يُكثر أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية من إشاعة مفهوم مغلوط وكاذب بأن الأحمديين ليسوا مسلمين وذلك لأنهم آمنوا بأن مؤسس جماعتهم هو المسيح الموعود للأمة، وفي الحقيقة لو تأملوا قليلا فقط في عبارة "المسيح الموعود للأمة" لوجدوا أنها تنفي أن يكون المسيح الموعود من الأمة الإسرائيلية، بل تنص بوضوح على أنه لهذه الأمة فيما عيسى ؏ الذي توفاه الله تعالى بحسب القُرآن الكَرِيم كان ولا يزال بحسب القُرآن الكَرِيم نفسه رسولاً لبني إسرائيل فقط! فكيف يُخرِجُ هؤلاءُ الجماعةَ الإسلامية الأحمدية مِن مُسمّى الإسلام فيما الحقيقة أن الفرق الوحيد بينهم وبين المسلمين الأحمديين هو هويّة هذا المسيح الموعود فقط؟ وما هو تعريف المُسلم الصحيح؟ وهل فيه هذا الشرط؟
عملاً بأمر الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ 60 النساء
عملاً بأمره جلّ وعلا سنرُد الأمرَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن ثم صحابته رَضِيَ اللهُ عَنْهُم ونستنأس بفهم السلف الصالح رحمهم الله!
"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمَهْدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا؛ فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِه»" (صحيح البخاري، كِتَابُ الصَّلاَةِ، بَابُ فَضْلِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، حديث رقم 391)
وبه قال سيدنا أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حين سُئل عن من هو المسلم حرام الدم والمال، حيث وردَ في الصحيح:
"وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سَأَلَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فقَالَ: "يَا أَبَا حَمْزَةَ، مَا يُحَرِّمُ دَمَ الْعَبْدِ وَمَالَهُ؟ فَقَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَصَلَّى صَلاَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا؛ فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ." (صحيح البخاري، رقم 393)
وفي معنى "فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ" قال ابن حجر رحمه الله:
"قَوْلُهُ: (ذِمَّةُ اللَّهِ) أَيْ أَمَانَتُهُ وَعَهْدُهُ … قَوْلُهُ: (فَلَا تُخْفِرُوا) أَيْ لَا تَغْدِرُوا، يُقَالُ أَخَفَرْتُ إِذَا غَدَرْتُ." (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، ص 592)
وقال الملا علي القاري رحمه لله:
"«فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ» أي أمانهما وعهدهما … «فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِه» من الإخفار أي: لا تخونوا الله في عهده، ولا تتعرضوا في حقه من ماله، ودمه، وعرضه." (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي القاري، ج 1، الإيمان، العلم 1/280)
إذن يشدّدُ النبيُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على أن أي محاولة لإخراج الناس الذين يشهدون الشهادتين ويصلّون صلاة المسلمين ويستقبلون قبلة المسلمين أي الكعبة المُشرّفة ويأكلون من ذبائح المسلمين فإن محاولة إخراج هؤلاء من مُسمّى الإسلام يُعتبَر عند النبي ﷺ غدراً وخيانة لله ﷻ.
الخلاصة هي أنَّ الأحمدي أي الشخص الذي ينتمي للجماعة الإسلامية الأحمدية مُسلِمٌ بحسب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته الكرام رِضوانُ اللهِ عَلَيهِم أجْمَعِِينَ والسلف الصالح رحمهم الله، لأنه يفي بكل الشروط التي ذكرها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي لم يضع شروطاً غيرها ولا أحد يدّعي بأنه أعلم من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تعريف المُسلِم. وبذلك يكون تكفير خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية للمسلمين الأحمديين ومحاولة إخراجهم من مُسمّى الإسلام بدون أي قيمة بل هو غدرٌ وخيانة لله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مُسْلِم للّه
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.