
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء 89)
أيها المستمعون الكرام، إن معجزات القرآن الكرام التي لا تعد ولا تحصى والتي تظهر باستمرار، يستحيل أن ذكرها كلها في خطاب واحد بل في مئات الآلاف من الخطب. قبل إلقاء نظرة على معجزات القرآن الكريم أرى لزامًا أن أبين أن نزول القرآن الكريم في حد ذاته كان إعجازا. يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وهو يبين هذه المعجزة ويذكر الظروف التي نزل فيه القرآن الكريم والإنسان الذي نزل عليه: كل ما ذُكر في القرآن الكريم من حقائق علوم الدين العميقة ودقائق علوم العقائد، وبراهين المبادئ الحقة القاطعة وغيرها من الأسرار والمعارف، كلها هي من النوع الذي تعجز القوى البشرية عن اكتشافها بصورتها الشاملة، وليس لعقل عاقل أن يسبق إلى كشفها من تلقاء نفسه، لأنه قد ثبت بإلقاء نظرة استقرائية على الأزمنة الخالية أنه ما خلا حكيم أو فيلسوف كشف هذه العلوم والمعارف. والأكثر غرابة في هذا المقام هو أن تلك العلوم والمعارف قد أُعطيها أُمِيٌّ لم يعرف القراءة ولا الكتابة مطلقا، ولم ير في حياته كُتّابا، ولم يقرأ حرفا واحدا في كتاب، ولم تتيسر له صحبة أحد من أصحاب العلم أو الحكماء، بل مكث مع البدو المتوحشين عمرا. فقد وُلد فيهم وتربّى بين ظهرانيهم وخالطهم. وإن كون النبي r أميًّا غير قارئ أمرٌ بديهي تماما لا يجهله مؤرخ من مؤرخي الإسلام. (البراهين الأحمدية، ص561-563) إن القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الذي يحتوي على الحقائق والمعارف التي لا يمكن أن يباريه فيها أي كتاب في العالم. إن من معجزات القرآن الكريم أن لا أحد قدر على الإتيان بمثله. لقد كتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بهذا الشأن وقال: إن القرآن الكريم يبين ميزاته وكمالاته بنفسه، ويدّعي أنه عديم النظير مقابل المخلوقات كلها، ويعلن بأعلى صوته: هل من معارض؟ إن دقائقه وحقائقه ليست واحدة أو اثنتين حتى يشك فيها جاهل، بل هي متدفقة كبحر زخار، وحيثما تُلقون نظرة ترونها متلألئة كنجوم السماء. ليست هناك حقيقة فاتتْه، وليست هناك حكمة لم يحط بها بيانُه، وليس هناك نور لا يُنال باتّباعه. وإن هذه الأمور ليست بلا إثبات، وليس كلاما يتفوه به المرء باللسان فحسب، بل هي حقيقة متحققة وبديهية الثبوت وظلت منيرة منذ 1300 عاما على التوالي. ولقد كتبتُ هذه الحقيقة في كتابي بإسهاب، وقد بيّنتُ دقائق القرآن الكريم ومعارفه بما فيه الكفاية لإقناع كل طالب صادق وطَمْأَنَتِه بدقائق تتدفق كبحر عظيم. وأنّى لأحد الآن أن يحطّ بهرائه وهذيانه من شأن هذا النور العظيم ؟ أما إذا انتابت قلبَ أحد شبهةُ أن جميع هذه الدقائق والمعارف والحقائق والخواص التي أُثبت وجودها في القرآن الكريم يمكن استخراجها من كتاب آخر أيضا، فإن الطريق السديد للمناظرة هو أن يقدِّم دقائقَ ذلك الكتاب ومعارفه وخواصه مستوفيًا الشروط المذكورة من قبلُ. وكما يحتوي هذا الكلامُ المقدس على ردّ المعتقدات الباطلة ويُثبت كل اعتقاد صحيح بأدلة عقلية، وكما ذُكرت المعارف والحقائق الإلهية في هذه الصحف المقدسة، وكما توجد فيها الخواص العجيبة والتأثيرات الغريبة لتنوير القلوب كما أثبتناها في هذا الكتاب؛ فيجب على المعارض أن يُخرجها كلّها من كتابه على غرار ذلك. (البراهين الأحمدية، ص562-567) وقال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام عن كون حقائق القرآن ودقائقه غير محدودة، وانكشاف معارفه المتجدد في كل عصر: ليكن معلوما أن إعجاز القرآن الواضح والبيِّن على كل قوم وكافة أصحاب اللغات، والذي بتقديمه يمكننا أن نُفحم كل شخص ونُدينه ونُسكته سواء أكان هنديا أو فارسيا أو أوروبيا أو أميركيًا أو من أي بلد آخر، هو معارفه وحقائقه وعلومه الحكيمة اللامحدودة التي تُكشف بحسب حاجة