loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة. لا أشك في مهدوية مرزا غلام أحمد وممكن أن يكون المسيح كما قال أن الله سماه آدم ابراهيم موسى نوح محمد ...ًلكن غلام قال إزالة الأوهام ص 211" فمن الممكن بحسب هذا القول بل ممكن جدا أن يأتي في زمن من الأزمان مسيح تنطبق عليه بعض كلمات الحديث الحرفية" وكذلك قال غلام في كتابه التذكرة ص 217 إن نزول عيسى عليه السلام يكون ثلاث مرات: فبين أن نزوله الأول هو نبينا محمد ص، ونزوله الثاني هو غلام أحمد المهد

ما قصده المسيح الموعود والإمام المهدي عليه الصلاة والسلام هو أن العلامات المذكورة في الحديث- والتي انطبقت عليه وحده لا سواه؛ إذ أن الزمن زمنه وهو المسيح الموعود المقدَّر نزوله دون أدنى شك- هذه العلامات قد يظهر بعض منها مما تحقق مجازا في زمنه على الحقيقة في زمن لاحق في عهد أحد خلفائه، لأنهم لا ينفصلون عنه، وهم مسحاء بهذا المعنى أيضا.
أما النزول الثالث للمسيح فهو ضمن السياق نفسه، والمقصود به خليفة من خلفائه يضطر للقتال عندما يفسد العالم مرة أخرى، وتعود الحروب الدينية التي هدفها الإكراه في الدين ومحاولة رد المسلمين عن دينهم. وليس المقصود به دعوى جديدة تنسخ دعوى حضرته، بل المقصود هو أن الله تعالى سييسر لهذه الأمة ما يصلح لها في وقتها تحت ظل الخلافة الراشدة، وإذا تغيرت الظروف فإن الأحكام التي كانت قد عُلِّقت بسبب ظروف سابقة ستعود، ومنها القتال دفاعا ضد عدوان المعتدين الذين سيقاتلون المسلمين لردهم عن دينهم. وقد جاء ذكر ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام:
وكُشف عليّ أيضا أن مِن المقدّر أن ينتشر الفساد والشرك والظلم في العالم ثانيةً بعد انقضاء فترة الخير والصلاح وغلبة التوحيد، فيأكل البعض بعضًا كالديدان، ويسود الجهل، ويبدأ الناس في عبادة المسيح ثانية، وتنتشر جهالة اتخاذ المخلوق إلهًا على نطاق واسع، وستنتشر كل هذه المفاسد في الدنيا في الفترة الأخيرة من هذا الزمن الأخير على يد الديانة المسيحية، وعندها تهيج روحانية المسيح هيجانًا مرةً ثالثة، وتقتضي نزولَها نزولاً جلاليًّا، فتنـزلُ في صورة مثيلٍ له قاهرٍ، وينتهي ذلك الزمن، وعندها تكون النهاية ويُطوى بساط العالم.
لقد تبين من ذلك أن المقدر لروحانية المسيح عليه السلام أن تنـزل إلى الدنيا ثلات مرات جراءَ تصرفات أمته الخاطئة. (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 5، ص 341-346)


 

خطب الجمعة الأخيرة