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (4) } (الأَنعام 4)
فإذا كان الله في السماوات والأرض، فلماذا تعرج اليه الملائكة والروح ويُرفع إليه الأمور الأخرى؟؟
كل هذا بحاجة إلى فهم وفق السياق، وممكن أن نخوض فيه بالتفصيل، ولكن فيما أوردنا كاف لأولي الألباب لدفع التناقض المزعزم في أقوال المسيح الموعود عليه السلام. قلنا لهم مرارا إن أي طعن بكلام المسيح الموعود عليه السلام، هو طعن بالقرآن الكريم وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام والله تعالى!!
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.