كل عصر، وهي مستعدة كجنود مدَجّجين لمواجهة الأفكار المتجددة في كل زمن. ولو كان القرآن محدودا من حيث حقائقه ودقائقه لما عُدّ معجزة تامة قط. البلاغة والفصاحة وحدها ليست بالأمر الذي يمكن أن يدرك كلُ مثقف وغير مثقف وجه إعجازها، إنما الإعجاز المبين هو أنه يضم في طياته معارف ودقائق غير محدودة. والذي لا يعترف بهذا الإعجاز القرآني فهو محروم تماما من علم القرآن الكريم. ومن لم يؤمن بذلك الإعجاز فوالله ما قدر القرآن حقّ قدره، وما عرف الله حقّ معرفته، وما وقّر الرسول حق توقيره. يا عباد الله، اعلموا يقينا أن إعجاز القرآن الكريم من حيث المعارف والحقائق غير المحدودة إعجاز كامل قد عمل في كل عصر أكثر من عمل السيف. وفيه ردٌّ كامل ودفاع كامل وحجة كاملة على ما يأتي به كل عصر من الشبهات نتيجة ظروفه المتجددة، أو ما يدّعيه من المعارف السامية. لا يسع أحدا سواء أكان من أتباع طائفة الـ "براهمو" أو البوذية أو الآريا أو فيلسوفا من طراز آخر، أن يستخرج حقائق ربانية لم توجد في القرآن الكريم مسبقا. إن عجائب القرآن الكريم لن تنتهي أبدا. كما لم تقتصر عجائب صحيفة الفطرة وغرائبها على زمن خلا، بل تتجدد دائما، وكذلك الحال بالنسبة إلى هذه الصحف المطهرة، وذلك ليتحقق الانسجام التام بين قول الله تعالى وفعله. ولقد كتبت من قبل أن عجائب القرآن الكريم ظلتْ تُكشَف عليّ في معظم الأحيان بواسطة الإلهام باستمرار، ومعظمها مما ليس له أيّ أثر في كتب التفسير. فمثلا كُشف عليّ أن المدة التي مضت منذ خلق آدم إلى النبي r قد ذُكرت كلها في الحساب العددي لسورة العصر بحساب الجمَّل، وهي4740 عاما حسب التقويم القمري. قولوا الآن بالله عليكم، في أيّ تفسير ذُكرت هذه الدقائق القرآنية التي هي أبرز إعجاز للقرآن الكريم؟ كذلك فتح الله عليّ نقطة أخرى من المعارف القرآنية أن المراد من: ]إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[ ليس فقط أنها ليلة مباركة نزل فيها القرآن، بل إلى جانب هذا المعنى - الذي هو صحيح طبعا - هناك معانٍ أخرى في باطن هذه الآية، وقد بيّنتها في كتيب "فتح الإسلام". قولوا الآن، في أيّ تفسير وردت هذه المعارف الحقة؟ وتذكّروا أيضا أنه إذا كان إلى جانب أحد معاني القرآن الكريم معنى آخر أيضا فلا يحدث تناقُض، ولا يحدث في هدي القرآن الكريم نقص، بل كان نورًا إضافيًا ينضم إلى نورٍ موجود سابقًا ويُري نور عظمة الفرقان بصورة أجلى من ذي قبل - مع أن الزمن يثير بطبيعة الحال أفكارا متجددة وغير محدودة بسبب تقلبات الدهر غير المحدودة - فظهوره بأسلوب جديد وإظهاره علوما متجددة دائما للعيان وإراءته المحدَثات والأمور البديعة، لهو أمر محتوم. إذا لم يتدارك الكتاب الذي يدّعي كونه خاتَم الكتب تقلبات الدهر بما يناسب مقتضى الحال، فلا يمكن اعتباره خاتَم الكتب على الإطلاق. أما إذا وُجد في ذلك الكتاب أسباب مكنونة ضرورية لتدارك كل حالة من حالات الزمن، فلا بد لنا من التسليم أن القرآن الكريم يحوي معارف غير محدودة دون أدنى شك، ويتكفّل حاجات كل زمن بصورة كاملة. وليكن معلوما أيضا أنه قد جرت سنة الله مع كل ملهَم كامل أن تنكشف عليه دائمًا عجائب القرآن المكنونة. بل في كثير من الأحيان تُلقى على قلب الملهَم آية قرآنية إلهاما، ويراد منها معنى آخر بصرفها عن المعنى الحقيقي، كما يقول المرحوم المولوي عبد الله الغزنوي في إحدى رسائله: أُلهم إليّ ذات مرة: "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما" ولكني لم أفهم معناها، ثم أُلهمتُ: "قلنا يا صبر كوني بردا وسلاما"، ففهمت أن المراد من النار هنا هو الصبر. (إزالة الأوهام، ص255-262) لقد بين المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أربعة أنواع لمعجزات القرآن الكريم فقال: للمعجزات والخوارق القرآنية أربعة أقسام، (1) معجزات عقلية (2) معجزات علمية (3) معجزات البركات الروحانية (4) معجزات التصرفات الخارجية. فالمعجزات من الرقم 1-2-3 من الخواص الذاتية للقرآن الكريم وهي عظيمة جدا وبدهي الثبوت، بحيث يستطيع أن يكتشفها كل إنسان في عصر متجددة مثل حادث رآه بأم عينه، أما المعجزات من الرقم 4 أي التصرفات الخارجية فهي الخوارق الخارجية التي لا علاقة ذاتية لها بالقرآن الكريم، ومنها معجزة انشقاق القمر، فالميزة الأصلية للقرآن الكريم وجماله وحسنه يرتبط بأنواع ثلاثة من المعجزات، بل الآية العظمى لكل كلام إلهي أن يتضمن شيئا من المعجزات من هذه الأنواع الثلاثة، أما القرآن الكريم فتوجد فيه المعجزات من كل هذه الأنواع الثلاثة على أعلى وأكمل وأتم وجه، ويقدمها القرآن الكريم مرارا إثباتا على كونه منقطع النظير والمثال، كما يقول: ]قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا[ (الإسراء 89) ..(أي جميع المخلوقات). ثم يقول: ]مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ[ (الأنعام 39) (أي لم تبق أي حقيقية دينية خارج هذا الكتاب (القرآن الكريم) بل هو يحتوي على جميع الحقائق والمعارف) ثم يقول في آية أخرى ]وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ[ (النحل: 90) (أي نزلنا هذا الكتاب (القرآن الكريم) المشتمل على جميع العلوم الضرورية. ثم يقول ]يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ[ (البينة 3-4) أي هذا القرآن الكريم أوراقا مقدسة تشمل مغزى جميع الكتب السماوية ولبها. ثم يقول: ]وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ .... فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ[ (البقرة 24-25) .. أي إذا كنتم لا تعدونه كلام الله وتظنون أن الإنسان قادر على الإتيان بمثل هذا الكلام فاصنعوا أنتم أيضا سورة تشتمل على الكمالات الظاهرية والباطنية مثله، ... الحجارة (الأوثان) ... أي الأصنام والمشركون والعصاة هم يتسببون في اتقاد هذه النار، فلو لم يكن في الدنيا عبادة الأوثان والشرك والإلحاد والمعصية لما اشتعلت تلك النار، فكأن هذه الأشياء حصرا وقودها وتتسبب في اشتعالها. ثم قال في موضع آخر ]لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[ (الحشر 22)، ... لكي يتفكر الناس لاكتشاف عظمة الكلام الإلهي. فهذا ذكْر الكمالات الإعجازية التي توجد في أوراقها الغالية، إلا أن إعجاز التصرفات الخارجية أيضا توجد في القرآن الكريم بكثرة، فإن هذا النوع من المعجزات بمثابة الحلي لجمال القرآن الكريم التي يُحلَّى بها الجميلون، والظاهر أن النفوس ليست بحاجة إلى جمال الحلي، وإن كانت تزيد الجمال لمعانا وتألقا. وليكن معلوما هنا أن معجزات التصرفات الخارجية قد وردت في القرآن الكريم على عدة أنواع. وكذلك قد ذكرت في القرآن الكريم أنواع عديدة لتأييد الله العجيب والتصرفات الإلهية (التي هي خارقة العادة)، وملخصها أنه كيف أن الله بعث نبيه مسكينا وفقيرا ويتيما ووحيدا وعديم الحيلة ثم جعله في مدة قصيرة جدا تقل عن 30 عاما منتصرا على عالم ووهب له الغالبة على أمبراطور القسطنطينة وملوك ديار الشام ومصر والبلاد بين دجلة وفرات وغيرها، وفي هذه المدة القصيرة مدّ سلسلة هذه الفتوح من شبه الجزيرة العربية إلى نهر جيحون وتنبأ باعتناق هذه البلاد الإسلامَ سلفا في القرآن الكريم. فحين ألقى كبار المثقفين الأفاضل الإنجليز النظر على الفتوح العجيبة والغريبة في حالة انعدام الوسائل هذه شهدوا هم أيضا على أنه لا يوجد أي نظير في تاريخ العالم لسرعة انتشار السلطنة الإسلامية والإسلام في العالم، والواضح أن الذي لا يوجد له نظير يسمى بتعبير آخر المعجزة أيضا، باختصار قد ورد في القرآن الكريم ذكر التصرفات الخارجية أيضا في آيات عدة بصفتها خارقة العادة، بل إذا رأيتم بعيون باصرة فكل عبارة من هذا الكلام المقدس تذكر بملء صوتها التأييدات الإلهية. (كحل لعيون الآريا، ص60-67) إن العاملين بتعاليم القرآن الكريم يعطون نعمة أن يروا بأم أعينهم المعجزات المدهشة من التأييدات الإلهية والتصرفات الربانية، وإن تاريخ الإسلام كله شاهد على آلاف المسلين الصالحين الأولياء الذين طهروا نفوسهم ببركات القرآن الكريم قد أرأوا في كل عصر معجزات قبولية أدعيتهم، مما يملأ القلوب بنور الإيمان. وهذه الأحداث كثيرة لا تعد ولا تحصى، غير أني أقدم لكم نموذجًا منها وأنهي به خطابي. لقد كتب الصحابي الجليل للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام حضرة المولوي غلام رسول الراجيكي رضي الله عنه: هناك قرية "سعد الله بور" تبعد عن قريتنا بحوالي خمسة أميال، معظم سكانها من الأحناف وكانوا يكنّون لآبائنا احترامًا كبيرا، فكنت أتردد إلى هذه القرية من أجل التبليغ والدعوة لأبين لهم صدق المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام. وكان في تلك القرية عالم من أهل الحديث اسمه المولوي غوث محمد، وكان من أتباع الأسرة الغزنوية من أمرتسر ولذلك كان من أشد معارضي الأحمدية. وذات يوم قمت بنشر الدعو أمام الناس بعد صلاة الظهر وهو موجود في المسجد، وأعطيته أيضًا بعض كتب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، فعلم أني أؤمن بأن حضرته هو المسيح الموعود والمهدي، فاستشاط غضبا وأخذ يسبني بشدة وكما بدأ يشتم المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام. فنصحته كثيرا وقلت له يمكنك أن تسبني كما تشاء ولكن عليك ألا تسيء إلى حضرته عليه الصلاة والسلام، فلم يرتدع عن ذلك. فذهبتُ إلى مكان وخررت أمام الله ساجدًا حيث لا يراني أحد، ودعوتُه سبحانه وتعالى بابتهال وبكاء، ثم جئت إلى المسجد ونمت بدون تناول الطعام. ولما حان وقت السحر جاءني المولوي غوث محمد وأخذ يعتذر إلي وقال: بالله عليك ابعثْ حالاً رسالةَ بيعتي إلى المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وإلا سأموت وأُلقَى في النار. فاستغربتُ من ميوله المفاجئ إلى الأحمدية وسألته عن السبب؟ فأخبرني وقال: لقد رأيتُ الليلة في المنام أنني في يوم القيامة، وأنه قد صدر الحكم لإلقائي في الجحيم، ولتنفيذ هذا الأمر جاءني ملائكة ذوو مخيفة جدًا، حاملين مقامع نارية كبيرة تبلغ عنان السماء، فأخذوني وقالوا: لقد أسأتَ إلى المسيح الموعود وإمام الزمان، فادخل النار لتنال العقاب. فقلت لهم خائفًا إني أتوب الآن فاتركوني من فضلكم. فقالوا: تتوب الآن، ثم حملوا المقامع لضربي، فاستيقظت خوفًا من ذلك، وقد جئتك الآن لكي تعفو عن ذنبي لوجه الله تعالى، وتكتب إلى حضرة المرزا المحترم رسالة بيعتي. فانضم إلى الأحمدية بناءً على هذه الرؤيا. ثم بعد ذلك بايع عشراتُ الرجال والنساء من تلك القرية نتيجة دعوتي ودعوة المولوي غوث محمد المحترم.
هذه هي المعجزات العظيمة التي تريها الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمَ اليوم أيضا. القرآن الكريم كتاب مبارك لا تنتهي سلسلة معجزاته بإذن الله.
ندعو الله تعالى أن يوفقنا للاستفادة الكاملة من هذا الكتاب العظيم وأن يوفقنا لنفيد به الآخرين. آمين. وآخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمین.
عبد الغني جهانغير، مدير المكتب الفرنسي في الجماعة الإسلامية الأحمدية
زاوية المقالات والمدونة والردود الفردية هي منصة لعرض مقالات المساهمين. من خلالها يسعى الكاتب قدر استطاعته للتوافق مع فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية والتعبير عنها بناء على ما يُوفّق به من البحث والتمحيص، كما تسعى إدارة الموقع للتأكد من ذلك؛ إلا أن أي خطأ قد يصدر من الكاتب فهو على مسؤولية الكاتب الشخصية ولا تتحمل الجماعة الإسلامية الأحمدية أو إدارة الموقع أي مسؤولية تجاهه.